يتوقع أن ينطلق مؤتمر الحوار السوداني الذي دعت إليه الحكومة المصرية في السابع من شهر يوليو/تموز القادم وبحضور القوى السياسية والحركات المسلحة الرئيسية في البلاد وشركاء إقليميين ودوليين. وينتظر أن يبحث المؤتمر سبل إيجاد تقارب بين القوى السياسية حول إيقاف الحرب وبناء السلام الشامل.
وكانت مصر قد اعلنت عن نيتها استضافة مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية نهاية يونيو/ حزيران المقبل، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين
وفي أول ردود الفعل، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان مصطفى تمبور إن الحركة لن تشارك في اجتماعات القوى السياسية التي ستعقد في القاهرة».
وقال القيادي في تنسيقية القوى المدنية «تقدم»، عروة الصادق لـ»القدس العربي» إن مصر تلعب دورا أكبر في السودان بعد تلقيها إشارة خضراء من الإدارة الأمريكية لانشغال الأخيرة وغرقها في موضوع العدوان على غزة ولجمود منبر جدة وفشل مباحثات المنامة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في سياق تحديات مصرية متعددة تواجهها في السودان منذ انفصال جنوبه عام 2011، وحاولت مصر توطيد دورها في السودان، منذ إحداث حالة الاختراق السياسي وتوقيع الاتفاق الإطاري في ديسمبر 2023، لافتاً إلى أن مصر شعرت أن الرباعية الدولية حينها (المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة) أبعدت عن لعب دور في عمق استراتيجي لها.
ويعتقد الصادق، أن الدور الجديد سيأتي على حساب السعودية والإمارات، ولكن تعقيدات وتقاطعات الوضع السوداني الداخلي تشكل تحديا كبيرا لنجاح المبادرة المصرية، إذ أن هناك خمس قضايا سياسية معقدة ما زالت معلقة منذ الاتفاق الإطار تحتاج إلى حل قبل انعقاد المؤتمر.
وبيّن أن قدرة مصر في التفاوض والوساطة بين الأطراف المختلفة في السودان، يعتمد على أن تكون مسافتها من كل الأطراف متساوية قربا وبعدا. مشيرا إلى أن مصر إذا نجحت في تحقيق توافقات وتقديم حل للقضايا العالقة، فقد يكون لها تأثير إيجابي على الاستقرار فيها كدولة وفي المنطقة الأفريقية والعربية ككل.
إلى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل ياسين، أن الواقع في السودان يشير إلى وجود قوتين عسكرتين تتقاتلان في السودان وهذه الحرب ستكون لها تأثيراتها السلبية على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصاد، بالتالي يتطلب الأمر من القوى السياسية الضغط على الأطراف المتقاتلة للوصول إلى صيغة توقف الحرب ومن ثم إطلاق عملية سياسية لتأسيس وبناء سودان جديد يليق بتاريخه ومكانته وعراقة شعوبه.
وأكد خلال حديثه لـ»القدس العربي» أن الحكومة المصرية تمتلك تأثيرا على الأطراف المتحاربة ولها القدرة بأن تقوم بدور جيدة في حل الأزمة، داعياً إلى ضرورة أن يشمل الحوار كل القوى السياسية السودانية دون إقصاء أي جهة.
اليراع\ القدس العربي