الجيش يستعيد مناطق حيوية في سنار

استطاع الجيش السوداني، الإثنين، صد هجوم عنيف شنته قوات «الدعم السريع» على منطقة «جبل موية» الاستراتيجية إضافة إلى إعادة السيطرة على مصنع سكر سنار وسط السودان.

واندلعت المواجهات في «جبل موية» غرب سنار منذ ساعات الصباح الأولى، ووفقا لسكان محليين تحدثوا لـ«القدس العربي» وأضافوا أن قوات «الدعم السريع» أحرزت في بداية المعركة تقدما ملحوظا وتجاوزت عددا من الدفاعات المتقدمة موقعة خسائر في صفوف الجيش الذي أعاد ترتيب صفوفه وشن هجمات عكسية أدت إلى دحر «الدعم السريع» وتكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد.
وتقع منطقة «جبل موية» وهي سلسلة جبلية ممتدة تحيط بها عدة قرى غرب مصنع سكر سنار وعلى طريق رئيسي يربط بين ولاية النيل الأبيض وولاية سنار وسط البلاد، وتعتبر منطقة استراتيجية وإحدى النقاط الحاكمة في السيطرة على مدينة «ربك» وقاعدة كنانة العسكرية بولاية النيل الأبيض ومناطق أخرى بولاية سنار.
وأكدت مصادر عسكرية لـ«القدس العربي» أن الجيش بالتزامن مع صد الهجوم على «جبل موية» غربا، تقدمت كتائب أخرى تابعة له مسنودة بمروحيات مقاتلة نحو ارتكازات «الدعم السريع» في مصنع سكر سنار والقرى المحيطة وحققت انتصارات كبيرة وفرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من المكان.

استمرار معارك العاصمة

ويعدّ مصنع سكر سنار واحدا من أكبر مصانع إنتاج السكر في البلاد ويقع المصنع في الشمال الغربي من ولاية سنار عند الحدود مع ولاية الجزيرة و يبعد 300 كلم جنوب العاصمة الخرطوم.
وكانت قوات «الدعم السريع» قد استولت على المصنع بعد أيام من سقوط ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وتمددت في القرى المحيطة.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن قوات حميدتي قبل انسحابها من منطقة «جبل موية» ومصنع سنار قامت بقصف عشوائي على مناطق بمدينة سنار، كما قامت بأعمال نهب واسعة للعدد من القرى خاصة تلك المحيطة بمنطقة «جبل موية».
أما في العاصمة الخرطوم، استمر القتال لليوم السابع على التوالي بين الجيش و«الدعم السريع» في المناطق المحيطة بسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
وأشار شهود عيان إلى تواصل سماع أصوات دوي الانفجارات الكبيرة جراء استخدام الأسلحة الثقيلة ومشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد من المكان، فيما قال مصدر ميداني لـ«القدس العربي» إن قوات الجيش دمرت بالمدرعات نحو 5 عربات قتالية بكامل تسليحها كما أوقعت قتلى ومصابين في صفوف «الدعم السريع». كذلك، شهدت منطقة أمبدة في أمدرمان غربي الخرطوم مناوشات محدودة بين الجيش و«الدعم السريع» فيما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على تجمعات للدعم بالقرب من مصفاة الجيلي أقصى شمال الخرطوم بحري ومنطقة «البكاش» المتاخمة لولاية نهر النيل.
في الجانب الصحي اتهمت شبكة أطباء السودان قوات «الدعم السريع» بالاستيلاء على مستشفى حجر العسل بالحدود الجنوبية لولاية نهر النيل وتحويله إلى ثكنة عسكرية بعد طرد الطاقم الطبي العامل بها.
وأدان أطباء السودان في بيان ما وصفوه بالسلوك الإجرامي لقوات «الدعم السريع» باحتلال المستشفى، مشيرين إلى أن هذه الخطوة من شأنها مضاعفة معاناة المدنيين وخلق حالة من الشلل في تقديم الخدمات الصحية.
ودعا البيان قوات حميدتي إلى مراعاة القانون الدولي الإنساني والابتعاد عن المرافق الطبية ومواقع المدنيين وعدم تحويلها إلى مقرات عسكرية. وفي سياق الانتهاكات، أفاد السلطات الصحية في مدينة الفاشر غربي السودان عن توقف مركز غسيل الكلي الوحيد بالمدينة جراء سقوط قذيفة أطلقتها قوات «الدعم السريع» صوب مركز الكلي مما أدى إلى حدوث أضرار وتصاعد للدخان بسبب الحرائق.
وأشار وزارة الصحة المحلية إلى خروج المركز عن الخدمة بسبب الحادثة، واضطرار بعض مرضى الكلى نتيجة الوضع الأمني في الفاشر إلى مغادرتها صوب مدن أخرى تتوفر فيها خدمة غسيل الكلى.
وسبق أن هاجمت قوات «الدعم السريع» المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر كما قصفت قبل يومين المستشفى السعودي.
وحول ذلك القصف قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، أمس الإثنين، إن البلاد تأخذ خطوة أخرى بعيدا عن السلام مع كل روح تزهق في «الحرب العبثية».
وفي سياق آخر، قال ناشطون محليون إن القوات المشتركة للحركات المسلحة المساندة للجيش أوقفت شاحنة محملة بكمية من الصواريخ في الصحراء كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.
ومنذ الثاني من مايو/أيار الماضي، تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور معارك مستمرة، وتسبب الصراع في مقتل وإصابة عشرات المدنيين ونزوح الآلاف وتدمير طال بعض المؤسسات ومنازل المواطنين.
سياسيا، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، فرض عقوبات على ستة أفراد في السودان بينهم قائد القوات الجوية للجيش وقائد «الدعم السريع» المتمردة في غرب دارفور ووزير خارجية أسبق في حكومة الإنقاذ وأمين عام الحركة الاسلامية.
واعتبر المجلس الأوروبي أن المسؤولين الستة «مسؤولون عن أنشطة تقوض الاستقرار والانتقال السياسي في السودان».

Share this post