الخرطوم ـ اتهمت لجان المقاومة في مدينة الحصاحيصا وسط السودان، قوات الدعم السريع باختطاف النساء وارتكاب انتهاكات جنسية واسعة في المدينة.
وأشارت في بيان أمس الأربعاء إلى أن قوة مدججة بالسلاح تابعة لقوات الدعم السريع قامت باختطاف فتاة عشرينية من منزلها في أحد أحياء المدينة الواقعة غرب ولاية الجزيرة.
وأضافت «تعرضت الفتاة للاغتصاب الجماعي والتعذيب طوال خمسة أيام، قبل أن تتم إعادتها في حالة نفسية سيئة» فيما عدته لجان المقاومة استمرارا لسلسلة الانتهاكات الوحشية والعنف الجنسي الموجه ضد النساء.
ولفتت إلى التحديات التي تواجه الجهات المختصة في عمليات رصد الانتهاكات بسبب التعقيدات الأمنية وانقطاع شبكات الاتصال والانترنت لأكثر من ثلاثة أشهر.
وعزت لجان المقاومة ارتفاع وتيرة الاعتداءات الجنسية إلى غياب المُساءلة من قيادة القوات الموجودة في المدينة وخروج الجنود عن السيطرة، الأمر الذي ينذر بالمزيد من الانتهاكات.
وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان سليمى إسحق لـ« القدس العربي» أن الوحدة تلقت بلاغا من لجان المقاومة في مدينة الحصاحيصا بالخصوص، لكن الصعوبات المتعلقة بضعف الشبكات حالت دون الحصول على المزيد من المعلومات.
ووفقا لها، فقد وثقت الوحدة 159 حالة اغتصاب في أنحاء مختلفة من البلاد منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان 2023. وبيّنت أن 95٪ من تلك الحالات كانت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وأشارت إلى أن آخر خمس حالات اغتصاب تم توثيقها، ارتكبت ثلاثة منها قوات الدعم السريع، بينما أفيد عن تسجيل حالتي اغتصاب أخريين كان الجناة فيهما من منسوبي الجيش وفق التحديثات الأخيرة.
ولفتت إلى رصد الوحدة في وقت سابق حالتي اغتصاب أثناء عملية سطو للمنازل، مشيرة إلى أن وضع الحرب والعنف المصاحب لها تسبب في الفلتان الأمني وارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة».
وأضافت: « الحرب تمثل في حد ذاتها انتهاكا يطال النساء على وجه الخصوص حيث تسمح الهشاشة الأمنية للمعتدين بممارسة العديد من الجرائم ضد النساء».
لجان المقاومة تتهم «الدعم السريع» باختطاف فتاة واغتصابها جماعيا لأيام في مدينة الحصاحيصا
وأشارت إلى فقدان البيانات المتعلقة بالانتهاكات الجنسية في ولاية الجزيرة بسبب توقف الخدمات الصحية، لافتة إلى أن غياب تلك الخدمات تسبب في ضعف عمليات التوثيق.
ونوهت أيضا إلى وجود معلومات عن عدد من حالات العنف الجنسي في ولاية الجزيرة لكنها غير موثقة لعدم الشروع في إجراءات رسمية لتوثيق تلك الحالات.
وأضافت: « عادة تصلنا المعلومات عبر الجهات الصحية التي تبين عمر وحالة الناجية ووضعها الصحي فضلا عن الخدمات التي تلقتها وإفادتها حول الجهة التي قامت بالانتهاك. ولفتت إلى أنه في غياب الخدمات الصحية تنهار عمليات الرصد والتوثيق بشكل كامل.
وقالت : إن الوحدة استطاعت توثيق حالتي اغتصاب بالتزامن مع دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة « ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة في ديسمبر/ كانون الأول.
وبعد ذلك لم تستطع الوحدة توثيق الحالات الجديدة بسبب توقف المؤسسات الصحية وتعطيل خدمات الاتصالات والانترنت. ورجحت أن تتكشف معلومات عن حالات عنف جنسي عديدة بعد عودة الشبكات إلى تلك المناطق.
وفي ظل الأزمة الحادة في البلاد، يبدو أن الأطراف العسكرية، الباحثة عن التقدم الميداني، تصعد عملياتها العسكرية دون اكتراث للأوضاع الإنسانية الكارثية والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في البلاد، التي تتصاعد يوماً إثر آخر، حسب رصد منظمات محلية ودولية.
وأعلنت المبادرة الأفريقية لنساء القرن الأفريقي (شبكة صيحة) عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور غربي البلاد.
وقالت انها تلقّت معلومات مقلقة وخطيرة تفيد بأن أفرادا من قوات الدعم السريع قاموا باختطاف نساء وفتيات واحتجازهن كرهائن في مناطق محددة من ولاية شمال دارفور، ومن ثمّ إطلاق سراحهن للعودة إلى عائلاتهن لكن مقابل فدية أو ربما بيعهن لاحقا في الأسواق.
وأضافت في تقرير نشرته أن قوات الدعم السريع ما تزال ترتكب جرائم ضد النساء والفتيات، بما في ذلك قيامها بحملات واسعة النطاق من العنف الجنسيّ ضد النساء والفتيات في الخرطوم، وشمال وجنوب وغرب دارفور.
واعتبرت تلك الجرائم جزء من استراتيجية واسعة النطاق استخدمتها قوات الدعم السريع لإرهاب وترويع سكان دارفور على مدى السنوات العشرين الماضية واستمرت في استخدامها خلال الحرب الحالية ضد المدنيين في الخرطوم ومناطق غرب شمال ووسط وجنوب دارفور.
وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء الســـودان الاعتداءات الممنهجة ضد الفتيات والنساء السودانيات، محذرة من أن الحروب لا تخاض على أجساد النساء.
وطالبت بضغط دولي واسع لإيقاف تلك الجرائم التي وصفتها بأنها «متوحشة وغير إنسانية». ونوهت إلى أن جريمة الاغتصاب هي جريمة كبيرة ومعقدة، لا ينتهي تأثيرها على الضحية، وأنه بخلاف الأذى الجسدي فإن الأذى النفسي يتبقى لفترات طويلة وقد يستمر مدى الحياة وقد يؤدي إلى الانتحار إن لم تتلق الضحية السند المناسب، كما يمتد الأذى ليشمل الأسرة التي تعاني كثيراً جراء ذلك، والمجتمع الذي يفقد الأمن والأمان.
واتهمت قوات الدعم السريع باستخدام الاغتصاب كسلاح في حروبها، مشيرة إلى أن ذلك حدث خلال حرب دارفور وفض اعتصام المدنيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في 3 يونيو/ حزيران 2019 وأن تلك القوات عادت واستخدمته خلال الحرب الدائرة في الخرطوم ومناطق أخرى في السودان
(القدس العربي)