اعتبر الدكتور عبد المحمود أبو، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، أن البيئة الآن أصبحت مهيئة لكل إنسان لحمل السلاح حيث لا توجد جهة يمكن أن تسائله، من أين أتى بسلاحه وهذا من مظاهر انهيار الدولة. وشدد الدكتور عبد المحمود أبو في حديث لبرنامج ملفات سودانية في راديو دبنقا يذاع يوم السبت أنه لو كانت هناك قوانين ودولة تسأل الناس وجهات مسؤولة تحاسب الناس لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
كل إنسان من يحمل السلاح يأخذ القانون بيده وبالتالي أصبحت الدولة السودانية والساحة السودانية مهيئة للدواعش ومهيئة للمتطرفين والإرهابيين. وكل من يحمل السلاح له أهدافه ولو استمرت الحرب فإن أخشى ما أخشاه هو أن تغيب الوجوه التي تتحارب الآن وتظهر وجوه جديدة لأن الحرب تولد الحرب وتولد قادتها الجدد وكل له أهدافه..
إيقاف الحرب هو المخرج
وطالب الدكتور عبد المحمود أبو بإيقاف الحرب وانتشار السلاح، وناشد متخذي القرار باستمرار الحرب أو داعميها أو المشجعين على استمرارها للنظر إلى ما يحدث في الدول المحيطة بنا، حيث بدأت الحروب بطلقة واحدة وبهدف قد يكون ساميا لدى مطلقيها، حيث يمكنك إطلاق الطلقة الأولى، لكن سيكون مستحيلا إيقافها لأن خروج هذه الطلقة يسمح لكل من كان يريد أن يحمل السلاح بحمله ولكل من كانت له أهداف خفية بإعلانها.
ومضى الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار للقول إنه كل ما استمرت هذه الحرب، فستكون الدولة السودانية مجالا لكل متطرف ولكل مغال ليأتي إلى أرض السودان ويحولها إلى ما صار يعرف بالصوملة والأفغنة وما شابه ذلك من الدول التي حدث فيها مثل هذا التمزيق.
ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية ومخاطبة للضمير وخوفا من المصير الذي ينتظر كل من شارك في هذه الحرب، دعا الدكتور عبد المحمود أبو في حديثه لبرنامج ملفات سودانية طرفي الحرب لأن يخشوا الله في أنفسهم وفي شعبهم وفي الإنسانية جمعاء حتى لا تعاقبوا يوم القيامة عقابا عسيرا لأن كل نفس أزهقت أنتم مسؤولون عنها أمام الله سبحانه وتعالى.
تحرك نشط لهيئة شؤون الأنصار
وعلى صعيد آخر، أكد الدكتور عبد المحمود أبو في حديثه لبرنامج ملفات سودانية أن هيئة شؤون الأنصار أصدرت ومنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب بيانا بإدانة هذه الحرب والمطالبة بإيقافها. وأن البيانات توالت حتى وصلت لعشرين بيانا تزامن إصدارها مع التطورات الهامة وناشدنا من خلالها متخذي القرار بإيقاف هذه الحرب.
ونوه الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار إلى انعقاد العديد من المؤتمرات في كثير من الدول حولنا ومن بينها مؤتمر جمع العلماء والائمة من دول الساحل والصحراء والدول الإسلامية وتمت فيها الدعوة لوقف هذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس. وأضاف أنه ليست من مسؤوليتنا الآن تحديد من أعلن الحرب وأطلق الطلقة الأولى هذه مسؤولية آخرين ومسؤوليتنا كعلماء ودعاء الآن أن نصلح ذات البين.
نرفض تسيس الدين لخدمة طرفي الحرب
وأبدى الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار أسفه من تسيس كثير من العلماء في السودان للدين لخدمة هذا الطرف أو ذاك، بل إن هناك من يصدر فتوى يعلن فيها بأنه يجوز إعطاء زكاة الفطر والفدية لأحد المتقاتلين معتبرا إياها فتوى باطلة وغير شرعية. وكشف الدكتور عبد المحمود أبو عن أنه قد عاد للتو من جوبا حيث شارك في لقاء بدعوة من علماء وقادة دينين في جنوب السودان للتفاكر والتشاور حول دورنا في المساهمة في إيقاف هذه الحرب. وقد توصلنا إلى رؤى لإشراك كل من يدعم السلام ويدعو إلى إيقاف الحرب من المسلمين والمسيحيين في السودان ودولة جنوب السودان للتواصل مع قادة الحرب من أجل إيقافها وهذا واجب العلماء.
وشدد الدكتور عبد المحمود أبو في حديثه لبرنامج ملفات سودانية على أن هذه الحرب لا بعد ديني أو أخلاقي أو وطني لها وكل من يصطف مع أحد طرفيها سيكون شريك في أي نفس تقتل وفي كل حرمة تنتهك وفي كل مال يسلب وسيحاسب على ذلك في يوم القيامة. واعتبر أن العلماء ورجال الدين أكثر مسؤولية لأنهم قادة المجتمع ونخبه الدينية ومن واجبهم توعية الناس بضرر استمرار هذه الحرب وبالدعوة للسلام.