الخرطوم– قال الجيش السوداني، أمس الجمعة، إنه يجري تحقيقاً حول مقطع مصور وصفه بالصادم يعرض فيه أفراد رأسين مقطوعين لاثنين من منسوبي قوات الدعم السريع.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، مقطعاً مصوراً يظهر جنوداً يرتدون أزياء الجيش السوداني يمثلون برأسين مقطوعين لفردين تابعين لقوات الدعم السريع.
وعلى خلفية المحتوى الصادم، أكد الجيش السوداني شروعه في إجراء تحقيق حول الحادثة، مشدداً على محاسبة المتورطين حال أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون للجيش.
وأكد المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، أمس الجمعة، أن القوات المسلحة ملتزمة بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية وعدم مجاراة ما أسماها “الميليشيات الإرهابية” في انتهاكاتها المستمرة منذ بدء هذه الحرب.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بذبح ثلاثة أشخاص على أساس عرقي وجهوي والتمثيل بجثثهم في مشهد قالت: “إنه يشبه السلوك الإجرامي لهذه المجموعات المتطرفة وينافي الأخلاق، والمروءة، والدين، والقوانين”. وأدان المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، الحادثة، واصفاً إياها بـ”الجريمة البشعة”. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان بإدانة الانتهاكات التي يواجهها الشعب السوداني.
وأضاف: “إن قوات الدعم السريع تحتجز عشرات الآلاف من منسوبي الجيش، لكنهم لن ينجروا وراء هذا السلوك غير الإنساني والانتقاص من حقوق الأسرى بطرفها”.
وفي وقت تدخل الحرب السودانية شهرها الحادي عشر، حذرت قوى الحرية والتغيير من تصاعد وتيرة الانتهاكات والفظائع، وأشارت إلى متابعتها “فيديو يظهر فيه منسوبين للقوات المسلحة يحملون رؤوس اثنين من القتلى بعد فصلهما عن جسديهما”، مضيفة: “هذا جرم إذا تم قتل صاحبيهما نحراً وذبحاً وجرم أبشع إذا ما تم قطع الرؤوس بعد القتل وسيكون الجرم مضاعفاً إذا ما كان تجاه مدنيين غير منخرطين في الحرب”.
وقالت في بيان، أمس الجمعة، إن “الحرب السودانية تشهد كل يوم انتهاكات أفظع من سابقتها، وكلما حسب الناس أنهم بلغوا ذروة الفظائع والتجاوزات والانتهاكات أطلت عليهم الحرب بما لا يخطر على عقل بشر وما لم تره أعين السودانيين والسودانيات من قبل”.
وأضافت أن “المقطع المصور صادم ومروع ويعبر عن سلوك إرهابي متسق مع ممارسات حزب المؤتمر الوطني المحلول- الحزب الحاكم في نظام الرئيس السابق عمر البشير- متهمة إياه بالتطرف وارتكاب الجرائم ضمن سجل إرهابي طويل”.
وتابعت: “هذا جُرم مدان ومستهجن ومرفوض وغير مبرر يستوجب الإدانة والعقاب ومحاكمة كل المشاركين فيه كمجرمين حرب والاعتذار عنه وعدم تكراره” مشددة على أن غض الطرف عنه أو تبريره سيجعل كل القادة المباشرين والمسؤولين مشاركين في هذا الجرم بتهمة التقصير وعدم اتخاذ أي إجراءات تجاه مرتكبيه”.
وأشارت إلى أن هذه الجريمة البشعة تؤكد الحاجة الملحة لإنهاء هذه الحرب بشكل فوري وعاجل للحيلولة دون انجرافها لحرب أهلية وتطويرها باستقطاب مقاتلين أصحاب نزعات إرهابية لتطبيق ذات أساليبهم الإجرامية في نحر الناس وجز أعناقهم كما حدث في ”سوريا وليبيا وعدد من الدول التي عانت من الاضطرابات وتضرر منها الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي”.
وحثت السودانيين على عدم تداول هذا المقطع وتسجيل صوت إدانة ضد مرتكبيها ومطالبة مواقع التواصل الاجتماعي بحذفه وحفظ بيانات الصفحات التي قامت بنشره توطئة لتقديمهم للعدالة التي قالت إنها ستطال المشاركين في هذا الجرم.
وأكدت على أنه لا خيار أمام السودانيين سوى إصلاح وإعادة بناء القوات النظامية بشكل قومي مهني احترافي، وأن تكون خاضعة للسلطة الدستورية المدنية ملتزمة بالدستور والقانون.
وأدان نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، الحادثة، مشيراً إلى أن الحرب تظهر للجميع أنه لا حدود لبشاعتها ولا سقف لجرائمها.
وقال: “إن التسجيلات المصورة التي انتشرت بالأمس لمنسوبي “القوات المسلحة” يتفاخرون بجز رؤوس بشرية، تشف عن انحطاط أخلاقي وسلوك إرهابي لا يمت للإنسانية بصلة”، مضيفاً: “هذه الجريمة تنقل الحرب لبعد آخر لا يمكن احتواؤه”.
وأكد على أن موقفهم ضد الحرب مبدئي وأخلاقي، يناهض بشاعتها وانحطاطها وضد مشعليها والراغبين في استمرارها ومن يعيقون إيقافها لأي سبب من الأسباب، مشدداً على عدم تزحزحهم عنه مهما تعالت أصوات المزايدات التي تغذي ما قال إنه اشتعال للحريق الشامل.
( القدس العربي)