ترغب إيمي بوب، المديرة العامة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة، في محاربة أنماط التفكير والعقليات التي تعتبر الوفيات في البحر الأبيض المتوسط “أمراً طبيعياً”. وتحدثت أيضاً يوم الاثنين 2 أكتوبر في جنيف عن الحاجة إلى مساعدة البلدان المتضرّرة مباشرة من التغيّرات المناخية.
قالت بوب، وهي أول امرأة ترأس المنظمة الدولية للهجرة، للصحفيين والصحفيات في بداية فترة ولايتها التي تستمر لمدة خمس سنوات: “نحن بحاجة إلى تغيير الخطاب”، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورًا في هذا السياق، “فنحن نتحدث هنا عن أرواح بشرية”.
يوم السبت 30 سبتمبر الماضي، استهدف رئيس شركة إكس X (تويتر سابقًا)، إيلون ماسك، في تعليق له دعمَ جهود الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط. وكان ردّ بوب، التي تعتبر مُقرّبة من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، حذرًا بقولها : “سأحرص على عدم الدخول في صراع مباشر مع إيلون ماسك”.
وفي الأسابيع الأخيرة، دفعت أعداد كبير من الوافدين والوافدات من شمال أفريقيا إلى جنوب القارة الأوروبية بعضَ الحكومات إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً، حيث دعت الدول الأوروبية إلى الموافقة السريعة على ميثاق الهجرة للاتحاد الأوروبي، الذي ينص على إصلاح نظام اللجوء، لكن المفاوضات لا تزال صعبة.
ومن المنتظر أن تسافر بوب إلى بروكسل قريباً، مباشرة بعد أول رحلة رسمية لها إلى شرق أفريقيا للقاء زعماء الاتحاد الأفريقي، على وجه الخصوص، في ضوء العدد “الكبير للغاية” من الأشخاص النازحين في الجنوب. وهي تدعو إلى إيجاد طرق أكثر “نظامية” للمهاجرين والمهاجرات وتقديم المساعدة إلى البلدان التي يغادر منها هؤلاء الأشخاص، ولا سيما من خلال العمل على معالجة المشاكل التي تتسبب في مغادرتهم.
دعوة للتعاون من القطاع الخاص
وقالت بوب: “لقد أجرينا هذه المناقشة منذ سنوات، ولكن الفرق هو أن أكبر 30 اقتصادا تواجه نقصا في العمالة، ولو لم تكن هناك فرص اقتصادية، لما جاء هؤلاء”.
وأضافت المسؤولة الدولية أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلبّي احتياجات العديد من الشركات وأنه “لن يحلّ أبداً” محلّ البشر بشكل كامل. كما شرحت بوب، أنه على القطاع الخاص، الذي ترغب في إقامة شراكات معه، أن يعمل أيضًا على تحسين ظروف المهاجرين والمهاجرات. حيث صرّحت بالقول: “يجب أن يكون هناك المزيد من الحماية والحد من الاستغلال”.
وأما السبب الآخر للأخذ بعين الاعتبار فوائدَ الهجرة، على حد قول مديرة المنظمة الدولية للهجرة، فهو أن النهج “الآمن” و”القانوني” و”المنتظم” من شأنه أن يساعد أيضًا في تجنب إغراق نظام اللجوء بأشخاص لا يحق لهم الحصول عليه.
وقالت إن الأمر نفسه ينطبق على شمال القارة الأمريكية وجنوبها، حيث يختلف الوضع عمّا كان عليه في السنوات الأخيرة، فلقد تغيرت فئات الأشخاص المهاجرين وأعدادهم.
توقّع استباقي لمهاجري ومهاجرات المناخ
على نطاق أوسع، وفي الوقت الذي يتعرض فيه مئات الملايين من الناس لمخاطر تغيّر المناخ، تدعو بوب إلى توقع آثار الكوارث في بلدان الأصل من خلال تقديم المساعدات للمجتمعات المحلية على عين المكان. وترى أنه من شأن الاستخدام الأفضل للبيانات أن يتيح توقّع عمليات النزوح والمساعدة التي يجب تقديمها.
وتعترف بوب بأن آليات حماية البيانات ليست كافية بعدُ، وتشير إلى أن “هناك حاجة إلى مزيد من العمل في هذا المجال”.
وكان قد تمّ انتخاب بوب لترَؤُّس المنظمة الدولية للهجرة في مايو الماضي من قبل الدول الأعضاء في المنظمة بدلا عن منافسها البرتغالي أنطونيو فيتورينو، وذلك في أعقاب حملة شرسة. وألقى البيت الأبيض بكل ثقله خلف التفويض الذي يشغله عادة مواطن أمريكي، ممّا أثار غضب الأوروبيين، الذين رأوا فيه هجومًا من قبل حليف.