الأمم المتحدة تطلق نداء إنسانياً لتوفير 4,1 مليار دولار لمساعدة ضحايا الحرب

أطلقت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، نداءً إنسانياً لتوفير 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للسكان المدنيين في السودان الذي تعصف به الحرب منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وجاء ذلك في إطار خطط الاستجابة الإنسانية والاستجابة للاجئين في السودان لهذا العام والتي تهدف إلى الوصول إلى نحو 15 مليون شخص داخل البلاد، بالإضافة إلى أكثر من مليونين في البلدان المجاورة.
وأدى اتساع نطاق القتال في السودان – بما في ذلك ولاية الجزيرة، التي تمثل سلة الغذاء في البلاد – إلى نشوء واحدة من أكبر أزمات النزوح والحماية في العالم، فيما يتفشى الجوع، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويستمر القتال الكثيف في إتلاف شبكات إمدادات المياه وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية في السودان، حيث يعتبر ما يقرب من ثلاثة أرباع المرافق الصحية خارج الخدمة في الولايات المتضررة من النزاع.
وتنتشر أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا في وقت يفتقر فيه ثلثا السكان إلى الرعاية الصحية. هناك حوالي 19 مليون طفل خارج المدرسة، وتنتشر انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، مع استمرار ورود تقارير عن العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين في بيان مشترك، أن نصف سكان السودان بما يقدر بحوالي 25 مليون شخص، أصبحوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية بعد مرور عشرة أشهر على اندلاع الصراع في البلاد. وفر أكثر من 1.5 مليون شخص عبر حدود السودان إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وتدعو خطة الأمم المتحدة للاستجابة والاحتياجات الإنسانية في السودان لهذا العام إلى توفير 2.7 مليار دولار من أجل الوصول إلى 14.7 مليون شخص. وتنسق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، والتي تطالب بتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار وتستهدف حوالي 2.7 مليون شخص في خمس دول مجاورة للسودان.
وحسب البيان المشترك، تهدف الخطتان معاً إلى دعم حوالي 17.4 مليون شخص في السودان والمنطقة.
ولفت وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أن عشرة أشهر من الصراع سلبت الشعب السوداني كل شيء تقريباً؛ سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم.
وأشار إلى ضرورة دعم المانحين من أجل توفير الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والتعليم للأطفال، فضلاً عن مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ورعاية الناجين. وقال إن نداء العام الماضي حصل على أقل من نصف مستوى التمويل، مشيراً إلى أهمية القيام بما هو أفضل من ذلك وبشعور متزايد بالحاجة الملحة”.
ولفت إلى أن الحرب أجبرت أكثر من 1.5 مليون شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة التي تعاني أصلاً من استنزاف الموارد وتستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، من بينهم لاجئون وأشخاص يضطرون للعودة إلى بلدانهم الأصلية قبل الأوان. ويصل معظم اللاجئين إلى مواقع نائية يصعب الوصول إليها وتفتقر إلى الخدمات الأساسية. وقال غريفيث: “خلال الأسبوعين الماضيين، أجريت اتصالات مع القائدين العسكريين” قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “للوفاء بالتزامهما” بشأن إيصال المساعدات.
واشار إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن الطرفين لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان.
واكد أن “كلاً منهما قال نعم، وأعرب عن سعادته بالحضور”، مضيفاً: “لكنني انتظر تأكيد موعد ومكان” الاجتماع، مشيراً إلى أن الطرفين “اقترحا القدوم إلى سويسرا”. وأشار غريفيث إلى أن ما يشغله ليس مكان الاجتماع، ولكن أن يناقش الطرفان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية. وأعرب عن أمله في أن يتم هذا الاجتماع حضورياً، وعن استعداده لتنظيم أول اتصال “افتراضي” اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وعلى الرغم من الأهمية البالغة لدعم الاستجابة الإنسانية، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن الاستثمارات الرامية إلى تعزيز الخدمات الوطنية وقدرة المجتمع على الصمود لها نفس القدر من الأهمية لدعم الحكومات المضيفة وتمكين السكان من العيش بكرامة. وأشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى عقده لقاءات مع لاجئين سودانيين في إثيوبيا ونازحين داخل السودان لافتاً إلى أنهم فقدوا الكثير. ولفت إلى أنهم ظلوا يؤكدون على مطالبهم باستعادة السلام ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم، وحاجتهم إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم”. في وقت يبذل الأشخاص قصارى جهدهم للحصول على الدعم الأساسي الذي يمكن أن تقدمه لهم المجتمعات المضيفة والشركاء في المجال الإنساني. وحث المجتمع الدولي على زيادة مستوى دعمه للشعب السوداني، مؤكداً حاجته الماسة إلى المساعدة العاجلة.
وحذر غراندي في منشور على حسابه في موقع (اكس) من أن الفظائع والعنف والخوف التي لا توصف تدفع مليون شخص كل شهر إلى ترك منازلهم في السودان.
وفي تقرير مشترك، كشف خبراء في الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص وإصابة 33 ألفًا آخرين بسبب المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، المندلعة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، محذرين من المآلات الخطيرة للوضع الإنساني في البلاد.
ولفت إلى أن 25 مليون سوداني بينهم 14 مليون طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، بسبب تداعيات الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وحسب منظمة أطباء بلا حدود، فإن طفلاً سودانياً يموت كل ساعتين في معسكر زمزم للنازحين شمال دارفور بسبب سوء التغذية الحاد.
وحذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين من مواجهة المجتمعات السودانية المتأثرة بالحرب كارثة إنسانية، في ظل فقدان المأوى والنقص الحاد في الغذاء ومياه الشرب والأدوية المنقذة للحياة، مشيرة إلى الحاجة الماسة للوصول إلى المساعدات الإنسانية الطارئة.

 

(القدس العربي)

Share this post