الدعم السريع، تنفي اتهامات شبكة “صيحة” بالتورط في عمليات اختطاف النساء والفتيات وتصفها بالكاذبة

صورة رمزية لقوات الدعم السريع

رفضت قوات الدعم السريع، اتهامات شبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي “صيحة” بالتورط في عمليات اختطاف وإخفاء قسري لنساء وفتيات ووصفتها بالكاذبة.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع في تصريح صحفي السبت، إن قيادة القوات تتابع تصرفات الأفراد، ولا تسمح بأي تجاوزات تصدر عن أي فرد في قواتها.

ولفت إلى أنه لا يمكن توفير الحماية لأي فرد يثبت في حقه ارتكاب أي مخالفات للقانون، منوهاً لتشكيل لجنة الظواهر السالبة لمحاكمة أي فرد ميدانياً منعاً لأي تجاوزات.

واضاف إن قوات الدعم السريع ملتزمة بالقانون الدولي والإنساني وقواعد الاشتباك في الحرب التي أشعلها النظام البائد وقياداته في القوات المسلحة.

وأشار المتحدث، إلى انتظام العودة الطوعية في الخرطوم وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

واتهم الشبكة النسوية بالعمل مع النظام البائد لخدمة أهدافه لتدبيج البيانات والإدانات بعد فشله في تحقيق أي انتصار على الميدان.

ونوه البيان، إلى ترحيب قيادة قوات الدعم السريع من قبل بأي جهة تسعى لكشف الحقائق، ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات ذات الصلة بحقوق الإنسان، الحصول على المعلومات من مصادرها للوصول إلى المعلومات الصحيحة، وليس المعلومات السماعية المبثوثة من غرف الضلال والفشل- وفق البيان.

وكانت شبكة نساء القرن الإفريقي (صيحة) قد أطلقت حملة من أجل عودة وسلامة النساء المفقودات في السودان، مبدية قلقها من تصاعد حالات الاختفاء القسري في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وحسب أحدث تقرير صادر عن المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسريّ في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تم تأكيد أن 842 مدنيًّا قد اختفوا قسريًّا؛ منهم 48 امرأةً وفتاة.
وأكدت (صيحة) على الحاجة الملحّة لاتخاذ إجراءات سريعة للتصدي لجريمة الاختفاء القسريّ المتصاعدة في السودان، محذرة من أن النساء السودانيات ما زلن معرضات لخطر الاختطاف والاختفاء القسري بعد « تسعة أشهر من الرعب».
وأشارت الشبكة إلى تزايد أعداد المفقودين والاختفاء القسري للنساء خاصةً عند دخول قوات الدعم السريع لمنطقة جديدة؛ ما يثير تساؤلاتٍ حول الدور المحتمل لقوات الدعم السريع في العديد من تلك حالات.
ولفتت في تقرير بعنوان «تسعة أشهر من الرعب» إلى التأثير المروع للاختفاء القسري على النساء والفتيات، وعائلاتهنّ ومجتمعاتهنّ التي تعيش حالة من الأسى والرعب. كما تتفاقم المخاوف بسبب احتمال تعرّض النساء والفتيات للعنف والاستغلال الجنسيّ أثناء احتجازهنّ.
وأكدت رصدها لحالات مؤكدة لاستعباد النساء والفتيات وإجبارهنّ على الطبخ وأداء المهام المنزليّة لجنود قوّات الدعم السريع في الخرطوم، كما ظهرت تقارير مماثلة مؤخرًا في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
ونبهت إلى أن العدد المبلّغ عنه للنساء والفتيات المفقودات قد لا يعكس بشكلٍ كامل حجم هذه الأزمة، بسبب الخوف من الوصمة وعدم وجود آليات للتبليغ إلى جانب الخوف من الانتقام الذي قد تساهم في عزوف العائلات عن التبليغ في حالة اختفاء أو فقدان النساء والفتيات.
‏إلى جانب تزايد عدد النساء والفتيات المفقودات، هناك عدّة حالات لاختطاف الفتيات القصّر من قبل قوات الدعم السريع أمام عائلاتهنّ. وأشارت (صيحة) إلى اختطاف شقيقتين تبلغان من العمر 15 و13 عامًا، تمّ اقتيادهما تحت تهديد السلاح من أمام والدتهما من منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم من قِبل قوات الدعم السريع.
وأشارت إلى أن الفتيات المختطفات عادة ما يتم نقلهن إلى جهات غير معروفة، ما يتسبب في صدمة وحزن عميق لأسرهنّ، إذ يعانون من الخوف عليهنّ بدون أدنى وسيلة لمعرفة مكانهنّ ومصيرهنّ.
ورصدت الشبكة حوادث اختطاف لطفلات واحتجازهنّ لبضعة أيام قبل إعادتهنّ إلى عائلاتهنّ في مركبات تتبع لقوات الدعم السريع. كما يتم منح العائلات بضائع من «المسروقات» كذلك عند إعادة الفتيات إلى أسرهنّ، وهو في الغالب للتغطية على جرائمهم بحقّ الفتيات. في بعض الحالات يتم إجبار العائلات على الانتقال لمنازل خالية في مناطق مختلفة من قبل قوات الدعم السريع، وهو على الأغلب لتفادي تتبع الحالات.
ويشار إلى أن قوات الدعم السريع تواجه اتهامات بتورطها في عمليات نهب واسعة للمنازل والأسواق والمرافق المدنية الأخرى. بينما يواجه السكان المحاصرون في مناطق العمليات العسكرية نقصاً حاداً في الطعام والمياه والدواء.
وفي ظل انعدام الأمن وانتشار المسلحين تتصاعد الانتهاكات ضد النساء والطفلات على نحو مروع.
ودعت «صيحة» الأفراد والمنظمات والمجتمعات للانضمام لحملة ضد الاختفاء القسريّ للنساء والفتيات في السودان، مؤكدة ضرورة تسليط المزيد من الضوء على هذه الجرائم وحجمها المروّع، والمطالبة بالعدالة والعمل من أجل سلامة وعودة النساء.
وحثت على المزيد من الرصد لحالات الاختفاء القسريّ وفتح بلاغات لدى النيابات المحلية، أو التوثيق لدى منظمات حقوق الإنسان والآليات الدولية مع الاحتفاظ بالسرية التامة لتلك الحالات.وشددت على أن الاختفاء القسريّ للنساء والفتيات في السودان جريمةُ حرب تتطلب تحقيقًا دقيقًا ومساءلةً للجناة.
وفي أغسطس/ آب الماضي، حذرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان من ارتفاع حالات الإخفاء القسري للنساء والفتيات في مخازن وفنادق في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد بغرض استغلالهن جنسيًا بواسطة «الدعم السريع»، فيما يشبه اختطاف النساء الأيزيديات في العراق من قِبل عناصر «تنظيم الدولة الإسلامية».
ومع تمدد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط البلاد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت الوحدة رصدها عدداً من حالات الاغتصاب، لافتة إلى صعوبة عملية الرصد في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة في الولاية، واحتمال أن يكون هناك المزيد من الحالات التي لم تتحصل على المساعدة.
وطالبت بتحرك سريع وجاد لإنهاء هذه المأساة ووضع حدٍّ للانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات في السودان.
وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان الاعتداءات الممنهجة ضد الفتيات والنساء السودانيات، محذرة من أن الحروب لا تخاض على أجساد النساء،
وطالبت بضغط دولي واسع لإيقاف تلك الجرائم التي وصفتها بـ «المتوحشة وغير الإنسانية».
واتهمت «الدعم السريع» باستخدام الاغتصاب كسلاح في حروبها، مشيرة إلى أن ذلك حدث خلال حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003 وفض اعتصام المدنيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في 3 حزيران/ يونيو 2019. وعادت تلك القوات واستخدمته خلال الحرب الدائرة في الخرطوم ومناطق أخرى في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

Share this post