أعلن الجيش السوداني، إجراء تحقيق حول انسحاب قواته من مقار عسكرية بولاية الجزيرة، من دون مقاومة أمام مليشيات الجنجويد، التي أكدت سيطرتها على معسكر الفرقة الأولى مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية، بولاية الجزيرة.
وقال الجيش السوداني، في بيان له، الثلاثاء، إنه “يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها، شأن بقية المناطق العسكرية”.
وأضاف: “سيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منه إلى جهات الاختصاص، ومن ثم إعلان الحقائق للرأي العام”.
والاثنين، دخلت مليشيات الجنجويد إلى المدينة؛ بعد قتال شرس ضد الجيش منذ 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأعلنت مليشيات الجنجويد أن قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) أصدر قرارا الثلاثاء بتكليف القائد أبو عاقلة محمد أحمد كيكل بمهام قيادة الفرقة في ود مدني.
وأضافت، في بيان، أن “تحرير ولاية الجزيرة من قبضة أعداء شعبنا (تقصد الجيش) خطوة في اتجاه تحرير كامل الوطن والتفرغ لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة تحقق الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية”.
وبانتقال المعارك إلى الجزيرة تتسع رقعة الاشتباكات لتنضم إلى تسع ولايات تشهد قتالا مستمرا، وهي الخرطوم وولايات إقليم دارفور الخمس، وولايات إقليم كردفان الثلاث.
وتتواصل، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة واسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني ومليشيات الجنجويد التي اعيد تسميتها باسم قوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان.
واتفق طرفا النزاع مرات عدة على وقف إطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.
واتضحت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد مليشيات الجنجويد، محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج مليشيات الجنجويد تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات مليشيات الجنجويد تمردًا ضد الدولة.
وتسببت المعارك في سقوط عشرات الآلاف بين قتيل وجريح، فضلا عن نزوح الملايين داخل السودان وخارجه.
اليرع- وكالات