الحوثيون يتوعّدون بمزيد من العمليات ضد السفن في البحر الأحمر إثر تشكيل تحالفٍ دولي للتصدي لهجماتهم

لم تمض ساعاتٍ على الإعلان عن تشكيل تحالفٍ دولي بقيادة الولايات المتحدة يضمّ عشرة بلدان للتصدي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن، يعتبرونها “على ارتباط” بإسرائيل في البحر الأحمر، حتى جاء ردّ الحوثي يوم الثلاثاء في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2023 بأن العمليات العسكرية ضد السفن لن تتوقف طالما أن الحرب على غزة مستمرة وحتى يتمّ السماح بدخول المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين مهما كلّفهم ذلك من ثمن.

الحوثيون يصعدون على متن سفينة غلاكسي ليدر (19/11/2023) AP

قال كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام يوم الثلاثاء في 19 ديسمبر إن جماعة الحوثي لن تغير موقفها من الصراع في غزة، بسبب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، معتبراً أن المياه المحاذية لليمن آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة إلى إسرائيل، وذلك بسبب “الحرب العدوانية على فلسطين والحصار على قطاع غزة”، محذّراً من أنه إن لم يتوقف الحصار على غزة ستستمر العمليات “وربما ستصبح بوتيرة أعلى بمعدّل عملية بحرية كل 12 ساعة تقريباً”.

في نفس السياق، أعلن المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة “إكس” أنه “حتى لو نجحت أمريكا في حشد العالم كله، فإن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلّف ذلك من تضحيات”.

وكان المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران قد صعّدوا هجماتهم على ناقلات النفط وسفن الشحن وغيرها في البحر الأحمر منذ منتصف شهر نوفمبر، معتبرين أنهم بذلك يمارسون ضغوطا على إسرائيل بسبب حربها مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

وفي آخر حصيلة لهجمات الحوثي، أُعلِن يوم الإثنين في 18 كانون الأول/ ديسمبر عن تنفيذ عملية نوعية ضد سفينتين هما “سوان أتلانتيك” المحملة بالنفط والأخرى سفينة ” إم إس سي كلارا” التي تحمل حاويات وتم استهدافهما بطائرتين بحريّتين.

أصيبت السفينة النروجية ” إم/في سوان أتلانتيك” “بجسم غير محدد” في البحر الأحمر وفقاً للشركة المالكة  Inventor Chemical Tankers لكن لم يصب أفراد الطاقم الهندي بأذى وجاءت الأضرار محدودة، علماً أن هذه الناقلة التي انطلقت من فرنسا  باتجاه جزيرة ريونيون، لا تربطها أي علاقة بإسرائيل. وهي الآن بحماية البحرية الأمريكية.

وقعت هجمات يوم الإثنين في حين كان وزير الدفاع الأميركي يجري زيارة لإسرائيل، بعدما زار البحرين حيث قاعدة الأسطول الأمريكي الخامس.

إثر هذه الهجمات، علّقت شركات شحن كبرى المرور عبر مضيق باب المندب الذي تمر عبره 40 في المئة من التجارة الدولية إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه. ومن بين هذه الشركات الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ- ليود والفرنسية سي ام إيه سي جي إم والإيطالية السويسرية إم أس سي، وشركة النفط البريطانية “بريتيش بتروليوم”، وشركة “فرونتلاين” الرابعة عالمياً بين شركات الناقلات العملاقة ومقرما في ليماسول في قبرص.

وقال الجيش الأمريكي إن مدمرة أمريكية أسقَطت يوم السبت في كانون الأول 14 مُسيَّرة في البحر الأحمر انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وقالت حكومة المملكة المتحدة إن إحدى مدمراتها أسقطت أيضًا مُسيَّرة يشتبه بأنها هجومية في المنطقة.

بعد حرب غزة…الحوثيون يعلنون الحرب على إسرائيل عبر استهداف السفن في البحر الأحمر

تكثفت العمليات العسكرية التي قام بها الحوثيون بعد حرب غزة، وكانت عملية احتجاز سفينة “غلاكسي ليدر” الأولى من نوعها بعد إعلان الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني.

كانت “غلاكسي ليدر” في طريقها من تركيا إلى الهند، عندما انقطع الاتصال بها جنوب غرب مدينة جدة قبل أن يعلن الحوثيون عن احتجازها. وكانت السفينة ترفع علم جزر باهاما وتملكها شركة بريطانية صاحبها رجل أعمال إسرائيلي. ونفى الجيش الإسرائيلي أن تكون السفينة إسرائيلية.

تلت هذه العملية مهاجمة سفينتين هما “يونيتي إكسبلورر” و”نمبر9″ الإسرائيليتين يوم الأحد في 03 ديسمبر/ كانون الأول عندما أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي مهاجمتها بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال متحدث باسم الجماعة إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات.

وفي وقت سابق من يوم الأحد في 03 ديسمبر، أعلنت شركة “أمبري” للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر.

Share this post