اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، قوات الدعم السريع بارتكاب حملة منظمة من الفظائع وجرائم القتل على أساس إثني في دارفور، مطالبة بفرض عقوبات ضد قادة قواته في الإقليم.
واتهمت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير، أمس الإثنين، “الدعم السريع” بارتكاب موجة من عمليات القتل على أساس عرقي، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتعزيز وجود الأمم المتحدة في السودان بشكل عاجل لمنع ارتكاب مزيد من الفظائع وتوفير حماية أفضل للمدنيين في دارفور.
وقالت: “إن أحدث موجة من عمليات القتل العرقي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور تحمل سمات حملة منظمة من الفظائع ضد المدنيين من إثنية المساليت”.
ودعت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي و”إيغاد” والحكومات المعنية الأخرى، فرض عقوبات محددة الهدف على عبد الرحيم دقلو وعبد الرحمن جمعة، اللذين يفترض أنهما أكبر قائدين لقوات الدعم السريع كانا موجودين أثناء هجمات اردمتا.
وتأتي أحداث اردمتا ضمن سلسلة من أحداث العنف التي تصاعدت في غرب دارفور، منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نحو 8 أشهر.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فتح تحقيق حول مزاعم ارتكاب جرائم حرب غرب دارفور، خلال المعارك المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، مشيراً إلى تلقيه معلومات موثوقة تفيد بدفن ما لا يقل عن 87 شخصاً من أفراد قبيلة المساليت ممن قتلتهم قوات الدعم والمليشيات المناصرة لها في دارفور في مقابر جماعية خارج مدينة الجنينة.
ويواجه المدنيون أوضاعاً إنسانية شديدة التعقيد، بينما تتصاعد العمليات العسكرية داخل المدن والأحياء، والتي أسفرت عن مقتل 9 آلاف سوداني على الأقل ونزوح نحو 6 ملايين آخرين، في حين تهدد نذر المجاعة أكثر من ثلثي السودانيين، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استؤنفت المباحثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عبر منبر جدة، بعد ثلاثة أشهر من تعليقها. وبعد مباحثات استمرت أسبوعين، وقع الجانبان على وثيقة التزامات تعهدا خلالها بضمان سلامة المساعدات والعاملين في المجال الإنساني وموافقتها على تشكيل لجنة مشتركة للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يهدف إلى إزالة العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني. إلا أن الاتفاق ما يزال ينتظر تنفيذه على الأرض في ظل تصاعد القتال بين الجانبين على نحو يجعل وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين وسط المعارك أمراً في غاية التعقيد.
(القدس العربي \اليراع)