ترحيب دولي باتفاق جدة حول وصول المساعدات الإنسانية رغم المخاوف

رحبت عدد من المنظمات الدولية والتنظيمات المدنية السودانية بالتزام الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بترتيبات لوصول المساعدات الإنسانية. بينما فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق وقف عدائيات.
وحسب وثيقة التزامات ، التزم الجانبان بضمان سلامة المساعدات والعاملين في المجال الإنساني وموافقتها على تشكيل مشترك للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يهدف إلى إزالة العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات أطلقتها مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من تصاعد وحشية القتال في السودان، مشددة على ضرورة الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار وحل سياسي يمكن السودانيين من العودة إلى حياتهم.
ولفتت مديرة العلاقات الخارجية في مفوضية شؤون اللاجئين دومينك هايد، إلى أن “الحرب التي اندلعت دون سابق إنذار في 15 أبريل/ نيسان الماضي، حولت منازل السودانيين التي كانت تنعم بالسلام إلى مقابر، مشيرة إلى أن الأزمة إنسانية تفوق التصور تتكشف فصولها في السودان، بعيداً عن أعين العالم وعناوين الأخبار.
وأشارت إلى أن الفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما في دارفور يمكن أن تتكرر مرة أخرى في ظل عدم إيلاء الاهتمام الكافي”، مضيفة: “إننا نقترب من وضع أصبح مهيناً للشعب السوداني بينما العالم صامت بشكل فاضح، على الرغم من استمرار انتهاكات القانون الدولي الإنساني والإفلات من العقاب”.
ومنذ 11 مايو/ أيار الماضي وقعت الأطراف المتقاتلة في السودان إعلان جدة لحماية المدنيين، إلا أن الانتهاكات تواصلت ضد المدنيين، بعد فشل عدد من اتفاقات وقف إطلاق النار قصيرة المدى.
وبعد مرور أكثر من 200 يوم على اندلاع الحرب في السودان، دعت اليونيسف إلى مضاعفة الالتزام من جانب المجتمع الدولي وجميع أطراف النزاع لمعالجة محنة الملايين من الأطفال والأسر الذين يعيشون في كابوس لا هوادة فيه يوماً بعد يوم، محذرة من أن الأطفال يدفعون الثمن الأعلى لأزمة ليست من صنعهم، وعلى نحو متزايد بحياتهم.
وأشارت إلى نزوح أكثر من 3 ملايين طفل من العنف واسع النطاق بحثًا عن الأمان والغذاء والمأوى والرعاية الصحية – معظمهم داخل السودان – بينما لجأ مئات الآلاف إلى مخيمات مؤقتة مترامية الأطراف في الدول المجاورة.
ونوهت إلى أن نحو 14 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، ويعيش العديد منهم في حالة من الخوف الدائم، الخوف من التعرض للقتل أو الإصابة أو التجنيد أو الاستخدام من قبل الجهات المسلحة.
ولفتت إلى تقارير عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، بما في ذلك الاغتصاب، مع اشتداد القتال في الأسابيع الأخيرة في أماكن مثل الخرطوم ودارفور وكردفان، في حين تستمر انتهاكات حقوق الأطفال في الارتفاع.
وأشارت اليونيسف إلى تلقيها بلاغات بوقوع أكثر من 3100 انتهاك جسيم، بما في ذلك قتل وتشويه الأطفال. بينما لم يتمكن أي من أطفال السودان من العودة إلى المدرسة، وأصبح مستقبل جيل كامل على المحك الآن، لافتة إلى أن 19 مليون طفل في السودان غير قادرين على العودة إلى الفصول الدراسية، مما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية في العالم.
ويفتقر حوالي 7.4 مليون طفل إلى مياه الشرب الآمنة وما يقرب من نصف هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات ويواجهون خطر الإصابة بأمراض الإسهال والكوليرا.
ويواجه كثيرون آخرون نقصاً في التطعيمات الروتينية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة، في حين أن ما يقرب من 700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم معرضون لخطر الموت دون علاج. ويجب الحفاظ على البنية التحتية للمياه والصحة وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وطالبت بتأمين وصول إنساني آمن ودون عوائق لتقديم الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة للوصول إلى كل طفل محتاج. وفي الوقت نفسه، نوهت إلى أنه لم يتم تمويل النداء الإنساني الذي أطلقته اليونيسف لهذا العام إلا بنسبة 24%.

اليراع- القدس العربي

Share this post