في خضم الحديث عن استئناف المفاوضات، احتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ شهدت مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي البلاد، أمس، معارك عنيفة لليوم الثالث على التوالي في محيط قيادة الفرقة (16) مشاة.
وحشدت “الدعم السريع” قوات كبيرة بقيادة قائد ثاني “الدعم” شقيق “حميدتي”، عبدالرحيم دقلو، لمهاجمة الفرقة (16) مشاة التي يستميت جنود الجيش للدفاع عن معقلها الحصين.
وأفاد شهود عيان لـصحفة ”القدس العربي” بلندن أن الطيران الحربي نفذ غارات على تجمعات لـ”الدعم” في محيط قيادة الفرقة، ومناطق متفرقة في مدينة نيالا التي تشهد سوء خدمات الاتصالات والإنترنت. وقال الشهود إن قوات الدعم السريع قامت باعتقال كوادر المستشفى الإيطالي بالمدينة بجانب عمليات نهب واسعة طالت مؤسسات الدولة ومنازل المواطنين.
ويعد مقر قيادة الفرقة (16) مشاة الحصين، واحدة من أكبر حاميات الجيش العسكرية في إقليم دارفور، وظلت الدعم السريع تهاجمها مرةً تلو الأخرى منذ عدة أشهر من دون قدرة على إحراز اختراق
ولاحقا مساء الامس قالت «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني إنها سيطرت على مدينة نيالا، ثاني كبرى مدن السودان، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقد تشكل السيطرة على عاصمة ولاية جنوب دارفور في غرب السودان نقطة تحول في الحرب الممتدة منذ ستة أشهر، وتأتي في وقت من المقرر أن يستأنف فيه الطرفان المفاوضات في جدة.
ولم يرد الجيش على طلب من «رويترز» للتعليق، ولم يتسن التحقق من صحة إعلان قوات الدعم السريع بسبب انقطاع في شبكات الاتصالات.
واستطاع الجيش حماية قواعده الرئيسية في الخرطوم رغم انتشار قوات الدعم السريع على الأرض في أغلب أنحاء العاصمة. وفي الوقت نفسه نقلت الحكومة أغلب مقراتها إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها سيطرت على مقر الجيش الرئيسي في نيالا وصادرت كل عتاده. ونشرت مقطعا مصورا لم يتسن لـ«رويترز» التحقق من صحته لجنود يحتفلون بإطلاق الأعيرة النارية ويقولون إنهم اجتاحوا القاعدة.
ونشرت قوات الدعم السريع أيضا مقطعا مصورا للرجل الثاني في قيادتها، عبد الرحيم دقلو الخاضع لعقوبات من الولايات المتحدة، وقالت إنه يتزعم الجهود.
وشهدت نيالا موجات من القتال العنيف، وأودى القصف الجوي والمدفعي بحياة العشرات ودمر منازل المدنيين وعطّل الخدمات الأساسية. ونيالا هي مركز تجاري يقول المراقبون إن قوات الدعم السريع قد تتخذها قاعدة لها.
ونزح ما لا يقل عن 670 ألف شخص من سكان ولاية جنوب دارفور من منازلهم، وجنوب دارفور هي ثاني أكثر الولايات تضررا بعد ولاية الخرطوم.
واتُهمت قوات الدعم السريع، التي تقع قواعدها القوية في جيوب إقليم دارفور، بارتكاب مذبحة عرقية في الجنينة عاصمة غرب دارفور وتأجيج التوتر في أنحاء المنطقة.
وسيطرت أيضا على زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور. أما عاصمتا الولايتين الأخريين في الإقليم، فقد انتشرت قوات الدعم السريع في أنحاء الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، رغم احتفاظ الجيش بقواعده هناك، بينما تدور معارك ضارية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.