تجدد القتال في محيط القيادة العامة للجيش والطرفان يتبادلان القصف بالمدفعية الثقيلة

شهدت منطقة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، تصاعدا كثيفا لأعمدة الدخان جراء استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» والتي استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمسيرات الحربية.
وقال مواطنون  إنهم سمعوا دوي انفجارات وشاهدوا ارتفاعا للدخان من منطقتي المقرن والسوق العربي وسط العاصمة، بالإضافة إلى تجدد القتال في محيط القيادة العامة للجيش، مشيرين إلى أن الطرفين تبادلا القصف المدفعي بينما استهدفت مسيرات تتبع للجيش ارتكازات وتجمعات لقوات الدعم السريع  في المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع أطلقت مدفعيتها الثقيلة من مناطق تمركزاتها في شرق النيل، صوب القيادة العامة وسلاح الإشارة بحري، في حين هاجمت مسيّرات الجيش مواقع الدعم السريع في مزرعة الكردي في سوبا شرق، ومواقع أخرى في حي امتداد ناصر، جوار قيادة الجيش.

تجدد القتال في محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم

وفي غضون ذلك، أعلنت غرفة طوارئ الجريف شرق، إن أحياء المنطقة الواقعة في شرق النيل تتعرض لقصف عشوائي، داعية المواطنين إلى “البقاء بعيداً عن الشوارع والأبواب والنوافذ والتزام أقصى درجات الحيطة والحذر”.
واستهدفت مسيرات الجيش تجمعات لقوات الدعم السريع في حي المجاهدين شرق مدينة الخرطوم، بينما تواصل قصف المدفعية من قاعدة وادي سيدنا على مواقع في أمبدة وأحياء أمدرمان القديمة غربي العاصمة.
والإثنين، قتل 7 مواطنين وجرح آخرون عقب تصدي الأهالي في أحياء الجهاد والوحدة والسلام غرب مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، لعناصر من الدعم السريع حاولوا اقتحام المنازل ونهبها.
وقال المواطن نزار الأبيض لـصحيفة (القدس العربي) إن “تلك الأحياء عاشت يوما عصيبا أمس الأول بعد مقتل 7 من أبنائها دفاعاً عن ممتلكاتهم بعد انتهاك الميليشيا ـ الدعم السريع ـ لحرمة البيوت في ظل غياب الجيش”.
وأشار إلى أن “الأهالي قاموا بحمل جثامين القتلى، وذهبوا بها إلى قيادة الجيش في المدينة احتجاجاً على عدم حمايتها للمدنيين الأبرياء، فيما امتلأت طوارئ مستشفى الأبيض بالمصابين”.
في حين قالت قوات الدعم السريع إنها قامت أمس بإجلاء أطفال ونساء منسوبي الجيش في سلاح المهندسين في أمدرمان وتقديم مساعدات إنسانية لهم وإيصالهم إلى المناطق الآمنة التي يريدون الذهاب إليها.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي حربا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول قضايا الدمج والإصلاح العسكري والأمني واتهام كل طرف للآخر بمحاولة الانقلاب والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
يشار أن الطرفين كانا قد نفذا في 25 أكتوبر/تشرين الأول انقلاباً عسكرياً أطاح بالحكومة الانتقالية التي تولت السلطة قبل إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.
في الموازاة، دعا قائد اللواء (54) مشاة في مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، منسوبي الحركة الشعبية شمال وقوات الدعم السريع إلى “تحكيم صوت العقل والرضوخ لرغبة المواطنين في العيش بسلام من أجل الحفاظ على المدينة بمكوناتها المختلفة التي تتعايش منذ مئات السنين في إلفة وسلام”.

Share this post