18 قتيلا في اشتباكات قبلية في دارفور … ومسيّرات الجيش قصفت مواقع لـ«الدعم» في الخرطوم

الخرطوم ـ سقط 18 قتيلاً، أمس الأحد، بسبب تجدد الاشتباكات بين قبيلتي السلامات وبني هلبة في محلية كبم في ولاية جنوب دارفور غربي السودان، وفق ما أعلنت هيئة محامي دارفور.
وأعربت عن قلقها من قيام مجموعات مسلحة من قبيلة السلامات ترتدي زي قوات الدعم السريع بحرق وتدمير منطقة كبم، لتعلن سقوطها بالكامل.
واندلعت المواجهات ذات الطابع القبلي في منطقتي كبم ودمبة، منذ عدة أسابيع، على خلفية قيام عناصر مسلحة من قبيلة السلامات بالاستيلاء على عربة في قسم شرطة، الأمر الذي رفضه الأهالي من الطرف الآخر، أي بني هلبة، وقاموا باستعادتها قبل أن يتطور الحادث إلى صراع دام استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسقط على إثر ذلك العشرات من السكان، ودمر عدد من الممتلكات الخاصة والعامة.
ويشار أن بعض عناصر «الدعم السريع» انخرطوا في القتال كل مع قبيلته مستخدمين الأسلحة والمركبات التي كانت بحوزتهم، ويجدر الإشارة كذلك أن عددا من الاتفاقات التي توصل اليها الطرفان برعاية من قادة «الدعم» لم تصمد طويلاً بل عادت الاشتباكات بوتيرة أعنف.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل، خلال اليومين الماضين، مقاطع مصور تظهر أفرادا يرتدون زي «الدعم»، ويقولون إنهم من قبيلة السلامات، يقومون بإحراق منازل ومؤسسات عامة في محلية كبم. وهددوا في الوقت نفسه بنقل الصراعات إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المجموعات القبلية من الطرف الآخر.

«الاحتكام لصوت العقل»

وطالبت هيئة محامي دارفور، في بيان لها، «الدعم السريع بإيقاف العناصر التي ترتدي زيها وتستعمل مركباتها في القتال وتمارس القتل الجزافي والخراب والدمار في مناطق محلية كبم».
ودعا البيان عناصر قبيلتي «السلامات وبني هلبة للاحتكام إلى صوت العقل وإيقاف إزهاق الأرواح». كما ناشد العقلاء من أبناء دارفور بـ»التدخل لاحتواء الصراع الدامي والبحث عن وسائل فاعلة بخلاف الوسائط التقليدية التي لم تعد مجدية وكرست الأزمات والصراعات بين القبائل».
وتسببت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش و»الدعم السريع» بوضع أمني هش، وبالتزامن شهد إقليم دارفور اشتباكات ذات طابع قبلي بين عدد من المجموعات المحلية، وسط مخاوف من أن تنزلق البلاد إلى «حرب أهلية» شاملة.

المخابرات العامة تتهم قوات «حميدتي» بمحاولة «تخريب» الاقتصاد الوطني

وفي سياق متصل، استؤنفت المعارك في مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور بين الجيش والدعم السريع، أمس، بعد هدوء نسبي شهدته المدينة خلال الأيام الماضية.
ووفقا لشهود عيان تحدثوا لـ»القدس العربي»، فإن الاشتباكات دارت في النهضة وسط المدينة، مشيرين إلى مقتل مواطن بسبب ضربات لمسيرات تتبع لقوات الدعم.
وفي الموازاة، كشفت وسائل إعلام محلية عن تعرض والي ولاية جنوب دارفور، حامد التجاني هنون، إلى حادثة نهب مسلح نهار السبت أثناء سفره من مدينة «الابيض» حاضرة شمال كردفان إلى مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض.
ونقلت صحيفة «دارفور 24» عن مصدر حكومي، أن هنون ووالي وسط دارفور السابق، أديب محمد عبد الرحمن تعرضا للنهب من قبل مسلحين بعد خروجهم من مدينة الرهد شمال كردفان في الطريق القومي ونهبت كل الممتلكات التي بحوزتهما.
ميدانياً كذلك، تواصل القتال في العاصمة الخرطوم، وشنت مسيرات تابعة للجيش هجمات على مواقع وارتكازات لـ»الدعم» في منطقة شرق النيل ومناطق أخرى جنوب وشرق مدينة الخرطوم. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في النواحي المحيطة بالقيادة العامة للجيش بالإضافة الى القصر الجمهوري والسوق العربي وسط الخرطوم.
وقالت غرفة طوارئ الجريف شرق، إن مجموعة من قذائف المدفعية تساقطت على حي النسيم في المنطقة مما أدى إلى وفاة مواطن وإصابة آخرين.
وفي غضون ذلك، شهدت منطقة أمبدة الحارة العاشرة جوار المنطقة الصناعية في أمدرمان، مواجهات مباشرة بين الجيش والدعم السريع استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة الخفيفة.
وقال مواطنون لـ»القدس العربي» إن مسيرات تابعة للجيش قامت بتنفيذ غارات على أهداف متحركة في المنطقة، بينما استهدفت المدفعية الصادرة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية عددا من ارتكازات «الدعم» في أحياء أمدرمان القديمة وسط المدينة، وأمبدة من الناحية الغربية.
وأفادوا بأن الجيش يعمل على التوسع جنوباً من أمدرمان باتجاه هيئة الإذاعة والتلفزيون، في وقت قصفت قوات الدعم، من أماكن تمركزها في الخرطوم بحري، منطقة الجرافة شمال أمدرمان، مما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين.
وكانت الشرطة قد أعلنت أنها مستعدة للعودة في ولاية الخرطوم، لافتة إلى تجميع قواتها في مكان لم تسمه من أجل تدريبها لتنفيذ خطة ما بعد الحرب.
وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة، فتح الرحمن محمد التوم، في تصريحات صحافية، إنهم قطعوا شوطاً كبيراً في كيفية التعامل مع الأوضاع بعد الحرب في مجال التعامل المدني ومع الجثث والتعامل مع المتفلتين.
وكشف عن تشكيل لجنة تحر وتحقيق لتفعيل العمل الجنائي وحصر الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت أثناء الحرب، معلنا أن الشرطة ستعمل على استعادة السيارات المنهوبة من الخرطوم والتي تم تهريبها إلى دول الجوار عبر البوليس الدولي «الإنتربول».

تخريب الاقتصاد

إلى ذلك، اتهم جهاز المخابرات العامة قوات الدعم السريع بمحاولة تخريب الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى رصد قيام قيادات في «الدعم وبعض المواطنين بعمل ممنهج لتخريب الاقتصاد من خلال المضاربات بالعملات الأجنبية»، مبينا رصده لحركة الحسابات البنكية بعد 15 أبريل/ نيسان موعد اندلاع الحرب، وتوعد أصحاب الحسابات المشبوهة بالتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
يذكر أن سعر العملة المحلية تراجع خلال الأيام الماضية أمام الدولار الأمريكي لما يقارب ألف جنيه.
وتلاحق قوات الدعم السريع اتهامات بسرقة آلاف من سيارات المواطنين من العاصمة الخرطوم وتهريب بعضها إلى خارج الولاية ودول الجوار واستخدام البعض الآخر في العمليات الحربية.

(القدس العربي)

Share this post