الحرية والتغيير: خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مخيب للآمال

 أبدت قوى الحرية والتغيير خيبتها من خطاب البرهان، لافتة إلى أنه جاء في وقت يعيش فيه السودان حرباً ضروساً تسببت في مقتل الآلاف ونزوح ولجوء 5 ملايين سوداني، مشيرة إلى أن أكثر من نصف سكان البلاد يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة.

وقالت إنه بدلا من التركيز على كيفية إنهاء الحرب وتحقيق السلام، جاء الخطاب مخيبا للآمال ولم يطرح أي تعهدات واضحة تخاطب المأساة التي يعيشها الشعب السوداني الآن.

وأشارت إلى أن الكارثة التي تمر بها البلاد تهدد وجودها وتطرح تحديات قد تمس وحدتها وسيادتها، وتحطم حياة أهلها بصورة غير مسبوقة، لافتة إلى أن ذلك يتطلب من جميع الأطراف تحكيم صوت العقل واللجوء للحلول السلمية التفاوضية عوضاً عن المواجهات المسلحة.

وشددت الحرية والتغيير على أن هذه الحرب لا تصب إلا في مصلحة بقايا عناصر النظام السابق الذين يريدون إطالة أمدها بغية السيطرة على السلطة حتى لو كان ذلك على حطام ما يتبقى من السودان.

الحرية والتغيير: الحرب لا تصب إلا في مصلحة بقايا عناصر النظام السابق الذين يريدون إطالة أمدها بغية السيطرة على السلطة

وقالت “إن القاصي والداني يعلم أن قادة النظام السابق يتجولون في شرق السودان تحت حماية القوات المسلحة وتستخدم مقدراتها للحشد والتعبئة لاستمرار الحرب”.

وأكدت تمسكها بالعمل من أجل وقف الحرب واللجوء إلى الخيارات السلمية، بالعمل على توحيد أكبر قاعدة من السودانيين والسودانيات حول مشروع وطني ينهي الحرب ويعيد بناء الدولة السودانية وينهض بها من دمار الحرب.

ودعت الأطراف المتقاتلة للعودة لطاولة التفاوض عبر عملية سياسية شاملة تخاطب جذور الأزمة، وتنهي المأساة الانسانية التي يعاني منها الشعب وتنصف ضحايا هذه الحرب وتلتزم بجبر الضرر والتعويض لكل من مسه سوء جراء هذه الحرب، وتؤسس لمسار تحول مدني ديمقراطي ولجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد ويلتزم بمهامه الدستورية في حماية البلاد وأمنها.

وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعهد البرهان بنقل السلطة إلى الشعب السوداني على أساس توافق عريض وتراض وطني، تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائياً، من العمل السياسي، ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات.

وأشار إلى ضرورة إدارة البلاد عبر حكومة مدنية من المستقلين في مرحلة انتقالية قصيرة يتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة الأمنية والاقتصادية وإعادة إعمار البلاد. تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم.

وأكد البرهان التزام الدولة بمواصلة الحوار مع الممانعين للانضمام إلى ما أسماها “مسيرة البناء الوطني”، مشيراً إلى أن البلاد منذ منتصف أبريل الماضي تواجه حرباً مدمرة، اتهم الدعم السريع بإشعالها بالتحالف مع مليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية واستجلبت مرتزقة من مختلف بقاع العالم لتمارس أبشع الجرائم في حق السودانيين.

وقال البرهان إن هذه المجموعات مارست القتل والنهب والسرقة والاغتصاب والاستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم ودمرت الأعيان المدنية من مرافق للخدمات ومستشفيات ومقار الدولة ودواوين الحكومة وحاولت طمس تاريخ وهوية الشعب السوداني وذلك بالاعتداء على المتاحف والآثار وسجلات الأراضي والسجل المدني وسجلات المحاكم والمطارات. كذلك أشار إلى أنها نهبت المصارف والبنوك والشركات العامة والخاصة وأطلقت سراح المساجين والمعتقلين الذين من ضمنهم مطلوبين للعدالة الدولية وإرهابيين.

البرهان: المجموعات المتمردة مارست القتل والنهب والسرقة والاغتصاب والاستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم ودمرت الأعيان المدنية

وأضاف البرهان: هذه المجموعات المتمردة مارست جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم بقاع السودان، فمارست التطهير العرقي وتهجير السكان من مناطقهم والعنف الجنسي والقتل على أساس العرق والتعذيب وكل ما يرقى إلى أن يوصف بأنه جرائم حرب في دارفور والخرطوم.

ولفت إلى أن ما حدث بغرب دارفور في الجنينة كان بمثابة صدمة للضمير العالمي كذلك في طويلة  مورني ومنواشي وحتى في الخرطوم يمثل خير شاهد على ممارسات هذه القوات والمجموعات.

ورأى البرهان أن هذه الحرب يصنفها البعض بأنها حرب داخلية بين طرفين مسلحين، لكن الاعتداء لم يتوقف عند القوات المسلحة، بل شمل كل مكونات الدولة، محذراً من أن خطرها أصبح يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.

واتهم الدعم السريع بالاستعانة بمجموعات خارجة عن القانون ومجموعات إرهابية من عدة دول في الإقليم والعالم مما يعتبر شرارة لانتقال الحرب إلى دول أخرى في المنطقة حول السودان، لأن التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة هذه المجموعات أصبحت ظاهرة وواضحة مما يعني بأن هذه أول الشرارة التي ستحرق الإقليم والمنطقة وتؤثر مباشرةً على الأمن الإقليمي والدولي.

وكان البرهان قد التقى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وحسب المجلس السيادي ناقش اللقاء تطورات الأوضاع في السودان على خلفية ما وصفه بالتمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع ضد الدولة السودانية والانتهاكات التي مارستها ضد المدنيين في السودان.

كذلك، اجتمع البرهان بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، حيث تطرق الاجتماع للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في معالجة الأزمة السودانية.

كما التقى رئيس الإتحاد الإفريقي – رئيس جمهورية جزر القمر، غزالي عثماني، ورئيس جمهورية افريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا.

اليرع- (القدس برس)

Share this post