الخرطوم ـ تواصلت المعارك في الخرطوم، الثلاثاء، بين الجيش وقوات «الدعم السريع» خصوصا في محيط القيادة العامة وسط العاصمة، مع تبادل القصف المدفعي وسماع دوي الانفجارات وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة، بينما عاد الهدوء إلى مدينة بورتسودان شرقي البلاد بعد اشتباكات محدودة بين الجيش وميليشيا قبلية.
وقال شهود عيان في الأحياء السكانية الواقعة من الناحية الشرقية للمقر قيادة الجيش، لـصحيفة (القدس العربي) إن الطرفين تبادلا القصف المدفعي منذ ساعات الفجر الأولى، بينما تراجعت حدة المواجهات المباشرة بعد ثلاثة أيام من القتال المتواصل الذي تسبب في تدمير عدد من مؤسسات الدولة الهامة في المنطقة.
واستهدف الطيران المسير التابع للجيش ارتكازات قوات الدعم السريع بالقرب من جسر المنشية الرابط بين مديتني الخرطوم وشرق النيل، بالإضافة إلى قصف مقر استخبارات «الدعم» وتجمعات لعناصرها في دار حزب المؤتمر الوطني المحلول شرق النيل ومناطق أخرى في المدينة.
تبادل قصف
كذلك تبادل الطرفان إطلاق القذائف المدفعية في أمدرمان غربي العاصمة، حيث استهدف الجيش بالقذائف من قاعدة كرري العسكرية شمال المدينة تجمعات لـ «الدعم» في أحياء أمبدة وأمدرمان القديمة، بينما ردت الأخيرة بالمثل من أماكن ارتكازاتها في الخرطوم بحري على قاعدة كرري.
وإلى ذلك، شهدت نواحي الاشتباكات في سلاح المدرعات، هدوءاً نسبياً مقارنة بالأيام الماضية مع تقدم وزيادة تقدم الجيش في الأحياء المتاخمة للمعسكر جنوبي الخرطوم.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، أن الجيش أجبر الميليشيا المتمردة على التراجع بعد هجومها على القيادة بعد تكبيدها خسائر في الأفراد والمعدات.
واتهم قوات «الدعم» بـ «قطع خدمات المياه والكهرباء عن أحياء المهندسين وأمبدة والريف الجنوبي بأمدرمان لإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم» مشيراً إلى أنها قامت كذلك بطرد (21) أسرة من منازلها في منطقة الفتيحاب في أمدرمان تمهيداً لنهبها أو الاستيلاء عليها واستخدامها للأغراض الحربية.
ومساء الإثنين، شهدت مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر شرقي البلاد، تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش وميليشيا مسلحة تتبع لتحالف أحزاب وحركات شرق السودان بقيادة، شيبة ضرار، إلا أن الأوضاع عادت للاستقرار بعد ساعات قليلة. ودارت الاشتباكات في حي ديم المدينة وسط بورتسودان التي ظلت بمنأى عن الحرب منذ اندلاعها منتصف أبريل/نيسان الماضي.
ووفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ «القدس العربي» سبب القتال يعود لإزالة الجيش لنقطة تفتيش تابعة لقوات ضرار.
واتهم ضرار، في تصريح صحافي، الجيش بالهجوم على قواته بـ«50 عربة عسكرية» لافتاً إلى أن قواتهم دافعت عن نفسها إزاء الهجوم، في وقت لم تصدر السلطات الرسمية أي بيان حتى اللحظة.
وأشار تحالف أحزاب شرق السودان، إلى وجود ما أسماهم بـ«الطابور الخامس» في ولاية البحر الأحمر، مؤكداً في الوقت نفسه دعم قوات الجيش التي تقاتل في الخرطوم ضد «الدعم السريع».
أما في مدينة كتم في شمال دارفور، غربي البلاد، فقد شكا الأهالي في معسكر كساب للنازحين من إطلاق قذائف المدفعية الثقيلة عليهم من قبل قوات «الدعم» التي استولت قبل فترة على حامية المدينة.
وقال بعضهم لـلصحيفة إن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، ويتخوف الناس من تكرار تجربة الجنينة، خصوصا وأن قوات «الدعم» نشطت في الأيام الماضية في تنفيذ اعتقالات للناشطين في المنطقة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي دخل السودان في دوامة حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في نزوح ملايين السكان معظمهم من العاصمة الخرطوم، بالإضافة الى وقوع آلاف الضحايا وسط المدنيين وتدمير جزئي طال بنية البلاد التحتية ومؤسسات عامة وخاصة ومنازل مواطنين.
(القدس العربي)