تحذير من استخدام طرفي حرب السودان أسلحة جديدة… وجولة لـ«الحرية والتغيير» تبدأ في قطر

الخرطوم ـ «القدس العربي»: بدأ قادة في المجلس المركزي لـ «الحرية والتغيير» الأربعاء، جولة إقليمية تشمل قطر وجنوب السودان والكويت، لبحث سبل إنهاء الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان، في حين حذرت لجان المقاومة، في جنوب الخرطوم، من استخدام الأطراف المتقاتلة أنواعا جديدة من الأسلحة.
الجولة التي من المقرر أن تستمر حتى السادس من سبتمبر/ أيلول المقبل، تأتي بعد يوم واحد من زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى جمهورية مصر العربية، والتي تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي
كما تتزامن مع جولة يقوم بها المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون القرن الأفريقي مايك هامر، لمناقشة الأزمة الراهنة في السودان ووقف العنف، وتستمر حتى 9 سبتمبر/ أيلول المقبل، ويزور خلالها كلا من نيروبي وأديس أبابا، ويلتقي بمسؤولين من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وشركاء دوليين آخرين.

«سبل إنهاء الحرب»

وحسب بيان لـ«الحرية والتغيير» «تأتي هذه الزيارات في إطار برنامج الجولات الخارجية لقوى الحرية والتغيير وجهودها لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان ومعالجة الوضع الانساني الكارثي الذي يعاني منه شعبنا واستعادة المسار المدني الديمقراطي ورؤيتها لتحقيق تلك الأهداف».
ومن المقرر أن «تعقد وفود التحالف سلسلة من اللقاءات مع القيادة في قطر وجنوب السودان والكويت، وسوف يبدأ سفر الوفود بالعاصمة القطرية الدوحة».
ويتوقع أن «تشهد الفترة المقبلة استكمالا للجولات الخارجية لعدد من الدول الجارة والشقيقة فور اكتمال الترتيبات الخاصة بها من أجل إنهاء الحرب وإعادة السلام و الاستقرار واستعادة مسار التحول الديمقراطي» وفق البيان.
وفي خضم المعارك المتصاعدة في العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور وعدة مناطق في كردفان، تتواصل دعوات القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي من أجل إيقاف الحرب.
وفي تعليقه على الرؤية التي طرحها زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» لحل الأزمة الراهنة في البلاد، عبر بناء جيش سوداني جديد يجمع كل المجموعات المسلحة في البلاد، شدد تحالف قوى «التغيير الجذري» على أن مطلب الشارع السوداني هو حل «الدعم السريع» ولن يتغير.
واعتبر التحالف الذي يضم عددا من الأحزاب ولجان المقاومة والنقابات العمالية، طرح الدعم السريع هذه الرؤية محاولة «مفضوحة» لتحويل «الميليشيا» إلى «قوة سياسية تعمل في الفضاء السياسي السوداني مثلها مثل القوى السلمية، بينما تواصل حمل السلاح لتعزيز نفوذها، ليس فقط أمام منافسيها، بل ضد الدولة والشعب».

تجدد المعارك في الخرطوم… والجيش يؤكد «انتصاره» على «الدعم» في الأبيض

وندد بما وصفها بـ«حرب الدعم السريع ضد الإنسان السوداني» متهما إياها بـ«ارتكاب المجازر والاغتصابات واحتلال منازل المواطنين وسرقة مقتنياتهم «.
وأشار إلى أنها «هي ذات القوات التي أحرقت، وما زالت تحرق، القرى والمدن في دارفور، وشاركت في جرائم ومجازر فض الاعتصامات، وتشارك في حروب دول الجوار» لافتا إلى أن الشعب السوداني لن ينسى «تركيبة تلك القوات المجرمة».
وأكد التحالف الذي ظل يرفض التفاوض مع العسكر، منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أن «حل الدعم السريع ظل مطلبا للشعب السوداني حتى قبل اندلاع الحرب» مشددا على «التمسك بمحاكمة قادة العسكر والميليشيا».
وقال إن «أطراف الحرب ظلت تحاول تحييد وتهميش القوى السياسية والثورية، وإن ذلك أحد أسباب اندلاع الحرب» مؤكدا أن الجنرالات من الجانبين «يسعون لاحتكار العنف والسلطة، بل والفضاء السياسي».
أضاف أن «الحراك الشعبي الرافض لعسكرة الحياة السياسية، سيمضي نحو تحقيق غاياته على الرغم من التحديات الراهنة» لافتا إلى «الحاجة الماسة لبناء شبكات العمل القاعدي، وتعزيز لجان المقاومة وقواعد الهيئات النقابية في وتدعيم وتشبيك القوى السياسية والمدنية الثورية من أجل اقتلاع نظام المجازر والحروب، ومحاكمة المجرمين».
في الموازاة، حذرت لجان المقاومة في جنوب الخرطوم، من استخدام الأطراف المتقاتلة في البلاد أنواعا جديدة من الأسلحة في المناطق المأهولة بالمدنيين.
وأطلقت غرفة الطوارئ في مناطق جنوب الحزام، أمس الأربعاء، نداء لمواطني أحياء النهضة، بالالتزام بالبقاء في المنازل والابتعاد عن المناطق المكشوفة وتجنب الوجود أمام الأبواب والشرفات، مشيرة إلى أن المنطقة تواجه لحظات عصبية في ظل تجدد المعارك التي تستخدم فيها أسلحة جديدة «ما زال نوعها والأضرار التي قد تلحقها بالمدنيين غير معلوم».

«هزيمة ساحقة»

كما أفاد شهود عيان لـ «القدس العربي» بسماع دوي انفجارات وتبادل القصف المدفعي والاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وتجددت المعارك بين الجانبين في مدينة الأبيض شمال كردفان، فيما شهدت الجهة الغربية للمدينة إطلاقا كثيفا للأعيرة النارية، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وقال الجيش إن «الفرقة الخامسة لقوات المشاة (الهجانة الأبيض) كبدت قوات الدعم السريع هزيمة ساحقة» وإنها «تواصل مطاردة الفارين غرب مدينة الأبيض، وإنها «تسلمت عددا من المركبات القتالية والأسلحة التي كانت في حيازة تلك القوات».
ونشر مقطعا مصورا أشار إلى أنه لجنود الجيش وهم يحتفلون بالنصر، وينشدون الأغاني الحماسية، فيما أظهر عددا من المركبات والأسلحة، التي ذكر أن تلك القوات خلفتها وراءها.
في الأثناء، أكدت قوات»الدعم» انضمام حركة «تمازج «المسلحة إلى قواتها، مشيرة إلى أن «انحيازها بكامل قواتها وعتادها العسكري، سيشكل دفعة نوعية لقوات الدعم في معركتها» ضد ما وصفتها بـ« ميليشيا البرهان وفلول النظام البائد».
وجددت اتهاماتها لقادة الجيش بـ«إشعال» الحرب والتسبب في دمار البلاد بالتعاون مع الإسلاميين، مؤكدة أنهم يحاولون استعادة السلطة بالعودة إلى السلطة على أكتاف القوات المسلحة. ووصفت انحياز حركة «تمازج» بـ «الموقف الوطني العظيم» داعية القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والحركات المسلحة إلى الانضمام إلى صفوفها، من أجل حسم هذه المعركة.
و«تمازج» من الحركات الموقعة على اتفاق السلام في عهد الحكومة الانتقالية، 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وبينما تمضي الحرب في البلاد نحو شهرها الخامس في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد، جددت القوى المدنية دعوتها للأطراف المتقاتلة لوقف العدائيات.
وفي السياق، اعتقلت الأجهزة الأمنية في إقليم النيل الأزرق ناشطات نسويات، نفذن وقفة احتجاجية رافضة للحرب وتجييش المدنيين أمس الأربعاء في مدينة الدمازين، عاصمة الإقليم.
ورفعت النساء العلم السوداني ولافتات كتب عليها « أوقفوا الحرب. أولادنا ماتوا. كفانا حربا.. نريد السلام» وغيرها من الشعارات الرافضة لاستمرار القتال ودعوات تجييش المدنيين.

Share this post