34.3 C
Khartoum

معارك أمدرمان توقع قتلى… وآلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم

Published:

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تصاعدت المعارك في مدينة أمدرمان، غرب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث وصل عدد القتلى إلى 13، في حين أكدت منظمة (أنقذوا الأطفال) أن آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم، مع اقتراب مشارح الجثث من الانهيار.
وقال أحد سكان العاصمة، يدعى نادر عبد الله (52 عاما) لرويترز عبر الهاتف إن «الوضع مرعب في أمدرمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران. الضرب من كل الاتجاهات».
وناشدت نقابة الأطباء كل من يستطيع المساعدة، بالتحرك الفوري، لافتة إلى الحاجة الماسة لأسطوانات الأكسجين والمحاليل الوريدية ومحاليل بنك الدم على نحو عاجل.
وقالت في مناشدة، نشرتها على صفحتها الرسمية على «فيسبوك» إن أحياء مدينة أمدرمان القديمة وكرري تتعرض لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ما أسفر عن عشرات الإصابات والوفيات.
وأشارت إلى أن مستشفى النو، الرئيسي في منطقة الثورة الحارة الثامنة، قريب من مناطق القتال، في حاجة عاجلة إلى كوادر جراحية وإلى التبرع بالدم من كل الفصائل.
كذلك حذرت لجان مقاومة أحياء كرري المواطنين من الخروج إلى الشوارع، في ظل الإطلاق الكثيف للأعيرة النارية والقذائف الثقيلة.

اشتباكات عنيفة

وقالت في بيان إن مدينة أمدرمان تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة والدعم السريع، بالقرب من مقر الاحتياطي المركزي التابع للجيش والسوق الشعبي ومناطق متفرقة من أحياء أمدرمان القديمة، لافتة إلى أنها المعارك الأعنف التي تشهدها المدينة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وبينما قال الجيش إن قوات العمليات الخاصة تقوم بإنهاء «التمرد» في مدينة أمدرمان، تحدث «الدعم السريع» عن «انتصاره»على الجيش في عدد من المحاور في مدينة أم درمان، واصفا قيادته بـ«الانقلابية» الداعمة للنظام السابق.
وزعم الدعم أنه كبّد الجيش «خسائر بشرية فادحة» بلغت حسب الإحصائيات الأولية 174 قتيلًا، وأكثر من 300 جريح تم نقلهم إلى مستشفى النو في أمدرمان، فيما بلغ عدد الأسرى 83 أسيرا معظمهم من كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين».
وأشار إلى أن الجيش حاول الهجوم على مواقع تمركز الدعم السريع عبر أحياء الثورات وود نوباوي والسوق الشعبي في أمدرمان والمهندسين، وأنهم تصدوا لهم بالمقابل.
واتهم الجيش بقصف المناطق المدنية وقتل العشرات، واحتلال مستشفى النو في أمدرمان وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومستشفى ميداني لمعالجة جرحاهم، وأنه أجبر الكوادر الطبية بإخلاء جميع المرضى والتفرغ لمعالجة جرحاهم.
إلى ذلك، أعلن زعيم مجموعة «درع الشمال» المسلحة أبوعاقلة كيكل، الذي كان من الموالين للنظام السابق، انضمامه لقوات الدعم، التي اعتبرت
الخطوة «إضافة عسكرية نوعية مهمة».
يأتي ذلك، وسط تحذيرات من تكدس الجثث المتحللة، والأوضاع السيئة في المشارح التي تعمل في ظروف بالغة التعقيد.
وقالت منظمة (أنقذوا الأطفال) إن آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم، مع اقتراب مشارح الجثث من الانهيار بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم كفاية قدرتها التخزينية، مما يعرض العائلات والأطفال بشكل متزايد للإصابة بالأمراض.

تحذير من تزايد حالات العنف الجنسي

ولفتت إلى معاناة العاصمة السودانية التي مزقتها الحرب من انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات بشكل متقطع منذ اندلاع الصراع قبل نحو أربعة أشهر، بينما اشتدت المعارك المحتدمة في شوارع المدينة في الأسابيع الأخيرة.
وقالت إن الانقطاع المطول في الكهرباء أدى إلى ترك مشارح المدينة دون تبريد، ما جعل الجثث تتحلل بسبب الحرارة، محذرة من خطر تفشي أمراض خطيرة في المدينة.
وأشارت إلى أنه لم يتبق أي طاقم طبي في المشرحة، بينما تركت الجثث مكشوفة وغير معالجة.
وبينت أن من بين 89 مستشفى رئيسياً في العاصمة والولايات، هناك 71 مستشفى خارج الخدمة والباقي يعمل بطاقة جزئية. في وقت احتلت الجماعات المسلحة بعض المرافق الصحية. واستهدفت الهجمات ما لا يقل عن 53 مرفق مؤسسة صحية أسفرت عن 11 حالة وفاة منذ أبريل/ نيسان.
وقالت إن الأعداد المتزايدة من الجثث، والنقص الحاد في المياه، وعدم عمل خدمات النظافة والصرف الصحي، ونقص خيارات معالجة المياه، تثير مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في المدينة، وإن عدم وجود معمل صحة عامة عامل، يمكن من خلاله الإبلاغ عن تفشي الكوليرا بشكل طبيعي، يجعل من الصعب تقييم حالة الأزمة.
وأشارت إلى أنه في جميع أنحاء البلاد قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 2435 طفلاً منذ بدء النزاع، حيث أسفرت الاشتباكات الأخيرة في العاصمة عن مقتل وإصابة العشرات، بمن فيهم أطفال.
ومع تصاعد الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين، حذرت «وحدة مكافحة العنف ضد المرأة» من تزايد حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في نيالا والخرطوم، مشيرة إلى تسجيلها (12) حالة عنف جنسي جديدة في معسكر «كلمة» للنازحين بجنوب دارفور، من بينهما حالة توفيت نتيجة مضاعفات الاعتداء الشديد.
وأشارت إلى إفادة الناجيات بأن الجناة في جميع هذه الحالات كانوا عناصر من قوات الدعم السريع، معتبرة تلك الجرائم أنها تأتي في سياق «التحقير العرقي». مع تواتر الإفادات بشأن حالات عنف جنسي في نيالا وتزايد حالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات من دون أي تحرك فعلي على الأرض.
وفي الخرطوم، سجلت الوحدة أربع حالات عنف جنسي جديدة، ليبلغ إجمالي الحالات الموثقة (60) حالة.
وإزاء تزايد أعداد الفارين من الحرب في دارفور، دعت الوحدة إلى الانتباه إلى أوضاع النساء اللاجئات في مخيمات اللاجئين في «أدري» على الحدود التشادية اللائي يعشن في أوضاع إنسانية صعبة، ويحتجن إلى الفوط الصحية والرعاية وما يحفظ كرامتهن، فيما تحتاج الكثير من الناجيات من العنف الجنسي إلى التأهيل النفسي.
وناشدت الوحدة المنظمات الإنسانية بالتدخل وتقديم أي مساعدات ممكنة. وطالبت المسؤولين بمراعاة الوضع الحساس للنساء في جميع أنحاء السودان، خاصة النساء خارج القطاع المنظم، والعمل على تحسين أوضاعهن وعدم مضايقتهن وتجنب زيادة أي أعباء عليهن في هذه الظروف القاسية.
وفي ظل الأزمة الحادة في البلاد، يبدو أن الأطراف العسكرية، الباحثة عن التقدم الميداني، تصعد عملياتها العسكرية دون اكتراث للأوضاع الإنسانية الكارثية والدمار الواسع الذي لحق بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور ومناطق أخرى.

عقار يحذر

سياسيا، جدد نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ‏‎تحذيره من مخاطر تعدد المنابر المطروحة حاليا، مشيرا إلى أنها تطيل أمد الحرب في السودان وتعطل جهود إنهائها بالسرعة المطلوبة.
وأشار إلى أن خطة الحكومة تعمل على الدفع بسرعة من أجل وصول المساعدات الإنسانية لكافة السودانيين المتأثرين بالحرب الحالية على أن تعقب ذلك عملية سياسية تقوم على منهج يقود لاعادة تأسيس الدولة السودانية وليس منهج تقاسم السلطة.
ودعا في لقاء مع الإعلاميين في القاهرة إلى الدفاع عن الدولة السودانية، معتبرا الحياد أمرا غير لائق عندما تكون الدولة مهددة في وجودها
ورأى أن الحرب أحدثت تغييراً في المفاهيم يتطلب أن يقابله تغيير في المنهج وآفاق الحل، مضيفا: أنه لا يمكن إيجاد حل عبر نفس الأشخاص ونفس ربطات العنق ونفس الطرح الذي سبق تفجر الأزمة، على حد قوله.

اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة