الجيش يعلن التصدي لهجوم لـ «الدعم السريع» على مدينة زالنجي وسط دارفور

الخرطوم ـ-شهدت مدينة زالنجي في ولاية وسط دارفور في السودان، اشتباكات عنيفة، أمس الأحد، أسفرت عن تصدي الجيش لـ»هجوم فاشل» من قبل قوات «الدعم السريع» على قيادة الفرقة (21) وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، دفعت «الدعم السريع» بمزيد من القوات نحو حي الحصاحيصا بغرض مهاجمة قيادة الفرقة التابعة للجيش في المدينة مجددا، ودارت معارك ضارية داخل الحي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وقال رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، والناطق باسم الجيش، العقيد إبراهيم الحوري، إن مشاة الفرقة وصلوا حتى مدرسة أبوبكر الصديق وكبدوا «الدعم السريع» خسائر فادحة.
وأشار إلى قتل (23) من عناصر الدعم السريع وجرح (37) آخرين وأسر (3) من بينهم ضابط برتبة نقيب بينما قتل (3) من الجيش وأصيب (9) جنود.
وكشف أن «الدعم السريع» قامت بخطف (9) مدنيين من حي الحصاحيصا أطلق سراح شخص واحد منهم وما زال الباقون يواجهون مصيرا مجهولا».
وأفاد بأن الوضع الصحي في زالنجي منهار وتحت الصفر وهناك انعدام للأدوية المنقذة للحياة، لافتا إلى نهب المستشفى الرئيسي في المدينة ووزارة الصحة ومكاتب المنظمات الدولية التي كانت تغطي الجانب الصحي بمعية الوزارة.
وأوضح أن الأوضاع الأمنية ما زالت غير مستقرة في المحليات الجنوبية نسبة لعمليات النهب التي تتم بواسطة الدعم السريع والتي تمنع كذلك المواطنين من زراعة مشاريعهم بحجة أنهم يريدون عبور مواشيهم للرعي.
وأطلق المسؤول الإعلامي التابعة للجيش، مناشدة للمنظمات الدولية والمحلية لترتيب أوضاعها للدخول إلى المناطق لإغاثة النازحين الفارين من ويلات الحرب ولا سيما المناطق التي لم تشهد مناوشات ووصل إليها النازحون.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، ظلت مدينة زالنجي تشهد معارك متواصلة تسببت في سقوط عشرات الضحايا وسط المدنيين ونزوح مئات الأسر بالتزامن مع سوء شبكة الاتصالات والإنترنت وانقطاع شبه كامل للإمداد الكهربائي.
وفق الحوري، الجيش محتفظ بمواقع متقدمة، وأضاف لها حي الحصاحصيا لدائرة سيطرته، مما يخفف الخناق والضغط على قيادة الفرقة لأن المناوشات ستكون خارج المدينة.
ويعد إقليم دارفور من أكثر المناطق تضررا بالحرب الدائرة في السودان الآن بعد العاصمة الخرطوم.
وحسب مصادر «القدس العربي» القتال تجدد في الأيام الماضية في ولاية غرب دارفور وخارج مدينة الجنينة في منطقة سربا التي أكدت صحف محلية عن استباحتها بشكل كامل من قبل قوات «الدعم السريع» مسنودة بميليشيات قبلية، مما أدى إلى زيادة النازحين.
كذلك تشهد مدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور تبادلا مدفعيا واشتباكات بين طرفي النزاع المسلحة مع أعمال نهب واسعة للأسواق وممتلكات المواطنين وترد في المرافق الصحية وانعدام للدواء.
أما مدينة الفاشر، مركز الإقليم وولاية شمال دارفور، التي تعتبر الأكثر أمنا رغم حدوث اشتباكات متقطعة، فقد شكا مسؤولون محليون من نقص في الوقود السلع الغذائية مع اكتظاظ كبير للنازحين الفارين من المعارك التي شهدتها مدن وقرى الولاية الأخرى.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش السوداني، السبت، انشقاق مجموعة ممن سمّاها «ميليشيا قوات الدعم السريع»، وانضمامها إلى صفوف القوات المسلحة السودانية بقيادة الفرقة (6) مشاه في مدينة الفاشر.
وأوضح أن المجموعة تضم عدداً من الضباط وضباط الصف والجنود بقيادة النقيب أدم داؤود حماد.
وتابع في بيان: «أقامت قيادة الفرقة السادسة مشاة في الفاشر التي شهدت انضمام المجموعة، استقبالًا حاشدًا للقوات بحضور قادة الفرقة السادسة وقوات حرس الحدود وقوات الترتيبات الأمنية، يتقدمهم قائد الفرقة اللواء الركن محمد أحمد الخضر، وسط حشد كبير من منسوبيهم.
ووفق البيان، أعلن المنضمون استعدادهم للانخراط في الصفوف الأمامية دفاعًا عن الوطن ومقدرات الشعب السوداني.
وفي العاصمة الخرطوم، استهدف الجيش تجمعات للدعم السريع بالمدفعية الثقيلة شمال مدينة بحري، وفي الأثناء اندلعت اشتباكات وسط أم درمان وأخرى في حي الثورة الحارة (13). والسبت، اتهم الجيش الدعم السريع بقتل أسرة تتكون من (4) أطفال وإصابة والدتهم ووفاة امرأة أخرى متأثرة بجراحها جراء قصف مدفعي استهدف حي الرميلة جوار سلاح المدرعات.
في الموازاة، أعلنت غرفة طوارئ الكلاكلة القبة، جنوب الخرطوم، أنها منطقة غير صالحة للعيش، داعية منظمات المجتمع المدني والسودانيين لإجلاء الأسر منها.
وقالت في بيان: «سكان المنطقة يعيشون بلا مواد غذائية ولا دواء ويطلبون منا يوميا المساعدة للجوء إلى مناطق فيها حياة».
وسبق أن أطلقت هذه اللجان نداء استغاثة لحماية أرواح المدنيين تحت هاشتاغ «أنقذوا الكلاكلة القبة» الذي عكست خلاله معاناة أهالي المنطقة.
وكانت منظمات حقوقية قد أدانت الأعمال العدائية التي تقوم بها قوات «الدعم السريع» في حق أهالي المنطقة منذ أسبوعين.
إلى ذلك، أكد مواطنون في حي جبرة جنوبي الخرطوم لـ»القدس العربي» تلقيهم أوامر بإخلاء المنطقة من قبل قوات الدعم السريع التي حددت اليوم الإثنين آخر يوم للمغادرة.

 

(القدس العربي)

Share this post