تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” في الخرطوم وانقطاع الانترنت والهواتف لساعات عدة

الأسلحة الثقيلة والخفيفة بعد ساعات من الهدوء مساء الخميس

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، الجمعة، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بعد ساعات من الهدوء الحذر.

وأفاد شهود عيان للأناضول بأن “اشتباكات عنيفة اندلعت جنوب الخرطوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع سماع دوي انفجارات وتصاعد ألسنة اللهب والدخان”.

وأشار الشهود إلى أن “مدينة أم درمان غرب الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي”.

فيما شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم، وفق الشهود، “تحليقا مكثفا للطيران الحربي وانتشارا للجيش السوداني”.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع، حول تلك الاشتباكات.

وجاء تجدد الاشتباكات بعد يوم من ترحيب الطرفين بمخرجات قمة “دول جوار السودان” التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة الخميس وشارك فيها قادة مصر وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.

والخميس، أعلن قادة دول جوار السودان، اتفاقهم على “إنشاء آلية وزارية لوقف القتال” بين الأطراف السودانية المتحاربة والتوصل إلى “حل شامل” للأزمة.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

ومع اقترابها من شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

إنقطاع الانترنت والهواتف

 وانقطعت الاتصالات لساعات عدة الجمعة في العاصمة السودانية فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال شهود لفرانس برس إن اتصالات الانترنت والهواتف النقالة، الضرورية للحصول على المعلومات والمؤن منذ بدأت الحرب قبل قرابة ثلاثة شهور، كانت خارج الخدمة فيما دارت “اشتباكات عنيفة” في أحياء عديدة.

ولم تتضح أسباب انقطاع الخدمة على الفور. وافاد شهود أن بعض شبكات الهواتف النقالة عاودت العمل قرابة الساعة 9,00 ت غ أي الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.

وطوال ساعات الصباح، شوهدت أعمدة دخان اسود كثيف تتصاعد من المنطقة التي يقع بها مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم وكذلك في الجنوب.

وأكد شهود في الخرطوم بحري، شمال شرق العاصمة، وقوع “مواجهات بكل الأسلحة”. وقال سكان في أم درمان (شمال) إن طائرات حربية ومسيرات حلقت فوق هذه الضاحية الشمالية للخرطوم.

منذ 15 نيسان/ابريل، اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وفق الأمم المتحدة، اضطر أكثر من مليون ونصف مليون سوداني الى مغادرة الخرطوم بسبب الحرب فيما بقي ملايين آخرون داخل منازلهم خوفا من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال.

ولجأ السكان الى الانترنت لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مبادرات جماعية تتيح العثور على طرق آمنة لإجلاء المصابين أو الحصول على أغذية وأدوية.

أسفرت المعارك في الخرطوم وفي اقليم دارفور بغرب السودان، حيث وقعت فظاعات جديدة، عن مقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص، وفق منظمة أكليد المتخصصة في جمع المعلومات في مناطق النزاع . كما أدت الى نزوح ولجوء قرابة ثلاثة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.

الخميس، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان فتح تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني، داعيا إلى عدم السماح لـ”التاريخ بأن يُعيد نفسه”.

وجاء إعلان كريم خان في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي.

ولم يسلم دارفور حيث أودت الحرب الأهلية في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بنحو 300 ألف شخص، من الفظائع. وقالت الأمم المتحدة الخميس إن جثث 87 شخصا على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا الشهر الماضي بأيدي قوات الدعم السريع وحلفائها، دُفنت في مقبرة جماعية في دارفور.

اليراع /الاناضول/ا ف ب

Share this post