تتواصل المعارك في السودان الخميس مع سماع دوي قصف مدفعي في العاصمة الخرطوم، فيما يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين. وصباح الأربعاء انتهت هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة أمريكية-سعودية.
وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين، يتواصل دوي القصف المدفعي في أرجاء العاصمة السودانية وبعض المناطق الأخرى الخميس في خضم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفاد شهود عيان صباح الخميس بحصول “قصف مدفعي على شارع الستين شرق الخرطوم”.
وأكد آخرون ليل الأربعاء الخميس توجيه ضربات صاروخية من شمال أم درمان غرب العاصمة، حيث يقع الكثير من مراكز الجيش الرئيسية، باتجاه جنوب أم درمان وحي بحري في شمال الخرطوم.
وفي بيانين متطابقين، تبادل طرفا النزاع الاتهامات الأربعاء بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين، إذ اتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ”استغلال الهدنة في تحشيد قواتها وارتكاب عدة انتهاكات بحق المدنيين”، من دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها ردت قوات الدعم السريع في بيان اتهمت فيه الجيش بـ”فبركة مقطع فيديو قالوا إنه لعملية اغتصاب ومحاولة إلصاق هذا الفعل الشنيع بقواتنا”.
وتابعت: “من الواضح أن الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع لم يستطيعوا إخفاء معالم مهمة أثبتت إدانتهم، حيث ظهر أحد الممثلين غير المهرة في كامل زي قوات الفلول والانقلابيين”، في إشارة إلى زي الجيش السوداني.
خارج العاصمة، شهدت مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ليل الأربعاء “اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين الجيش والدعم السريع”، على ما أفاد شهود عيان. كذلك، شهدت مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان، قصفا مدفعيا.
ويذكر أن المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو تدور منذ 15 نيسان/أبريل وقد أوقعت حتى الآن أكثر من ألفي قتيل، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
وصباح الأربعاء انتهت هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة أمريكية-سعودية.
“لا يستطيعون النوم بسلام”
ووفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين “مليوني شخص”، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية، في مناطق القتال في السودان، من الخدمة. فيما أكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس وقوع “46 هجوما على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الاقتتال”.
وأفادت المنظمة بأن نحو 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.
وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف الإثنين تقديم 1,5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.
وفي هذا الصدد رأى مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان وليام كارتر، بحسب مقال له نشر الأربعاء على موقع “ذا نيو هيومانتيريان” المستقل المعني بإبراز القضايا الإنسانية، أن هذه التعهدات “سخية .. لكنها ضئيلة للغاية بالنظر إلى الحجم الهائل للكارثة التي بدأت في الظهور”.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للاستمرار في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق الأمم المتّحدة.
وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو الثلاثاء من أن “الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشّرات على نهاية للنزاع”.
ونقل كارتر في مقاله شهادة من أحد النازحين من الخرطوم بسبب الحرب والذي قابله بولاية النيل الأبيض الحدودية مع جنوب السودان.
وقال الرجل السوداني، بحسب كارتر، “ظلت القنابل تتساقط والجدران تهتز .. ظل الأطفال تحت أسرتهم، لكن رصاصة اخترقت الجدار وكانت على مسافة قليلة منهم”. ورغم مغادرة هذا السوداني للعاصمة، إلا أنه أكد أن “الأطفال ما زالوا لا يستطيعون النوم بسلام”.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.