عقد في جنيف، أمس الإثنين، مؤتمر المانحين للسودان، حيث تعهدت الدول المشاركة بتقديم قرابة 1.5 مليار دولار لـ«الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة» فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من الأوضاع الكارثية في السودان، داعيا الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالهدنة والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وانعقد المؤتمر بحضور غوتيريش ورئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وقطر ومشاركة مصر وألمانيا، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث في ختام المؤتمر: «أعلن مانحون عن قرابة 1.5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة».
ووجّهت الأمم المتحدة نداءين لمعالجة الأزمة عبر الاستجابة الإنسانية داخل السودان والاستجابة لاحتياجات اللاجئين في الدول المجاورة، معلنة عن حاجتها إلى 3 مليارات دولار هذا العام، لم تحصل سوى على أقل من 17 ٪ منها.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في كلمته خلال المؤتمر عن تعهد دولة قطر بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وذلك انطلاقا من مسؤولية قطر الأخوية، وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الأشقاء في السودان، ومواصلة لجهودها الإنسانية والإنمائية المستمرة في السودان الشقيق.
في السياق أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن «بلاده تعمل على تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار».
وأوضح أن «السعودية قامت بتسيير جسر جوي للمساعدات وصل حتى اليوم إلى 13 طائرة، إضافة إلى جسر بحري يحوي باخرتين، فضلا عن إطلاق حملة شعبية (لجمع تبرعات) عبر منصة ساهم (الحكومية)».
وأشار إلى أن «الرياض ساهمت في إنشاء منطقة إنسانية لبرنامج الأغذية العالمية في جدة، تكون مركزا لتخزين وإرسال المساعدات للسودان ودول الجوار المتضررة من الأزمة».
كذلك قال وزير خارجية مصر سامح شكري في كلمته في المؤتمر، إن «الصراع الدائر في السودان ينذر بحدوث كارثة إنسانية في السودان ودول الجوار».
وأشار إلى أن «استمرار أعمال العنف منذ أكثر من 3 أشهر، دفع أكثر من مليون ونصف سوداني إلى النزوح داخليا، وفرار 350 ألف شخص إلى دول الجوار، ما مثل ضغطا إضافيا يتجاوز قدراتها».
وأكد شكري أن «مصر قدمت 300 طن من المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، بالإضافة إلى استقبال ما يربو على ربع مليون سوداني، أي ما يعادل 60 ٪ من إجمالي الفارين من أعمال العنف».
وأضاف: «تحثُ مصر المجتمع الدولي على ضرورة توفير المساعدات الإغاثية العاجلة للسودان».
وشدد على «توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات تنموية لدعم صمود المجتمعات المضيفة للأشقاء السودانيين في دول الجوار وتحقيق التعايش السلمي والتناغم المجتمعي فيها».
كما أعلنت ألمانيا تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون يورو (ما يعادل نحو 220 مليون دولار).
ولفت غوتيريش خلال مخاطبته المؤتمر إلى أن «الاستجابة الإغاثية للسودان لا تفي بفداحة الوضع الراهن، وأن الأمم المتحدة حصلت على أقل من 17٪ من التمويل الضروري لمساندة السودان، وأن المؤسسات الإغاثية مستعدة لمضاعفة جهودها بالخصوص».
خلال مؤتمر في جنيف… والجيش يعترض على اجتماع لآلية «الإيغاد»
ودعا المجتمع الدولي لتمويل الاحتياجات الإنسانية في السودان، مشيرا إلى أن أكثر من مليوني سوداني تركوا منازلهم بسبب الصراع.
وأشار غوتيريش خلال كلمته إلى أن أفضل طريقة لحل الأزمة في السودان هي العودة إلى السلام، وأن الشعب السوداني عبر عن إرادته بشكل واضح، مبديا قلقه من تجدد العنف واتخاذه أبعادا قبلية.
وأوضح أن الأزمة السودانية ستؤثر على دول الجوار والمنطقة، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بدعم الاتحاد الأفريقي وجهوده لحل سلمي للأزمة في السودان.
.