دعوة صحفي مصري إلى تحويل المساجد إلى مدارس تشعل موجة جدل واسعة

لندن- : أشعل الإعلامي المصري المقرب من السلطات إبراهيم عيسى موجة جدل واسعة في مصر بعد أن دعا إلى تحويل المساجد إلى مدارس، وهو ما أثار الكثير من الاستنكار من قبل المصريين الذين اعتبروا هذه الدعوة تمهيداً لإغلاق المساجد أو التقليل من عددها أو التضييق عليها بذريعة استخدامها في أشياء أخرى.

وقال عيسى خلال برنامجه التلفزيوني «حديث القاهرة» على قناة «القاهرة والناس» إن هناك نحو 150 ألف مسجد في مصر، ومن أجل حل أزمة اكتظاظ الطلبة بالمدارس، من الأفضل تحويل هذه المساجد إلى مدارس.
وأضاف أن وقت الفسحة أو الفرصة للطلاب، من الممكن أن يكون هو وقت صلاة الظهر، على أن يتم استكمال الدراسة إلى قبيل صلاة العصر.
وكان عيسى يوجه حديثه إلى ضيفه النائب في البرلمان إيهاب منصور، الذي قاطع الإعلامي المصري بالقول إن الدولة قادرة على إنشاء مدارس جديدة، لحل أزمة اكتظاظ الطلبة.
ويعتبر إبراهيم عيسى أحد الإعلاميين المقربين من السلطات في مصر، وينظر إليه كثيرون على أنه يُعبر في برنامجه التلفزيوني عن لسان حال الحكومة، وهو ما أثار الجدل بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما أصبح اسم إبراهيم عيسى على رأس قائمة الوسوم الأوسع انتشاراً وتداولاً في مصر، كما امتد الجدل إلى العديد من الدول العربية الأخرى حيث علق النشطاء والمدونون على هذه التصريحات.
وعلقت الصحافية والمذيعة التلفزيونية آلاء هاشم في تغريدة على «تويتر» تقول: «إبراهيم عيسى يشغل باله كيف يحول 150 ألف مسجد لمدرسة في مصر، أما 150 ألف مشكلة أخرى فلا تأتي بباله، المهم أن نفكر بـ150 ألف مسجد. يعني هل يُعقل بلد إسلامي كبير بحجم مصر فيه 100 مليون إنسان يضيع مبانيه ويخصص 150 ألف مبنى كمسجد! معقول.. شيوع الأمية بسبب هذه الـ150 ألف مسجد». وأضافت في تغريدة ثانية: «لم يبقَ مشاكل في مصر وفساد وتحرش وفقر وجهل وأمية وتغول عسكر وسرقة المؤسسة العسكرية لاقتصاد مصر، ومستقبل مصر كله ليس أولى بالطرح والنقاش، الأولى أن يفكر إبراهيم عيسى بالحل».
بالمقابل غرد المهندس محمود فتحي، وهو مؤسس تيار الأمة في مصر، حيث كتب يقول: «الحكمة ضالة المؤمن.. مقترح إبراهيم عيسى استخدام المساجد في عملية التعليم مقترح مهم وله فوائد كثيرة؛ وليس بالضرورة الاستفادة من كل المساجد بل المناسب منها فقط.. شرط الحفاظ على نظافة ونظام وآداب المسجد. منذ مدة وأنا أكتب أفكارا لمشاريع سكنية واجتماعية وسياحية واقتصادية وإدارية لخدمة شعب مصر حين تعود مصر لشعبها وتتخلص من السيسي بعنوان مصر التي في خاطري.. سأضيف هذا المشروع مع تطويره إن شاء الله».
وكتب أحد المعلقين ويدعى أحمد: «أحسب أن إبراهيم عيسى هايندم إن هذا التصريح خرج منه وربما يتم توبيخه لأنه سيعتبر سقطة منه ولا أعتقد أنه تصريح عبر رسائل السامسونغ إياها مطلقاً. ولو صدق النظام في هذا لكانت فاتحة خير عظيمة على مصر لأن المساجد لن تأتي إلا بخير بإذن الله تعالى».
وعلق أحمد نمر على المقترح: «إبراهيم عيسى مثال للعلماني الفاشل، والليبرالي الساذج! أسلوبه هو والبحيري بصراحة غير مقبول، بحاولوا يتمشكلوا مع المجتمع بطريقة غبية! امنعوا الأذان سكروا المساجد ما بصير تحمل مصحف.. أنت هكذا بتجعل المجتمع المحافظ يكرهك ويكره العلمانية، مصر مشاكلها أكبر من تحويل المساجد لمدارس».
وكتب خالد قنديل: «إبراهيم عيسى.. فين الاقتراح؟؟ طول عمرها المساجد هي مجالس علم والأزهر الشريف خير شاهد على ذلك على مر العصور، ولا تنسوا أن أول سورة نزلت من القرآن الكريم هي سورة العلق وأول كلماتها (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)».
وعلقت مغردة تُدعى نجوى: «ضيف إبراهيم عيسى قال معلومة خطيرة وهي أن مصر فيها 300 ألف لاجئ مسجلين فقط لدى مفوضية اللاجئين! ملايين من المقيمين من السودان وسوريا والعراق عايشين بدون صفة قانونية أو تصاريح عمل، لكن أمورهم ماشية لان لا أحد يضايقهم».
وعلق حسين السبعاوي على مقترح إبراهيم عيسى بالقول: «هؤلاء النشاز مشكلتهم الأبدية مع الإسلام، لكن إبراهيم عيسى لم يجرؤ على ذكر الكنيسة وتحويلها إلى مدرسة.. (قد بدت البغضاءُ من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)».
وقال أحد المعلقين: «إبراهيم عيسى كان موضوعي معظم الوقت بس كرهه للإخوان قلب حاله.. وده حصل لناس كتير في الواقع». وعلق آخر قائلاً: «قبل ما تهاجموا إبراهيم عيسى، رجاء العلم أن ما قاله كان مجرد إخطار بالأمر الواقع، فالمساجد أصبح لها مجلس إدارة ولن يكون رئيسها الإمام بالطبع، والمساجد العبادة فيها مجرد فقرة من باقي الفقرات.. المشروع كبير، الأفضل من السخرية هو البحث عن كيفية المقاومة خاصة بعد ما أخذ الأئمة دورات بالكلية الحربية».
وعلقت جويرية أبو عمار بالقول في تغريدة: «وأنا اقترح إنه من الأَوْلى تحويل السينمات والمسارح والملاهي الليلية إلى مساجد! ولماذا لم تقترح تحويل الكنائس والمعابد اليهودية لمدارس أيضا؟؟ حتى الليبرالية يا إبراهيم يا عيسى التي تدعي إنها منهجك فاشل فيها».
وعلق حساب «نحو الحرية» على تصريحات عيسى بالقول: «إبراهيم عيسى: عندنا 150 ألف جامع نحولهم مدارس ونبقى كسبنا المباني.. لماذا لا يذكر المباني والفنادق والأبراج التي يسيطر عليها الجيش؟ لأنه لا يجرؤ إلا على بيوت الله».
وغرد طارق القطروزي قائلاً: «إبراهيم عيسى وجد الحل في مهاجمة المشروعات القومية والحكومة ببراعة السفسطائية فوصف المشروعات بأنها لا تعبر عن إنجاز ووصف الحكومة بأنها مخلصة ولكنها فاشلة وحجته أن كل ذلك لا يغير حياة المواطنين وحول الخدمات غير المتاحة إلى خدمات متاحة ولكن بتكلفة تعجيزية وغير جاذبة للاستثمار».
وعلّق أحمد عبد العال: «للأمانة الفكرة عبقرية وأنا أتفق معاها ومش علشان طالعة من إبراهيم عيسى تبقى غلط. المدرسة والمستشفى أولى من المساجد المزخرفة أو الكنائس المحصنة أو أي دور عبادة. وهذه شهادة أحاسب عليها أمام الله».
يشار إلى أن إبراهيم عيسى يعتبر واحداً من أشهر الصحافيين في مصر، وشغل سابقاً منصب رئيس تحرير جريدة «الدستور» التي أقيل منها في العام 2010 بسبب إصراره على نشر مقالة للسياسي المعروف محمد البرادعي تناولت حرب أكتوبر 1973 وانتقل بعد ذلك إلى العمل التلفزيوني حيث قدم العديد من البرامج التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر، كما أن برنامجه الحالي «حديث القاهرة» يُعتبر من بين الأوسع انتشاراً والأكثر مشاهدة على القنوات المصرية، وفي أعقاب ثورة يناير 2011 انحاز عيسى إلى الجيش وأيد الانقلاب العسكري في 2013 بسبب رفضه لحكم جماعة الإخوان المسلمين. وفي السنوات الأخيرة أصبح أحد المقربين من النظام في مصر، ويعتبر الكثيرون أن ما يقوله يُعبر عن آراء وتوجهات الجيش والحكومة.

(القدس العربي)


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Share this post