أطباء السودان: كارثة انسانية في مدينة (الأبيض) والاوضاع في الجنينة “جحيم الحقيقي”

حذرت نقابة الأطباء السودانيين في بيان من وقوع كارثة غذائية وصحية في مدينة (الأبيض) وسط السودان فيما وصفت ما يحدث في مدينة (الجنينة) الواقعة في الغرب بأنه “جحيم حقيقي” مع تعرض المدينة لسلسلة جديدة من الهجمات.

وحذرت النقابة من وقوع “كارثة غذائية” في مدينة (الأبيض) عاصمة ولاية (شمال كردفان) في ظل استمرار حصارها مشيرة إلى نفاد معظم المواد التموينية من الأسواق بجانب “سرقة مخازن” برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة وتواصل انقطاع خدمات المياه لأكثر من شهر.
وأضاف البيان أن حصار المدينة تسبب في تدهور الخدمات الصحية حيث بلغت حالات الوفيات بين مرضى غسيل الكلى 12 حالة منذ بداية الحصار بنسبة 8 في المئة من العدد الكلي للمرضى.

وأشار بيان اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إلى سرقة مباني منظمة الغذاء العالمي بما فيها مخازن الأمن الغذائي وثلاث عربات تابعة للمنظمة وعربة وقود.

وبحسب بيان نقابة الأطباء، تعاني المدينة من انقطاع التيار الكهرباء لمدة تجاوزت الأسبوعين ومن انقطاع المياه لأكثر من شهر إلى جانب شح الوقود. وأشار البيان إلى محاولات من المهندسين ورجال الإدارة الأهلية للوصول إلى محطة الكهرباء، ولكنهم تعرضوا للاعتداء والنهب – وفقًا للبيان.

وأوضحت نقابة الأطباء أن حصار المدينة أثر أيضًا على الخدمات الصحية والكوادر الطبية وحركتها وتوصيل المعينات، مما أدى إلى “تدهور الخدمة الصحية المقدمة في المستشفيات والمرافق الصحية في المدينة ونقص حاد في الأدوية حتى على مستوى الصيدليات التجارية”.

وأشارت النقابة إلى أن مركز غسيل الكلى في (الأبيض) مهدد بالخروج من الخدمة تماما في الأيام المقبلة حيث إن عدد عمليات الغسيل المتبقية يكفي عشرة أيام فقط.
في سياق متصل أعلنت نقابة الأطباء في بيان تعرض مدينة (الجنينة) عاصمة ولاية (غرب دارفور) لموجة جديدة من الهجمات قد تكون الأعنف مضيفة ان هذه الهجمات تأتي في ظل وضع إنساني وأمني “كارثي” بعد “انهيار الخدمات” منذ بداية مايو الماضي.

وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء ما وصفتها بـ”الأفعال العبثية غير الآبهة بحياة المواطنين”، وناشدت المنظمات الدولية –وعلى رأسها الصليب الأحمر– بفتح ممرات آمنة لإنقاذ الوضع المعيشي والصحي للمدينة المحاصرة، وإيصال المواد الغذائية والمعينات الطبيبة وغيرها من مدينة “ربك” والمدن المجاورة.
وقالت النقابة إنه يتعذر “تقدير الخسائر المادية والبشرية في المدينة لتعدد أسباب الموت” مؤكدة أن “الحقيقة المرة أن (الجنينة) الآن تعتبر جحيم العالم الحقيقي فلا مكان في هذا الكون أسوأ حالا منها

Share this post