طرفا الصرع يتفقان على هدنة “يوم واحد” تستهدف “كسر دائرة العنف”

دبي (رويترز) – قال وسطاء أمريكيون وسعوديون إن طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق نار على مستوى البلاد مدته 24 ساعة يبدأ صباح يوم السبت بعد أسبوع من القتال المكثف إثر انقضاء اتفاق هدنة سابق.

وقال الوسطاء إن وقف إطلاق النار كان “محاولة لكسر دائرة العنف” بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد نشوب القتال بينهما قبل ثمانية أسابيع مما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.

وأدى الصراع إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر منهم نحو 400 ألف الحدود إلى البلدان المجاورة. وتحولت المنطقة الحضرية المحيطة بالعاصمة السودانية الخرطوم، التي يقطنها خمسة ملايين على الأقل، إلى ساحة قتال، كما اندلعت اضطرابات في منطقة دارفور التي تركت صراعات السودان ندوبها عليها.

واستمر القتال يوم الجمعة، وتحدث سكان عن نيران مدفعية واشتباكات في شمال أم درمان وغارات جوية في بحري.

وقالت سناء أحمد (24 عاما) إن هناك ضربات عنيفة بالقرب منها ورصاصا من كل اتجاه في حي الثورة بأم درمان. وأضافت أنها وباقي السكان في المنطقة يشعرون بالخوف الشديد ولا يعرفون ماذا يفعلون.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القتال احتدم بشدة في الخرطوم منذ يوم الثلاثاء مما أدى إلى وصول عدد كبير من المصابين إلى مستشفى تعمل فيه المنظمة.

ومن المدن الأخرى التي وقعت فيها اشتباكات، مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم على طريق رئيسي بين العاصمة وإقليم دارفور الذي يمثل قاعدة نفوذ قوات الدعم السريع.

وقالت مجموعة أطباء في بيان إن المدينة تعاني من انقطاع المياه منذ أكثر من شهر ونقص في الغذاء والعقاقير والوقود وانقطاع التيار الكهربائي لمدة أسبوعين. وأضافت أن 12 مريضا يعتمدون على الغسيل الكلوي لاقوا حتفهم بسبب الحرب وأن عشرات آخرين معرضون للخطر.

* “حرب عبثية”

من المقرر بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في السادسة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش).

وقالت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك إن الطرفين سيلتزمان “بموجب هذا الاتفاق بوقف الهجمات والقصف المدفعي والجوي وعدم استخدام الطائرات المسيرة وتحريك القوات وإعادة تمركزها وامدادها، وعدم السعي للحصول على ميزة عسكرية أثناء فترة وقف إطلاق النار”.

وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا أيضا على السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

وانتهك الطرفان سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار، بما في ذلك اتفاق هدنة مدته 12 يوما انتهى في الثالث من يونيو حزيران وتوسطت فيه السعودية والولايات المتحدة في محادثات في جدة.

وانحسر القتال قليلا في فترة اتفاق الهدنة وتمكنت وكالات الإغاثة من توصيل كميات محدودة من المساعدات الإنسانية. وقالت وكالات الإغاثة إن عملياتها تعرضت على الرغم من هذا لعراقيل شديدة بسبب الإجراءات البيروقراطية والقتال ونهب إمدادات المساعدات.

وقال الجيش الأسبوع الماضي إنه سينسحب من محادثات جدة، على الرغم من احتفاظ الطرفين بممثلين في المدينة السعودية للتشاور.

وأضاف البيان المشترك أنه في حالة عدم وفاء الطرفين بالالتزام بوقف إطلاق النار الجديد، “سيضطر الوسطاء إلى النظر في تأجيل محادثات جدة”.

وأكد الجيش في بيان أنه وافق على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة لكنه أكد على “حقه في الرد على أي انتهاكات”. وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها ملتزمة باحترام الهدنة.

وعرقل الصراع في السودان إطلاق الانتقال نحو الحكم المدني بعد أربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير.

ونشب خلاف عميق بين الجيش وقوات الدعم السريع فيما يتعلق بتسلسل القيادة وخطط إعادة هيكلة الجيش بموجب خطة الانتقال تلك.

وكتب مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية في تغريدة على تويتر “قدمنا ​​للطرفين فرصا متعددة لإنهاء هذه الحرب العبثية”.

وجاء في التغريدة “ندعو الطرفين إلى الالتزام بالعهد الذي قطعوه اليوم بوقف إطلاق نار مدته 24 ساعة مما يسمح للشعب السوداني بتلقي مساعدات إنسانية حيوية”.

Share this post