الخرطوم-أعلن الجيش السوداني عن إعادة الاستيلاء على قاعدة النجومي العسكرية الواقعة في منطقة جبل أولياء، جنوب الخرطوم، كذلك تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتمشيط الجيش لشارع «الشهيد عبد العظيم» ـ الأربعين سابقاً ـ والذي يعد من أحد الشوارع المهمة والاستراتيجية في مدينة أمدرمان.
أما في مدينة كتم في ولاية شمال دارفور، فقد تواصل القتال لليوم الثالث على التوالي بين الجيش و«الدعم السريع» وأمتد حتى منطقة كفوت، ويأتي ذلك في وقت نشرت فيه قوات «الدعم السريع» فيديو أوضحت من خلاله أنها سيطرت على حامية اللواء (22) التابعة للجيش، كما أظهر عددا من الجنود الأسرى.
ووفقاً لمنظمات حقوقية وطبية، تسبب القتال في مدينة كتم في مقتل أكثر من (40) مواطنا بالإضافة إلى نحو (100) جريح آخرين، بينما نزح نحو (150) ألف شخص من معسكر كساب للنازحين ـ الواقع في المدينة ـ باتجاه منطقة هشابة والقرى المجاورة.
وكانت هيئة محامي دارفور وشركاؤها قد اتهمت قوات «الدعم السريع» باستباحة مدينة كتم والقيام بأعمال نهب وسرقة طالت السوق الرئيسي وغالبية المنازل القريبة من معسكر كساب. وأبدت قلقها الشديد من انعدام وجود مركز قرار موحد في الدولة وعجز القوات المشتركة المشكلة عن حماية المواطنين.
اتهامات لقوات «حميدتي» باستباحة مدينة كتم والقيام بأعمال نهب وسرقة
وقال المحامون في بيان أمس: «ما يحدث الآن بمدينة كتم بشمال دارفور من تقتيل وتشريد والحصار المضروب على ولايتي وسط وغرب دارفور بواسطة مجموعات مسلحة من منسوبي قوات الدعم السريع يوسع من دائرة الجرائم والانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق المدنيين».
ودعا البيان إلى تدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحماية المدنيين. ولفت في الوقت نفسه إلى حق المواطنين بالبحث من تلقاء أنفسهم عن سبل حماية ممتلكاتهم العامة والخاصة واستخدام وسائل الدفاع الشرعي عن أنفسهم في حدود التعاليم الدنيا ونظم القانون المرعية.
في حين أعرب ائتلاف قوى الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي ـ عن قلق بالغ لتمدد الحرب خارج الخرطوم وتصاعد أحداثها وتزايد الخسائر وسط المدنيين وممتلكاتهم، وقال: إن أحداث كتم تعتبر امتدادا لأحداث مأسوية طالت المدنيين في مناطق الحرب خارج العاصمة من 15 أبريل/ نيسان الماضي والتي كان أبشعها ما شهدته مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور.
وأسف لقيام مجموعة مسلحة تتبع قوات الدعم السريع بقتل عدد من المدنيين في قرية أبوحميرة شرق مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان على خلفية نزاعات مع أهل القرية نتيجة لمقتل أحد منسوبي الدعم السريع.
يذكر أن قوات «الدعم السريع» كانت قد ارتكبت يوم السبت، وفقاً لبيان الحزب الشيوعي في مدينة الأبيض، جريمة في حق مواطني قرية «لحميرة، إذ قتلت (55) مدنياً وأحرقت منازلهم، بعد أن قام المواطنون بالتصدي لقوة من الدعم السريع كانت قد اعترضتهم حماية لأموالهم ودفاعاً عن أنفسهم وقتلوا منسوبي الدعم السريع قبل أن تأتي قوة أخرى على متن (50) سيارة دفع رباعي بكامل عتادها وأحاطت بالقرية ثم عاثت فيها تخريباً وتقيلاً.
وبيّن ائتلاف «الحرية والتغيير» أن جميع الوقائع تؤكد المخاوف السابقة بالتداعيات الخطيرة لتبعات انتقال الحرب وتشعبها على المدنيين وتحولها لحرب أهلية تصعب السيطرة عليها، وإزاء هذا الأمر طالبت في بيان لها أمس بضرورة وقف التصعيد العسكري بين الطرفين في إقليمي كردفان ودارفور وأن تشمل أي إجراءات للهدنة ووقف إطلاق النار كل أنحاء البلاد.
وشدد أن وقف جميع انتهاكات الحرب مرتبط بوضع حد لها بإيقافها عن طريق إبرام اتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم وملزم عبر استئناف مفاوضات جدة برعاية الميسرين «السعودية والولايات المتحدة الامريكية» وأن يتحلى الطرفان بالجدية، وصولاً لاستكمال المسار السياسي الذي يفضي لوضع أسس وإجراءات الإصلاح الأمني للمؤسسات النظامية وتأسيس جيش واحد قومي ومهني بجانب تسليم السلطة لحكومة مدنية تستكمل تحقيق شعارات ثورة ديسمبر.
اليراع /(القدس العربي)