«الحرية والتغيير» تتهم أنصار البشير بالتخطيط لتحويل الصراع إلى حرب أهلية

الخرطوم ـ نقلا عن صحيفة (القدس العربي): أكدت قوى «الحرية والتغيير» موقفها «الثابت غير الخاضع لأي مزايداتٍ أو ابتزاز بوجوب إنهاء الحرب وإيقافها فوراً ودعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة السعودية، وفق المبادرة السعودية الأمريكية وصولاً لوقف لإطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسي شامل يقود للسلام والعدالة، ولتحول مدني ديمقراطي وإصلاح أمني وعسكري يؤدي لجيش قومي مهني واحد ينأى عن السياسة».
وأوضحت في بيان نقلته صحيفة «القدس العربي» من لندن أنها «ترصد مخططات النظام المباد وحزبه المحلول الهادفة لنقل الحرب لمناطق أخرى وتحويلها لحربٍ أهلية باستغلال إثارة الفتن القبلية واستغلال غياب مؤسسات الدولة».
ودعت كل «قوى شعبنا المدنية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة وإدارات أهلية وجماعات دينية في كل أرجاء وأنحاء وطننا الحبيب للعمل معاً وسوياً لإحباط هذا المخطط الشرير البائس واليائس، وإنهاء آخر حلقات النظام المباد وأحلامه في أن يعود لحكم البلاد أو دكها فوق رأس الجميع عقاباً لكل السودانيين والسودانيات على ثورة ديسمبر التي أنهت حكمهم البغيض الذي امتد لثلاثين سنةً عجافا».
وزادت: «لا يزال وطننا يعيش أجواء الحرب التي تدخل أسبوعها الرابع والتي تعزز معطيات الأوضاع الكارثية التي تتفاقم يوماً بعد يوم من موقفنا المُنادي بضرورة وقفها بشكل فوري دون تأخير».
وتابعت: «في خضم مآسي الحرب اللعينة نترحم على جميع الشهداء الذين سقطوا فيها، ونتمنى عاجل الشفاء للمصابين والجرحى والعودة الآمنة للمفقودين والسلامة لجميع أبناء شعبنا في مناطق الحروب الصابرين على جحيمها والذين أجبرتهم ظروف الاشتباكات المسلحة على البحث عن ملاذ آمن».
وواصلت: «نتقدم بوافر التحية والشكر والعرفان لأطباء وطبيبات السودان الذين ما حنثوا بقسم المهنة فعملوا في أحلك اللحظات وأسوأ الظروف وبدون إمكانيات وسجلوا ملحمة وقدموا شهداء وشهيدات وجازفوا بحياتهم ليعيش الآخرون وستظل وتبقى هامات أبناء وطننا تنحني إجلالاً واحتراماً لكوادر الجيش الابيض من الأطباء والممرضين والممرضات والفنيين والصيادلة».
وزادت: «تنحني هامتنا أيضاً للمتطوعين والمتطوعات من شباب وشابات السودان وأعضاء وعضوات لجان المقاومة وغرف الطوارئ في كل أنحاء ولاية الخرطوم الذين تدافعوا طوعاً لسد الفراغ الناتج عن غياب جهاز الدولة في مجالات الخدمات الصحية وتأمين الأحياء وتوفير وتنظيم توزيع الاحتياجات اللازمة والضرورية بجانب استقبال القادمين من مناطق الحرب أو المتواجدين في المعابر الحدودية، لقد أكدوا أن مستقبل السودان في أيد أمينة».
وتابعت : «في ظل هذه الظروف بالغة الخطورة فإن قطاعات أخرى قدمت نماذج مشرفة بغرض تقليل الأضرار على المواطنين خاصة العاملين في مجالي الكهرباء وخدمات المياه أفلحت مساعيهم وجهودهم في مرات عديدة في إعادة تشغيل خدمات الكهرباء والمياه التي تضررت وتوقفت بسبب المعارك، وكذلك العاملين في قطاعات البنوك والخدمات البنكية والاتصالات الذين يجتهدون لتوفير هذه الخدمات».
واعتبرت أن» السودانيين والسودانيات قدموا نماذج مضيئة في الترابط والتلاحم والتآزر المستلهمة من إرثنا الاجتماعي السوداني، نسيجٌ فريد ومتماسكٌ في المحن والخطوب ففتح الناس بيوتهم وتقاسموا «اللقمة والنبقة» في مدن وأرياف الأقاليم والولايات فخلت البلاد رغم هذه الظروف من أي مخيمات للنازحين في الولايات القريبة من الخرطوم، تأكيداً على أن ما يجمع أبناء الوطن الواحد هو أقوى وأعمق من كل دعوات ونعرات وخطابات الكراهية والتمييز على أساس الثقافة أو القبيلة أو الدين».
وحسب البيان «سارع العديد من الدول المجاورة والصديقة والمحبة للشعب السوداني بفتح الحدود لاستقبال المغادرين من مناطق الحرب أو تمديد إقامة العالقين واستضافتهم وتقديم المساعدات الإنسانية وتنظيم مباحثات إنهاء الحرب ودعم تطلعات الشعب السوداني المشروعة في الحرية والسلام والعدالة واستعادة الحكم المدني، إن شعبنا لن ينسي ابداً وقفة جيراننا وأصدقائنا من الحكومات والشعوب الذين ساندوه خلال هذه المحنة».
في حين أشادت الجبهة الثورية «بمواقف ممثلي طرفي النزاع القوات المسلحة و قوات الدعم السريع بمفاوضات جدة من حيث إقرارهما بتحمل مسؤولية رفع المعاناة عن كاهل المواطنين وذلك باتخاذ الاجراءات والترتيبات الأمنية اللازمة لضمان وصول المساعدات الانسانية وتوفير الاحتياجات الأساسية خصوصا في مناطق النزاع».
ودعت الطرفين، في بيان «للالتزام الصارم بالهدنة المعلنة و بعدم عرقلة تقديم المساعدات الضرورية و تعريض حياة المواطنين للخطر».
وأدانت «بأغلظ العبارات دعوات بعض أنصار النظام البائد والدواعش لانتهاج سياسة الأرض المحروقة وتوسيع دائرة الصراع دون أي وازع ديني أو أخلاقي ودون أي اعتبار للنتائج المترتبة على ذلك، وفي مقدمتها تفتيت البلاد وسلب إرادتها ووضعها تحت الوصاية الدولية «.
وجددت موقفها «المبدئي الرافض للحرب ولعودة النظام البائد تحت أي ذريعة». وأكدت «موقفها الداعم لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة».

Share this post