عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات الخرطوم ومدينة الجنينة

الخرطوم: استمرت المعارك الدامية لليوم الثالث عشر في السودان حيث تعيش العاصمة الخرطوم على وقع القنابل وتبادل النيران فيما يحتدم القتال في دارفور بغرب البلاد بعد تجاهل طرفي النزاع الهدنة المتفق عليها.

وشهدت الخرطوم صباح يوم الخميس قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب.

وقال شهود عيان إن طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم التي تشهد تبادلا للقصف بالمدفعية الثقيلة على الرغم من هدنة لمدة 72 ساعة بدأت الثلاثاء ووافق عليها الطرفان بعد جهود دبلوماسية من الولايات المتحدة والسعودية.

وأعلنت نقابة أطباء السودان سقوط عشرات القتلى والجرحى، الخميس، جراء تجدد أعمال العنف في مدينة الجنينة غربي البلاد.
وذكرت النقابة (غير حكومية) في بيان: “تجددت الاشتباكات في مدينة الجنينة ونهب مستشفى الجنينة التعليمي وسط عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك”.
وأضاف البيان أن “الأحداث الدموية لاتزال جارية في مدينة الجنينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى ولم نتمكن من حصرهم لتوتر الأوضاع الأمنية واستمرار الهجمات على المدنيين”.
وحتى الساعة 21:40 (ت.غ)، لم يصدر تعليق من السلطات الرسمية على بيان النقابة الطبية.
من جانبه، قال الجيش السوداني، الخميس، إن “ولايات البلاد تشهد استقرارا في الأوضاع الأمنية عدا الصراع القبلي الذي اندلع في ولاية غرب دارفور”.
وذكر الجيش في بيان، أن “المحاولات تجري لمحاصرته (الصراع القبلي) بالتنسيق مع السلطات المحلية”.
والأربعاء، نقلت وسائل إعلام محلية بينها موقع “سودان تربيون” أن “90 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم خلال 3 أيام من الاقتتال الدامي الذي تشهده مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور،بين الجيش وقوات الدعم السريع تحول لنزاع بين قبيلة المساليت والقبائل العربية استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة”.
وفي سياق متصل، أفاد موقع “الراكوبة” بأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة قد اندلعت يوم الخميس في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وارتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي دارت في الجنينة بغرب دارفور يومي الاثنين والثلاثاء إلى أكثر من 50 قتيل مع استمرار توتر الأوضاع صباح الأربعاء.

وقال الشيخ ابراهيم شيخ معسكر كريندنق لراديو دبنقا إنه لم يتسن الحصر الدقيق لعدد القتلى مشيراً إلى وجود قتلى في مناطق مغلقة، ونوه إلى دفن 40 ضحية.

وأشار إلى حرق العديد من مراكز إيواء النازحين في الجنينة وتضرر العديد من المرافق الحكومية، ونبه إلى تعرض سوق المدينة إلى عمليات نهب خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وأشار، ايضاً، إلى انقطاع إمدادات المياه في المدينة.

وأعربت الأمم المتحدة، الأربعاء، عن قلقها إزاء أعمال نهب وأحداث عنف “بدأت تتخذ بعدا قبليا” بمدينة الجنينة.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في العديد من مدن السودان، بينها الجنينة، اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت “الدعم السريع” لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات جراء خلافات مع قيادة المؤسسة العسكرية الرسمية.

(القدس العلربي ووكالات)

Share this post