ليبيا: مساع لتسريع وتيرة إجلاء الرعايا من السودان واتهامات جديدة لحفتر ونجله بمساعدة قوات «الدعم السريع»

طرابلس ـ «القدس العربي » : أثرت الأحداث في السودان بشكل أو بآخر على المناطق الحدودية لليبيا، وقد أثر التجاور الحدودي على وجود عدد كبير جداً من الجالية الليبية في السودان، التي ناشدت الدولة لأكثر من مرة تأمين عودة آمنة لهم.
المناشدات الأخيرة دعت السفارة الليبية لدى السودان للتحرك، حيث أعلنت الإثنين إجلاء 105 مواطنين ليبيين من موظفي البعثة الدبلوماسية وأسرهم، والطلبة، َوموظفي المؤسسات الليبية العاملة في السودان، عبر باخرة من ميناء بورتسودان إلى مدينة جدة بالسعودية.
وقالت السفارة في بيان، عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صباح الإثنين، إن عملية الإجلاء جاءت بالتنسيق بين السفارتين الليبية والسعودية بالسودان.
وأوضحت أن عملية ترحيلهم جواً إلى أرض الوطن عبر إحدى الطائرات الليبية ستكون في الوقت القريب.
والثلاثاء، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إن حكومته تتابع عملية إجلاء الرعايا الليبيين من السودان، موجهاً الشكر إلى موظفي وزارة الخارجية وسفارة ليبيا بالخرطوم على استجابتهم العاجلة وحرصهم على سلامة أبناء الجالية.
وأعرب عن تقديره لدور السعودية، عضو الرباعية المعنية بالأزمة السودانية، في تسهيل إجلاء الليبيين ورعايا دول أخرى، حسب تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.
والأحد، قالت السفارة الليبية إنها بدأت إجلاء الرعايا الليبيين ولم يتبق سوى عدد قليل جداً في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم وتعمل على التحضير لإجلائهم فور إطلاق هدنة جديدة.
وتسارعت، الأحد، عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا ومصر، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع.
وسبق أن أعلنت السفارة الليبية لدى السودان إجلاء 83 ليبياً وأغلب العالقين من أفراد الجالية الليبية الموجودين في الخرطوم، إلى مدينة بورتسودان الآمنة في انتظار سفرهم إلى ليبيا في وقت قريب.
وقالت السفارة في بيان، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الليبيين الذين جرى إجلاؤهم هم موظفو البعثة وأسرهم، والطلبة، وموظفو شركة الخطوط الإفريقية، وموظفو مصرف الساحل والصحراء.
وأضاف البيان: «لم يتبق سوى عدد قليل جداً في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، ونعمل حالياً على الاستعداد لإجلائهم فور إطلاق هدنة جديدة».
وقبل أيام، أعربت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في اتصال هاتفي مع نظيرها السوداني علي الصادق علي، عن استعداد بلادها للتوسط بين أطراف الصراع في السودان من أجل استئناف العملية السياسية.
وذكرت وزارة الخارجية الليبية في بيان، أن الاتصال بحث الأوضاع الراهنة في السودان حيث أكدت المنقوش ضرورة الاستجابة للنداءات التي تطالب بوقف المعارك فوراً وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء.
وأعربت خلال الاتصال عن تضامن بلادها الكامل مع الشعب السوداني الشقيق واستعداد دولة ليبيا لدفع الأطراف السودانية إلى الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للسودان.
وتداولت عدد من الصحف الدولية تقارير تثبت تورط حفتر في دعم قوات الدعم السريع وإرسال آليات مسلحة له لدعم حربهم في السودان.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن من وصفته بأمير الحرب الليبي خليفة حفتر ساعد في إعداد قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا تقاتل الآن للسيطرة على السودان، للمعركة في الأشهر التي سبقت اندلاع العنف المدمر في 15 نيسان/أبريل، حسبما قال مسؤولون سابقون.
وأضافت الصحيفة أن تدخل حفتر يثير مخاوف من صراع طويل الأمد في السودان تغذيه مصالح خارجية، مشيرة إلى أن جهات فاعلة وقوى إقليمية متعددة تخوض حربً ًبالوكالة في السودان.
وقالت المصادر لصحيفة الأوبزرفر إن حفتر نقل معلومات استخباراتية مهمة إلى حميدتي واحتجز أعداءه وزاد شحنات الوقود وربما درب فصيلة من مئات المقاتلين من قوات الدعم السريع في حرب المدن بين شباط / فبراير ومنتصف نيسان/أبريل.
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة حفتر بحميدتي تعود إلى ما قبل سقوط عمر البشير بعد شهور من الاحتجاجات الشعبية في عام 2019. ومع ذلك، فقد ازدادت العلاقة دفئاً في السنوات الأخيرة؛ حيث أرسل حميدتي مرتزقة إلى ليبيا للقتال إلى جانبه، وفق الصحيفة.
وذكرت أن حميدتي وحفتر تعاونا أيضاً في مجموعة من عمليات التهريب المربحة للغاية، حيث أقام القادة ذوو الرتب المتوسطة في كل من الميليشيات التابعة لهم روابط وثيقة أثناء قيامهم بإدارة عبور الشحنات غير المشروعة بين البلدين، وفقاً لما قاله الخبراء لصحيفة الأوبزرفر.
وقالت المصادر إنه في الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب الصراع بين قوات الدعم السريع وقوات البرهان، بذل حفتر جهوداً لدعم حميدتي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أيام فقط من اندلاع الصراع، أمر حفتر باعتقال نائب موسى هلال، قائد ميليشيا سودانية، وهو عدو لدود لحميدتي. وأضافت أن قوات «هلال» كانت مسؤولة عن إلحاق خسائر فادحة بالمرتزقة الروس من مجموعة فاغنر – حليف آخر لحفتر – في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة في كمين بالقرب من الحدود السودانية في وقت سابق من هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى دور «الصديق حفتر» بعد سفره إلى الخرطوم للتبرع بمليوني دولار لنادي المريخ، مضيفة أن النادي مرتبط بحميدتي الذي ساعد في إصلاح ملعبه، قائلة إن «حميدتي» استضاف نجل حفتر بعد إعلان الهدية لصالح نادي المريخ.
ورداً على ذلك، قال «الصديق حفتر» نجل «خليفة حفتر» إن زيارته إلى السودان ولقاءه بقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي»، ليست ذات طابع سياسي.
وأرجع في تصريح سبب الزيارة إلى اختياره من قبل نادي المريخ لكرة القدم رئيساً شرفياً له وقدم طلب الزيارة، حسب تعبيره.
وحول لقاء «حميدتي»، قال الصديق حفتر إنه لم يناقش أي موضوع بخلاف ما يتعلق بنادي المريخ، نافياً تقديم أي دعم مادي للنادي في الوقت الحالي، وفق قوله.
وأشار نجل حفتر إلى أنه وعد بالمساعدة في الحصول على رعاة يمكنهم توفير الدعم المطلوب، على حد قوله.

Share this post