واشنطن (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الجيش الأمريكي نفذ عملية لإخراج موظفين تابعين للحكومة الأمريكية من العاصمة السودانية الخرطوم، مضيفا أن واشنطن علقت مؤقتا العمليات في سفارتها في ظل استمرار القتال في السودان.
وأضاف بايدن في بيان أنه يتلقى تقارير على نحو منتظم من فريقه بشأن عملهم المستمر لمساعدة الأمريكيين في السودان إلى أقصى حد ممكن وإنه يعمل مع الحلفاء والشركاء بشأن هذا الأمر.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية من سفارة واشنطن في الخرطوم بالإضافة إلى عدد قليل من الدبلوماسيين من دول أخرى، وسط استمرار القتال في السودان.
وأبلغ المسؤولون الصحفيين بأنه جرى إجلاء أقل من 100 شخص في العملية.
وصرح جون باس وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية “قمنا بإجلاء جميع الموظفين الأمريكيين العاملين بسفارة الخرطوم وعائلاتهم”.
وقال باس إن عددا كبيرا من الموظفين المحليين لا يزالون في الخرطوم للاهتمام بأمر السفارة، حيث قررت واشنطن تعليق أنشطتها يوم السبت بسبب المخاطر الأمنية.
واندلع صراع عنيف على السلطة في السودان مطلع الأسبوع الماضي. ودعت واشنطن يوم السبت طرفي الصراع إلى تمديد وقف إطلاق النار وتوسيعه في عطلة عيد الفطر ليكون وقفا دائما للأعمال القتالية.
وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام الهدنة.
وشارك في عملية الإجلاء يوم السبت ما يزيد قليلا عن 100 جندي من قوات العمليات الخاصة الأمريكية. وبدأت في الساعة الثالثة مساء (1300 بتوقيت جرينتش) وشملت استخدام ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز إم.إتش-47 شينوك المخصص للنقل أقلعت من قاعدة أمريكية في جيبوتي ثم هبطت في إثيوبيا للتزود بالوقود قبل أن تتوجه في رحلة استغرقت ثلاث ساعات إلى الخرطوم.
وقال الجيش إن القوات الأمريكية أمضت ساعة واحدة فقط على الأرض في السودان قبل أن تغادر جوا، مضيفا أنها دخلت وخرجت من البلاد دون أن تتعرض لإطلاق نار من قبل الطرفين المتحاربين.
وقال اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة للجيش “لم نتعرض لأي إطلاق نيران من أسلحة صغيرة في الطريق وتمكنا من الدخول والخروج دون مشاكل”.
وأضاف باس أن الولايات المتحدة لا تتوقع تغير الوضع الأمني في البلاد على المدى القريب، ولا تتوقع أيضا تنسيقا من الحكومة الأمريكية لإجلاء رعاياها في السودان حاليا أو في الأيام المقبلة.
ويبحث الجيش الأمريكي خيارات لتقديم بعض المساعدة للأمريكيين للخروج من السودان، بينما لم يصل الأمر إلى حد تنفيذ عملية إجلاء تقودها الحكومة، مثل تلك التي تمت في أفغانستان في عام 2021.
قال كريس ماير مساعد وزير الدفاع إن الجيش الأمريكي قد يستخدم الطائرات المسيرة أو صور الأقمار الصناعية لرصد التهديدات التي قد يتعرض لها الأمريكيون المسافرون على طرق برية للخروج من السودان، أو يضع أصولا بحرية في بورسودان لمساعدة الأمريكيين الذين يصلون إلى هناك.
وأوضح باس أن بعض الأمريكيين ومواطنين من جنسيات أخرى نجحوا في الخروج برا من الخرطوم والوصول إلى بورسودان، في رحلة وصفها بأنها صعبة على ما يبدو نظرا لنقص الوقود والغذاء والمياه التي يتوقع توافرها.
وفي حين أن وزارة الخارجية لا توصي أو تنصح الناس بأن يسلكوا هذا الطريق، قال باس إنهم سيبحثون عن وسائل لمساعدتهم على القيام بالرحلة.
وقالت مولي في مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية إن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عرض دعم بلاده الكامل في الأمور المتعلقة بالتحليق والتزود بالوقود من أجل عملية الإجلاء.
وتعمل واشنطن على إصلاح العلاقات مع أديس أبابا والتي توترت بسبب حرب استمرت عامين في منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا.