أصوات الانفجارات مع تكبيرات العيد.. تواصل المعارك في الخرطوم رغم هدنة مقترحة- (فيديوهات)

الخرطوم: هزت انفجارات وقصف مدفعية العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الجمعة، على الرغم من أنباء عن ترحيب طرفي الصراع في البلاد بهدنة مقترحة خلال عطلة عيد الفطر.

فيما قالت منظمة الصحة العالمية اليوم  إن 413 شخصا قتلوا وأصيب 3551 في السودان منذ اندلاع القتال العنيف هناك قبل ستة أيام.

وكانت منظمة الصحة قد أبلغت أمس الخميس عن مقتل 330 وإصابة قرابة 3200 شخص في أعمال القتال بالسودان

الأمم المتحدة .. دعوة لوقف إطلاق النار 

دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتس، الجمعة، أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر، لفتح ممرات آمنة للمدنيين.
وأفادت البعثة الأممية في بيان: يكرر بيرتس النداء الأممي إلى “جميع الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق نار خلال العيد من أجل توفير الظروف اللازمة لفتح ممر آمن لجميع المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة الضرورية وتلقي الرعاية الطبية”.
وأضافت أنه “في ظل هذه الظروف الصعبة، يعرب الممثل الخاص عن تضامنه مع كل الشعب السوداني ويتمنى له القوة للمثابرة في مواجهة التحديات الحالية”.
وتابعت: “يأمل الممثل الخاص أن يتغلب هذا الوطن وشعبه العظيم على هذه الأزمة ويسير قدما نحو مستقبل أفضل يسوده السلام والاستقرار والازدهار”.

 

وأعلنت “قوات الدعم السريع”، موافقتها على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ صباح الجمعة تزامنا مع عيد الفطر، بناء على “تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية”.
وذكرت في بيان: “بناء على تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية وافقنا على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ اليوم (الجمعة) اعتبارا من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي.

 

 

وهذه هي الهدنة الثالثة منذ اندلاع القتال قبل أسبوع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد شهدت الهدنتان السابقتان خروقات عدة.
وذكر البيان أن الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم.
وأعربت الدعم السريع عن “تعازيها لعموم السودانيين في الأرواح البريئة التي فقدت بسبب هذه الأوضاع”.
وأكد البيان على “الالتزام خلال فترة الهدنة المعلنة بوقف كامل لإطلاق النار”.
وأضاف: “نحذر من تجاوزات الطرف الآخر المستمرة في عدم الالتزام بما يعلن عنه من هدنة”.

 

انفجارات تهز الخرطوم

من جهتها، قالت لجنة أطباء السودان المركزية “تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع مخلفة دمار طال المباني والمنشأت والممتلكات العامة”.

وذكر تحالف القوى المدنية المعروفة بقوى الحرية والتغيير على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أنه قدم اقتراحا بهدنة لمدة ثلاثة أيام لطرفي الصراع، مضيفا أنهما رحبا بالاقتراح.

وذكر التحالف في بيان “نرحب بالموقف الايجابي لقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع وسنواصل الجهود أملا في إسكات صوت البنادق وترجيح الخيارات السلمية”، مضيفا أنه سيواصل العمل على بقية التفاصيل.

 

وناشدأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس الخميس بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة.

فرار آلاف المدنيين

وفر آلاف من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات أمس الخميس. وعبرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هربا من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.

ولقي ما لا يقل عن 350 شخصا حتفهم حتى الآن في الصراع العنيف على السلطة الذي اندلع مطلع الأسبوع بين الزعيمين اللذين كانا حليفين في مجلس السيادة الحاكم في السودان: قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وذكرت جماعة أطباء في سياق منفصل إن ما لا يقل عن 26 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 33 في مدينة الأبيض غربي الخرطوم أمس الخميس. وتحدث شهود عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريعة وأعمال نهب واسعة النطاق.

وقال جوتيريش للصحفيين بعد اجتماع عبر الإنترنت مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى “كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية باعتبار ذلك أولوية فورية”.

وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.

وقال قائد الجيش السوداني البرهان لقناة الجزيرة إنه سيدعم هدنة بشرط السماح للمواطنين بالتحرك بحرية، وهو أمر قال إن قوات الدعم السريع منعته حتى الآن.

وقال أيضا إنه لا يرى حاليا طرفا آخر ليفاوضه وأن لا خيار إلا الحل العسكري.

وقال الزعيم الأخر في الصراع، وخصم البرهان، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لقناة الجزيرة إنه مستعد لتنفيذ هدنة لمدة ثلاثة أيام في العيد.

وقال حميدتي عدة مرات إنه يؤيد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة، لكن في كل مرة تنهار الهدنة سريعا.

وقال حميدتي “نتحدث عن هدنة إنسانية… نتحدث عن ممرات آمنة… لا نتحدث عن الجلوس مع مجرم”.

ويتهم البرهان حميدتي بالرغبة في “الاستيلاء على السلطة”. وحميدتي كان حتى الأسبوع الماضي نائب البرهان في مجلس السيادة الذي يحكم البلاد منذ انقلاب قبل عامين.

وصمد إلى حد كبير التحالف بين الرجلين منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أربع سنوات. وشهد حكم البشير تحول السودان إلى دولة منبوذة دوليا ومدرجة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

واندلعت أحدث أعمال العنف بسبب الخلاف على خطة مدعومة دوليا لتشكيل حكومة مدنية جديدة. ويتبادل الجانبان الاتهامات بإحباط عملية الانتقال.

 القتال حول مقر قيادة الجيش وإقامة البرهان

منذ اندلاع العنف، تركز معظم القتال على المنطقة التي تضم مقر الجيش ومقر إقامة البرهان. كما كانت منطقة السفارات والمطار مسرحا لاشتباكات.

وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم بعد مزيد من الانفجارات وإطلاق النار أمس الخميس.

وقال ساكن في الخرطوم يدعى عبد الملك “لا يوجد غذاء والمتاجر الكبيرة خاوية والوضع ليس آمنا لذلك يرحل الناس بصراحة”

وما زال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعا إلى منطقة حرب.

وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع وأحدثت القذائف ثقوبا في المباني بما في ذلك مستشفيات مغلقة حاليا حيث بقيت هناك جثث دون أن تُدفن.

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على فيسبوك الجيش السوداني بشن هجمات في العاصمة بالطائرات والمدفعية الثقيلة في هجوم كاسح استهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية “

وقال البيان “في هذه اللحظة التي يستعد فيها المواطنون لاستقبال أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك، تستفيق أحياء العاصمة الخرطوم على وقع قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة في هجوم كاسح استهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية”.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي أمس الخميس إن ما بين عشرة و20 ألف شخص فروا من القتال لجأوا إلى القرى الواقعة على طول الحدود داخل تشاد.

وكان حوالي ربع سكان السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد حتى قبل اندلاع الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان يوم السبت بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.

الجيش السوداني: انتقلنا من مرحلة الصمود إلى تنظيف بؤر التمرد حول العاصمة

وأعلن الجيش السوداني انتقاله من مرحلة الصمود والتحدي إلى مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر المتمردين حول العاصمة الخرطوم. جاء ذلك في بيان نشره الجيش على صفحته على فيسبوك اليوم الجمعة. وقال البيان “لن ينسى السودانيون الذكريات الأليمة التي زرعتها في عقلهم الجمعي تصرفات مجموعات المليشيا المتمردة في الشوارع والارتكازات التي أقاموها في مناطق متفرقة مارسوا فيها أبشع أنواع سوء المعاملة” وأضاف “تجاوزنا مرحلة الصمود والتحدي إلى مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة حول العاصمة ” وتابع “الحياة اليومية لمواطنينا صعبة جدا بسبب الظروف الحالية لكنها صعوبات نتشاركها معا في سبيل تخليص البلاد من أسوأ مظهر عسكري في تاريخ البلاد مثله وجود المليشيا المتمردة بسلوكها الانتهازي خلال السنوات الماضية “.

من جهة أخرى قال شهود عيان، إن الجيش السوداني انتشر بكثافة، صباح اليوم الجمعة، في منطقة الخرطوم بحري، شمالي العاصمة السودانية.

وأكد الشهود أن الجيش قام بمهاجمة مقار تابعة لقوات الدعم السريع، في معسكر المظلات بحي شمبات وقصر الصداقة، بواسطة قوات المشاة.

كما أشار شهود العيان، إلى أن المطاردات باتت السمة البارزة في أحياء كثيرة من مدينة بحري.

فيما اشتكى عدد كبير من السودانيين في العاصمة، من ضعف الانترنت  وانقطاع الخدمة من وقت لآخر بجانب انقطاع الاتصالات بشكل متقطع .

ويقع السودان على حدود سبع دول ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا، ولذا يحتمل أن تفاقم الأعمال القتالية التوترات الإقليمية.

(وكالات)

Share this post