تواصلت المعارك، أمس الإثنين، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، حيث شهدت مناطق سكنية وسط وجنوب الخرطوم، قتالا عنيفا، وإطلاق قذائف ورصاص، مع وصول عدد القتلى إلى أكثر من 180 قتيلاً.
وفي وقت أكد الجيش اقترابه من “لحظة الحسم” وانتقاله “للمرحلة الأخيرة” وما أسماها “خطة العملية الخاصة ومطاردة الدعم السريع”، وأن مقاتليه يهربون مخلفين الأسلحة والمعدات والجرحى، تجزم قيادة الدعم السريع أنها “قاب قوسين أو أدنى من النصر”.
ودعا قائد “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، المجتمع الدولي في بيان، “للتحرك الفوري والتدخل” لإيقاف ما وصفها بـ “جرائم الجنرال الإسلامي المتطرف (عبد الفتاح) البرهان”، متهما إياه بقصف المدنيين من الجو، وأن جيشه يشن حملة وحشية ضد الأبرياء، ويقصفهم بطائرات “الميغ” المقاتلة.
وسقط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المستعرة، حسب رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتس.
وقال للصحافيين في نيويورك إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي إنّ “الوضع مائع للغاية، لذلك يصعب القول بأي اتّجاه يميل ميزان” القوة في الميدان.
وبين أن الطرفين “لا يعطيان انطباعا بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور”.
في حين، كشفت نقابة أطباء السودان، أن بعض القوات المتحاربة يستخدم المستشفيات كمناطق ارتكاز لاستهداف القوات الأخرى، “مما يعرض سلامة المرضى والعاملين لخطر كبير ويعرض المستشفيات كذلك لخطر القصف والتدمير”.
وقد تعرضت ثلاثة مستشفيات للقصف، وهي مستشفى الشعب في جوار القيادة العامة للقوات المسلحة، ومستشفى ابن سينا في حي العمارات، وسط الخرطوم، ومستشفى بشائر، في حي مايو جنوبي العاصمة.
وتعيش مدينة الخرطوم حالة شلل شبه كاملة، إذ لا توجد أي حركة للمارة أو فتح للمحال التجارية، مع انقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء واسعة في العاصمة. كما لا يزال هناك أشخاص عالقين في عدد من الأحياء والمناطق في قلب العاصمة.
وفي نيالا في ولاية جنوب دارفور غربي البلاد. قال الصحافي عيسى دفع الله، من نيالا لـ”القدس العربي”:”وضع قاتم تشهده المدينة لليوم الثالث وسط أزمة مياه وإنعدام الأكل ونهب أغلب محلات المواد الغذائية وترد أمني مريع”.
عربياً، أكدت دولة قطر دعمها كافة الجهود الرامية لحقن دماء السودانيين. وقالت الخارجية القطرية إن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى اتصالا مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي وناقش معه آخر التطورات في السودان. وأضافت أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أكد أن قطر تدعم كافة الجهود الرامية لحقن دماء السودانيين وتجاوز الخلافات عبر الحوار والطرق السلمية.
في الموازاة أعربت الخارجية السودانية، في بيان عن “تقديرها لجهود الدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، مؤكدة في الوقت نفسه “على أن هذا الأمر شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية”.
وأعلن الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، استعداد العراق لبذل الجهود والمساعدة في تأمين فرص الحوار البنّاء في السودان وبما يسهم في تغليب منطق السلام ويعزز التوجه الديمقراطي.
دولياً، قال البيت الأبيض إن “المسؤولين الأمريكيين على اتصال بالقادة العسكريين في السودان لحثهم على إنهاء العمليات القتالية فورا”.
وزاد: “الولايات المتحدة تأسف لتصاعد العنف في السودان وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار”.
نقلا عن « القدس العربي»