انطلقت في مدن العاصمة الخرطوم، المواكب الدعائية لتظاهرات 6 أبريل/نيسان، الذي يصادف بالتوازي مع التسوية، ذكرى انتصار ثورة 1985 التي أطاحت بالرئيس الأسبق، جعفر محمد نميري، كذلك ذكرى بداية اعتصام القيادة العامة قبل سقوط نظام عمر البشير، وقبل ارتكاب مجزرة القيادة الشهيرة التي راح ضحيتها الآلاف من الجرحى والمصابين والمفقودين.
وترفض «لجان المقاومة» بشكل مطلق التسوية الجارية بين القوى العسكرية وبعض القوى السياسية المدنية، وترى أنها لا تحقق أهداف الثورة التي تنادي بعودة العسكر إلى الثكنات وتحقيق الدولة المدنية والعدالة. كما تعتبر أنها محاولة لإرجاع الأوضاع لما كانت عليه قبل انقلاب 25 أكتوبر/تشرين 2021، وانتاج شراكة جديدة بين قادة العسكر وقوى الحرية والتغيير بالإضافة للقوى التي التحقت بها.
ويشهد السودان حراكا ثوريا مستمرا منذ أربع أعوام ازدادت وتيرته عقب انقلاب العسكر واستيلائهم على السلطة، وصعدت «لجان المقاومة» كقائد متقدم في الساحة وعملت على تنظيم العمل الميداني وإشعال التظاهرات والترتيب للوقفات الاحتجاجية. وطوال الفترة الماضية التي استمرت نحو عام ونصف ظلت تنسيقيات المقاومة تصدر الجداول الشهرية للمواكب المركزية في الخرطوم ومدن السودان الأخرى.
في المقابل، ظلت الأجهزة الأمنية تواجه تلك الاحتجاجات والتظاهرات بالقمع المفرط، الذي تسبب حسب الاحصائيات في قتل (125) متظاهرا، وتعرض نحو (4) آلاف آخرين إلى إصابات بالغة منها فقدان إحدى الأطراف عن طريق البتر للساق أو اليد.
وحسب المكتب الطبي لمصابي ثورة ديسمبر، هناك (8) مصابين في حالة غيبوبة كاملة و(34) أصيبوا بالشلل الدائم معظمهم من صغار السن وبينهم فتيات، و(34) آخرون فقدوا إحدى أعينهم.
وتعد «العدالة» القضية المركزية الأبرز التي تحرك غالبية الفاعلين في الشارع الثوري السوداني الذين يرون أن التسوية السياسية الجارية تغافلت عنها بل ومهدت الطريق للإفلات من العقاب بالنسبة للقادة العسكريين ومرتكبي الانتهاكات بحق الثوار.