الخرطوم -صحف محلية-(جريدة الديمقراطي) – على نحو مفاجئ ظهر الاسلاميان المتشددان، “عبد الحي يوسف، ومحمد عبدالكريم”، في العاصمة الأفغانية كابول، خلال زيارة لمناصرة ودعم حركة طالبان الحاكمة، وفقاً لما نشرته صحيفة “السوداني” الصادرة في الخرطوم الأربعاء.
ويعد “عبدالحي يوسف، ومحمد عبدالكريم، من قيادات التيارات التكفيرية في السودان، التي صنعها النظام البائد، حيث يحفل تاريخهما بإصدار الفتاوى التي كان يطلبها نظام البشير، كما عملا على تفويج شباب سودانيين إلى القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية بـ “سوريا وليبيا والعراق”.
وقالت الصحيفة إن “عبد الحي ومحمد عبد الكريم” وصلا كابول، قادمان من تركيا، التي هربا اليها عقب سقوط النظام البائد.
وأوضحت أن الرجلين عقدا اجتماعات مع كل من وزير داخلية إمارة أفغانستان الإسلامية، سراج الدين حقاني، ووزير التعليم العالي، نداء محمد نديم، الذي أكد للوفد أن هدف طالبان تطبيق شريعة الله بمعناها الحقيقي، ولأجلها يواجهون حملة انتقادات من الدول الغربية وبعض الدول الإسلامية”.
وقالت الصحيفة في تقرير كتبه الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، الهادي محمد الأمين، إن “اللقاء مع وزير التعليم العالي يأتي على خلفية موجة الانتقادات الواسعة من البلدان الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات الإقليمية والدولية، لقرارات طالبان بحظر التعليم الجامعي على الفتيات”.
وذكرت أن وزير الداخلية الافغاني أهدى الوفد مجسماً للأقصى في إشارة إلى ترابط قضية أفغانستان، مع القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن “الزيارة تأتي تلبية لدعوة المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، قدمها للقياديين الإسلاميين، حينما التقاهما في استنبول بتركيا الفترة الماضية، باعتبارهما يمثلان قيادات في مجلس أمناء الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة العلماء”.
وقالت الصحيفة إن “خطوة الشيخين عبد الحي يوسف، ومحمد عبد الكريم، جاءت في توقيت خاطئ وقاتل، وفي ظلال صراعات إقليمية ودولية محتدمة، وحالات استقطاب عالمي حاد بين عدد من الأقطاب والمحاور”.
وذكرت أن الزيارة عبارة عن مغامرة وقفزة بالزانة تزيد من التكلفة والحمولة الملقاة على عاتق “الشيخين” اللذين تلاحقهما اتهامات تتعلق بتحريض وتفويج الشباب إلى مناطق العمليات التي تقاتل فيها القاعدة وداعش خارج البلاد، ومن بينها أفغانستان.
وأوضحت أن أرض الأفغان أصبحت تحضن اليوم “حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، والتيار السروري، وتنظيم الاخوان المسلمين، في توليفة جديدة ربما تحاول صناعة واقع جديد في المستقبل القريب”.
وأشارت الصحيفة إلى مشاركة عناصر من جماعة الاخوان المسلمين السودانية، في تحرير أفغانستان من القوات الروسية، بجانب وجود مقاتلين سودانيين تحت مظلة تنظيم القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن، والذي سبق واستقر في الخرطوم خلال الفترة من العام 1991م وحتى 1996، قبل ان يغادر إلى افغانستان في ظل شراكة وتحالف جديد مع طالبان تحت قيادة الملا عمر.