اعتبر الخبير الاستراتيجي السوداني، الدكتور الرشيد محمد إبراهيم، أن زيارة مدير الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي، تمسغن طرونة، إلى الخرطوم حاليا في إطار مشاركته في اجتماع لقادة استخبارات دول منظمة البحيرات العظمى الأفريقية.
وقال إبراهيم، لوكالة “سبوتنيك” الروسية تعليقا على زيارة مدير الاستخبارات الإثيوبية إلى الخرطوم، إن الزيارة “تأتي في إطار مشاركته في مؤتمر قادة مخابرات دول البحيرات العظمى الأفريقية التي ستكون جلستها الافتتاحية يوم غد الثلاثاء بالخرطوم، إلى جانب أن المسؤول الإثيوبي لديه مباحثات خاصة مع نظيره السوداني الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، تتصل بملفات تهريب الأسلحة، وتأمين الحدود بين البلدين، وإلى حد كبير النقاش حول مشروع سد النهضة الإثيوبي مع استمرار عدم التوصل لاتفاق شامل حول كيفية إدارته وتشغيله”.
وأشار إبراهيم وهو مدير “مركز التحليل العسكري والسياسي”، إلى أن “إثيوبيا مستفيدة جدا من انعقاد هذا المؤتمر بالخرطوم، خاصة أن الحكومة الفيدرالية وقعت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اتفاقية وقف العدائيات ووقف إطلاق النار مع جبهة تحرير تيغراي، إلى جانب أن السودان لديه علاقات جيدة مع مجموعات تيغراي لدعم هذا الاتفاق، ويلعب دورا إيجابيا للوصول لاتفاقية سلام شاملة بين الإثيوبيين، وفي المقابل يكسر السودان التعنت الإثيوبي للوصول إلى تفاهمات مع إثيوبيا لنقل المعلومات والبيانات إلى الجانب السوداني لتشغيل السدود السودانية أثناء موسم الأمطار بجانب الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بعد اكتمال تشييده”.
كما اعتبر الخبير السوداني أن “الجانب الإثيوبي يرغب في تأمين وضبط الحدود مع السودان لمنع تهريب الأسلحة إلى مقاتلي جبهة تحرير تيغراي، التي ظلت تقاتل ضد الحكومة الفيدرالية الإثيوبية خلال 3 أعوام الماضية قرب الحدود، خاصة أن السلطات السودانية أحبطت عدة محاولات لتهريب أسلحة إلى اثيوبيا عبر منطقة القضارف القريبة من الحدود”.
وتستضيف الخرطوم، غدا الثلاثاء، اجتماعا يضم قادة استخبارات دول البحيرات العظمى الأفريقية، في إطار “المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى”، ويوجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، كلمة خلال الاجتماع.
واول أمس، التقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو، في الخرطوم، مع مدير الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي، تمسغن طرونة.
وبحسب بيان أصدره مجلس السيادة الانتقالي أمس، فقد بحث الجانبان، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بين البلدين في كافة المجالات.
وأكد البيان ترحيب السودان بالاتفاق الذي وقعته إثيوبيا مع جبهة تحرير تيغراي لوقف الحرب والاتجاه نحو السلام.
جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى (ICGLR) وهو منظمة حكومية، تأسس عام 2008، كمنبر إقليمي لحل النزاعات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على وجه الخصوص، لكنه تطور ليصبح منظمة ومنبراً للحوار في جميع القضايا الإقليمية، السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والأمنية، وغيرها.
والدول الأعضاء في المؤتمر هي، السودان، وجنوب السودان، وأوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، ورواندا، وبوروندي، وتنزانيا، وأنغولا، والكونغو، وأفريقيا الوسطى، وزامبيا، بالإضافة إلى دول أفريقية تشارك في الاجتماعات كدولة ضيف، وهي بوتسوانا، ومصر، وإثيوبيا، وناميبيا، ومالاوي، وزيمبابوي، وموزمبيق.