الدوحة (رويترز) – تتسلط الأضواء على قطر المستضيفة لكأس العالم لكرة القدم عندما تبدأ البطولة يوم الأحد، وهي دولة لها مركز قوة في مجال الطاقة والاستثمار والإعلام، كما أن لديها نفوذا دبلوماسيا كوسيط وفي صناعة القرارات السياسية.
واستغلت الدولة العربية الخليجية شبكة معقدة من الصداقات غذتها ثروتها من الغاز لتصبح الوسيط الذي يتم اللجوء إليه في الدبلوماسية الدولية، وهي مقر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط كما فتحت أبوابها أيضا لإسلاميين ولها علاقات بإيران.
وبتوظيف علاقات سياسية واسعة النطاق، ساهمت قطر في الإفراج عن رهائن وفي إبرام اتفاقات سلام في دول مثل السودان والصومال.
فيما يلي نظرة على الدور الدولي والثروة في الدولة صغيرة المساحة:
* أفغانستان
لم تسفر الكثير من التحركات عن ربح دبلوماسي كبير بقدر ما أثمره دور قطر في ملف أفغانستان، وهو ما زرعت بذرته منذ أن سمحت لحركة طالبان بفتح مكتبها الدولي الرئيسي في الدوحة في 2013. كما قدمت قطر مقرا لإجراء محادثات سلام أدت العام الماضي لموافقة الولايات المتحدة على الانسحاب من أفغانستان.
ولأنها كانت مقرا مؤقتا لسفارات في أفغانستان تم إخلاؤها ومنها سفارات الولايات المتحدة وعدد من الحلفاء الأوروبيين، فقد لعبت قطر دورا كوسيط محوري للجهود الغربية للتواصل مع طالبان.
ويصف محللون دور قطر في ملف أفغانستان بأنه جزء من مساع لتعزيز الأمن لقطر، الدولة صغيرة المساحة المحاطة بدول بينها عداوات ولديها ترسانات أسلحة، بأن تصبح وسيطا دوليا لا يمكن الاستغناء عنه.
* حماس
فتحت قطر أبوابها لقيادات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة. كما لعبت الدوحة دورا أيضا في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وساعدت قطر قطاع غزة على دفع فواتير الوقود وقدمت أيضا مساعدات إنسانية.
وفي ذات الوقت، في مؤشر على واقعية الدوحة، سمحت قطر بطيران مباشر بين عاصمتها وتل أبيب خلال كأس العالم على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية مع إسرائيل. وقال مسؤول قطري إن الاتفاق على الرحلات الجوية المباشرة جزء من التزام قطر بمعايير الاستضافة التي تحددها الفيفا ولا يجب تسيسها.
ومن المتوقع حضور ما بين عشرة آلاف وعشرين ألف إسرائيلي للمباريات التي تستمر شهرا في قطر في تدفق غير مسبوق بعد أن أدخلت قطر وفودا محدودة العدد والأهمية فحسب على مدى سنوات.
* إسلاميون
حركة حماس من بين العديد من الجماعات المناهضة للغرب التي استضافتها قطر مثل طالبان والجبهة الإسلامية للإنقاذ من الجزائر. كما تعد الدوحة ملاذا للإخوان المسلمين من مصر وهي جماعة تعارض الحكم المطلق المؤسس على التوريث في دول خليج عربية.
ووجه منتقدون اتهامات لقطر بدعم جماعات مسلحة إسلامية في ليبيا ودول أخرى والمساهمة في إثراء المتشددين والمتطرفين من خلال دفع فدى مقابل الإفراج عن رهائن. وتنفي الدوحة تلك الاتهامات.
وفي 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر العلاقات مع قطر لاتهامها بدعم الإرهاب وهو أيضا ما نفته الدوحة.
* سوريا
أثارت قطر حنق دول الجوار عندما دعمت تحركات تطالب بالديمقراطية وانتفاضات في المنطقة خلال “الربيع العربي” في 2011.
وأصبحت قطر داعما كبيرا لجماعات معارضة مسلحة مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد بعد اندلاع الحرب في سوريا في 2011 وقدمت أسلحة وأشكالا أخرى من الدعم.
وبينما نفت قطر دعم أي جماعات لها صلة بتنظيم القاعدة، فقد كان لها اتصالات مع جبهة النصرة، وهي جماعة كانت في السابق تابعة رسميا لتنظيم القاعدة في سوريا وهي أيضا مدرجة لدى الولايات المتحدة كجماعة إرهابية. وساهمت وساطة قطرية في تأمين إطلاق سراح العديد من المحتجزين والرهائن لدى جبهة النصرة والكثير منهم كانوا أجانب.
* وسائل إعلام
رسخت قطر مكانتها كطرف رئيسي في مجال وسائل الإعلام الإخبارية منذ تأسيس شبكة قنوات الجزيرة في الدوحة في عام 1996.
وساهمت الجزيرة، التي تعكس وجهة نظر قطر في الشؤون الدولية والإقليمية، في تشكيل الرأي العام في العديد من الدول العربية مما دفع سلطات بعضها لحظر القناة مثل ما فعلته مصر.
كما تمتلك قطر قناة (بي.إن)، وهي مجموعة إعلامية ضخمة تملك حقوق البث الرسمية لمباريات كأس العالم في أغلب دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأيضا في فرنسا.
* استثمارات دولية
جهاز قطر للاستثمار هو الذي يسيطر على أغلب الثروة القطرية، وتقدر جلوبال إس.دبليو.إف المعنية برصد صناديق الثروة السيادية أن الجهاز لديه 445 مليار دولار من الأصول تحت إدارته.
كما يمتلك جهاز قطر للاستثمار مجموعة كبيرة من المصالح التجارية، تشمل أصولا عقارية وفندقية ضخمة في بريطانيا.
كما يمتلك حصة نسبتها 19 بالمئة من شركة النفط الروسية العملاقة التي تدعمها الدولة روسنفت.
وجهاز قطر للاستثمار من أكبر المساهمين كذلك في مجموعة كريدي سويس.
* ثروة الغاز
قطر تحتل المركز الثالث في قائمة أكبر دول تمتلك احتياطات موثقة للغاز في العالم بعد روسيا وإيران. وحقل الشمال لديها من بين أكبر حقول الغاز في العالم وهو حقل تتشارك فيه مع إيران التي تسمي نصيبها منه جنوب فارس. وتوسع قطر حاليا من طاقتها الإنتاجية للغاز وتتوقع زيادة تفوق نسبتها 60 بالمئة في ذلك بحلول 2027.