أوير مابيل ومحمد آدم و المعزّ علي ثلاثة أبطال من اصول سودانية يمثلون دول المهجر في كأس العالم

 

 

اليراع- صحف وكالات- يتواصل بروز المواهب السودانية في دول المهجر خلال الفترة الأخيرة ، وكان آخر هذه المواهب محمد آدم، مهاجم فريق ويسترن سيدني وانديريرز لكرة القدم، والذي، بعد تقديمه مستويات مبهرة مع فريق الشباب في الموسم الماضي، قرر النادي تصعيده للفريق الأول.

ودفع تألق النجم السوداني الواعد بصورة ملفتة الفريق الأسترالي للإسراع في تصعيده لفريقه الأول، مطلع أكتوبر/كانون الأول الجاري، بعدما سجل 21 هدفاً في 21 مباراة بمعدل هدف في كل مباراة في الدوري الأسترالي للشباب، كما نال اللاعب جائزة أفضل لاعب في الموسم الماضي.

وتدرج اللاعب، المولود في السودان والبالغ من العمر 19 سنة، في الفئات العمرية للنادي، بعدما بدأ من أكاديمية الناشئين، ثم انتقل إلى فريق الشباب ثم الفريق الأول.

محمد آدم، مهاجم فريق ويسترن سيدني امل استراليا

ويعتبر ويسترن سيدني أحد أبرز أندية كرة القدم في أستراليا، و بالرغم من حداثة عهد الفريق، الذي تأسس عام 2012، إلا أنّه تمكن من التربع على عرش الكرة الأسترالية، كما تمكّن الفريق من التتويج ببطولة دوري أبطال آسيا عام 2014، حينما اقتلع اللقب من الهلال السعودي.
فرانكي دي يونغ: عظمة “توتال”

ومر اللاعب بظروف عصيبة تمثلت في هجرته وأسرته إلى أستراليا عبر اللجوء بعد الانتقال إلى مصر، إلا أنّ السعادة تغمره بانضمامه لصفوف ويسترن سيدني وانديريرز، وهو الذي كان يحلم بأنّ يلعب للفريق منذ وطأت قدماه أستراليا.

وأثبت اللاعب أحقيته في تمثيل الفريق الأول بعد تمكنه من المشاركة معه في أول ثلاث مباريات بالدوري، تمكن خلالها من صناعة هدف، فيما يتطلع لمواصلة تألقه وتقديم مستويات كبيرة بعد المستوى الذي ظهر به مع فريق الشباب، كما يسعى للتواجد بصورة مستمرة في التشكيلة الأساسية للعملاق الأسترالي.

 

 

المعزّ علي أمل الدوحة المستضيفة في نهائيات الكأس

 

اما للدوحة المستضيفة لكاس العالم يحمل المهاجم المعزّ علي آمال منتخبها  لكرة القدم في نهائيات كأس العالم التي يخوضها على أرضه اعتباراً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كمحور رهان على جيل ذهبي بهدف تجاوز الدور الأول.
ويمثل المهاجم الأكثر تهديفاً في التوليفة الحالية لـ”العنابي” برصيد 40 هدفاً، أحد الاركان الرئيسة في مشروع طويل الأمد، وضعت أكاديمية التفوق الرياضي “أسباير” لبنته الأساسية، ونفّذه المدرب الإسباني فيليكس سانشيس منذ نعومة أظفار اللاعبين عبر برامج تحضيرية استمرت لسنوات.
تهدف قطر إلى تجنب تجربة منتخب جنوب إفريقيا عام 2010 والذي أصبح المضيف الوحيد الذي لم يقو على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم.
لا يحمل المعز، المولود في السودان عام 1996، المشعل وحده، إذ يشكّل ثنائياً لافتاً مع صانع اللعب الموهوب أكرم عفيف، قاد قطر الى إنجازها القاري الوحيد بالظفر بلقب كأس آسيا 2019 في الإمارات.
يقول المعز في حوار مع وكالة فرانس برس إن “الحلم سيصبح حقيقة، سنشارك في كأس العالم وهو ما يمثل قمة طموحنا كلاعبين، بيد أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجعلنا أمام تحد كبير من أجل ظهور مشرف”.

المعز علي يحمل امال قطر في نهائيات كأس العالم

سبق سنّه فبات حلمه حقيقة
يضيف أفضل لاعب وهداف في كأس آسيا “لطالما كان سقف طموحي عالياً، ولقب كأس آسيا تحت 19 عاماً 2014 رفقة جل المجموعة الحالية، شكل دفعة معنوية كبيرة نحو المستقبل، ومثّل نقطة جوهرية في بث ثقة المسؤولين من أجل البناء على مستقبل التوليفة الحالية مع بعض التدعيمات المهمة”.
وعن البدايات، يتذكّر ” كنت أحاول أن أسبق سنّي، عندما بدأت ممارسة كرة القدم اخترت اللعب مع من يكبرني عمراً. ربما أكون قد لفت الأنظار، فقادني مدرب فئات عمرية رصدني في الشارع إلى نادي مسيمير (درجة ثانية)”.
ومضى اللاعب الذي بات يملك رقماً فريداً هو التسجل في ثلاث بطولات قارية هي آسيا 2019، كوبا أمريكا 2019 وكأس كونكاكاف الذهبية 2021 “لم أكن أعلم أو أحلم بأن أحقق ما حققت، لكن ما زالت مديناً لمن ساهم في تطوير قدراتي”.
بدأ المعزّ مشواره في مركز الدفاع “المدرب المصري محمد شحاتة أراد استثمار سرعتي فجعلني جناحاً مهاجماً في سن الرابعة عشرة بعدما بدأت اللعب كمدافع”.
كانت نبؤة المدرب في محلها بعدما أضحى المعز الهداف التاريخي لنسخة واحدة في كأس آسيا (9 أهداف عام 2019) متجاوزاً رقم الأسطورة الإيرانية علي دائي.
الانضمام لـ”أسباير” ..المنعطف
عرفت مسيرة المعز منعطفاً مهماً تمثل بالالتحاق بأكاديمية أسباير، حيث رُصد في مباراة لفريقه مسيمير آنذاك مع الجيش إبان بحث المدربين عن لاعبين لمنتخب الشباب.
يروي قصة النجاحات مع نفس المجموعة التي ظل يشرف عليها سانشيس بالتدرج حتى المنتخب الأول “توّجنا بلقب كأس آسيا تحت 19 عاما في ميانمار مع فيلكيس ومجموعة من اللاعبين الحاليين على غرار أكرم (عفيف)، مادبو (عاصم)، سالم (الهاجري)، تميم (المهيزع) ويوسف الحارس (حسن)، ثم توالت النجاحات ببلوغ مونديال الشباب في نيوزيلندا العالم التالي، ثم برونزية كأس آسيا تحت 23 عاما 2018 في الصين (توّج هدافاً لها) حتى وصلنا الذروة بالفوز بلقب كأس آسيا للكبار”.
ولم ينس المعز الدور الكبير لزميله عفيف بعد الثنائية الكبيرة التي شكلاها “نحن سوياً منذ أكثر من تسع سنوات، نفهم بعضنا البعض على (الطاير) والتواصل كبير بيننا”.
تجربة أوروبية
ومضى “بعد مونديال الشباب اضطررت للذهاب إلى أوروبا، لأني كنت صغيراً ولن أجد مكاناً لي في الدوري، إذ تعين عليّ اكتساب الخبرة. خُيّرت بين بلجيكا والنمسا فاخترت الاخيرة، لأن أصدقائي يلعبون في نادي لاسك لينتس. خضت ستة أشهر جيدة في النمسا ثم ذهبت إلى كولتورال ليونيسا الإسباني (درجة ثالثة ومملوك من أكاديمية أسباير) فتعلّمت أشياء كثيرة هناك. في إسبانيا هناك المهارة والنوعية وفي النمسا القوة البدنية والسرعة”.
وبعد العودة الى قطر، بات المعز المهاجم الأبرز لنادي الدحيل (لخويا سابقا) الذي شكّل ظاهرة في الكرة القطرية منذ ظهوره عام 2010، لكن حلمه باللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى يبقى قائماً.
لا زلنا أقوياء
بدّد المعز الكثير من المخاوف التي تنتاب المراقبين للمنتخب بعد تواضع النتائج في الآونة الاخيرة “صحيح أن المعسكر الأخير في أوروبا كان طويلاً، لكنه حقق المرجو منه. واجهنا منتخبات وأندية خارج توقّفات فيفا، استفدنا الكثير من تواصل الاحتكاك، وهذا لم يكن تعويضاً عن شيء (مباريات الدوري المحلي) لكن للبقاء في الجاهزية الذهنية والبدنية”.
وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد فرّغ اللاعبين الدوليين منذ انطلاقة الموسم الحالي، وأعفاهم من اللعب في الجولات السبع الأولى من الدوري، كي يتسنى لسانشيس تجميع العناصر التي دأب على اختيارها، بعيداً عن الأنظار في أوروبا.
وعن منافسات المونديال قال “المهمة لن تكون سهلة في مجموعة أولى صعبة، لكن ربما تكون مباراة الافتتاح أمام الإكوادور (مفتاح) التأهل، وتُعزز في حال النجاح بالفوز فيها، الحظوظ في بلوغ الدور الثاني. الاستهلال الجيد سيشكل حافزاً قبل المواجهتين المواليتين أمام منتخبين قويين جداً هما السنغال بطل إفريقيا وهولندا صاحب التاريخ العريق”.

أوير مابيل

أوير مابيل من أصول سودانية، قاد منتخب أستراليا إلى كأس العالم 2022، للمرة السادسة في تاريخه، الخامسة على التوالي

قاد المهاجم الشاب أوير مابيل من أصول سودانية، منتخب أستراليا إلى كأس العالم 2022، للمرة السادسة في تاريخه، الخامسة على التوالي، بعد تسجيله ركلة ترجيحية في الانتصار الماراثوني على منتخب بيرو بركلات الترجيح بنتيجة (5ـ4)، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بتعادل سلبي، في المباراة التي احتضنها ملعب «أحمد بن علي» الاثنين في الملحق المؤهل لمونديال 2022 بقطر.

وولد مابيل في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا. كانت عائلته قد فرت من الحرب الأهلية في السودان، وسيبقى المخيم موطناً له خلال السنوات العشر الأولى من حياته. هناك، ستكون كرة القدم راحته اليومية من المصاعب. عندما تمت الموافقة في عام 2006 على طلب لجوء عائلته إلى أستراليا، ومن هناك تجرأ على الحلم بتحويل شغفه بكرة القدم إلى مهنة.

وقال أوير مابيل عقب المباراة: «كنت أعرف أنني سأسجل. لقد كانت الطريقة الوحيدة لتقديم الشكر لأستراليا نيابة عن أسرتي. لقد ولدت في مخيم للاجئين. عائلتي هربت من السودان بسبب الحرب. لقد ولدت في كوخ صغير. غرفتي في الفندق هنا بالتأكيد أكبر من الكوخ، الذي كنت أسكنه أنا وعائلتي في مخيم اللاجئين».

Share this post