المولد النبوي الشريف في السودان طقوس (حلوى) عريقة تفقد طعمها لممارسات دخيلة

اليراعام درمان- خاص– شهدت مدينة ام درمان العاصمة التقليدية التاريخية غرب الخرطوم ليالي اللاحتفال بالمولد النبوي الشريف بساحاتها العديدة التي وجدت كالعادة إقبالا كبيرا من المواطنين والزوار.

وللمولد النبوي الشريف في السودان الذي يعد ‘ارض الطرق الصوفية ‘ طقوس وتقاليد نادرة تختلف بعض الشيء من الدول العربية والاسلامية الاخرى رغم تشابهها كون به بوتقة من الطرق الصوفية قدمت اليه في عصور مختلفة من كافة انحاء العالم من شمال افريقيا في عهد سلطنة الفونج به في القرن السادس عشر وقبلها من بلاد غرب الرافدين في فترات الخلافات الاسلامية والغالبية الاخرى في فترة الدولة العثمانية ولاحقا الحكم التركي المصري.

وضربت مشايخ الطرق الصوفية التي قدمت اليه مرابع في مدن واقاليم السلطنة الزرقاء حيث حظيت مثالا بواباتها اقليم بربر بالعدد الكبير منها وتنقلت اخرى لمرابع الرعي بها جنوبا عبر الاقليم الاوسط وعاصمة السلطنة سنار في اقصى الجنوب حيث جذبت مريدين واتباع كثر التحقوا بها يطلبون العلوم الاسلامية التي يقدمها شيوخ تلك الطرق المتصوفة حيث ساهمت في نشر الاسلام وتحفيظ القرآن بجانب تعاليمها المتفردة.

وتعتبر مناسبة المولد النبوي الشريف ملتقى سنوي لهذه الطرق الصوفية العديدة في تلك المدن حيث تضرب كل منها خيام متميزة بها بالالوان والديكور الاسلامي ورايات واعلام كبيرة المرتبطة بالطريقة والتي غالبا تعبر عن مكان نشأتها.

وتنخرط هذه الطرق في الساحة المنتقاة للاحتفال في طقوس متشابهة تشمل الاشعار وحلقات المدح الديني للرسول صلوات الله عليه وسلم والرقص على انشاداتها ومعزوفاتها و ترتبط تماما بمحبة المريدين او اتباع الطريقة للرسول والدعاء للمصطفى والثناء على رسالته وغيرها من اشعار المدح على الايقاعات الصاخبة لليالي عدة .

خارج هذه الطقوس هنالك طقوس المدينة المستضيفة لهم ومشاركة كافة سكانها في الاحتفال والتي عادة تبدأ بمسيرة تجوب المدينة في اول واخر ايام المناسبة على نفس ايقاعات الطبول والطار والالات الموسيقية الاخرى حيث ينضم اليها في كل مربوع اتباع الطريقة الصوفية بكل منطقة بها حيث تنتهي هذه المسيرة في الساحة المعدة سلفا للاحتفال وبنفس الطريقة تعلن في نهاية ايام الاحتفال .

تعتبر مناسبة المولد النبوي الشريف في السودان مثل العديد من الدول العربية والاسلامية مناسبة لها مذاق خاص للاسر والاطفال الصغار حيث يشارك التجار والاسر حتى غير الاسلامية في اعداد الحلويات الشهيرة المرتبطة بالمناسبة والتي تختلف من دولة لاخرى حسب منتجاتها المحلية وغالبيتها الحلوى بانواعها والمزركشة المختلفة بالالون فمن السودان مثلا تجد الحلويات المصنوعة من حبوب السمسم والفول السوداني ومن الشام تلك التي تصنع باضافة الحمص في قوالب السكر اما اشهرها بين الاطفال فهي مجسمات عروس المولد التي تصنع من السكر الملون باللون الاحمر الفاتح وهي صناعة قدمت من صعيد مصر وتركيا في المقابل هنالك مجسم جمل المولد ومجسمات مختلفة تصنع في احجام كذلك متعددة لتصل كافة الاطفال الزائرين لمكان الاحتفال.

عادات دخيلة واخرى حديثة

في العقود الاخيرة مع انتشار الاسلام السني والوهابية المناهض لممارسات وطقوس الطرق الصوفية الجديد في السودان ضرب اتباع هذه العلوم خيام لهم للمشاركة كذلك في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبر دعوة الصغار لدراسة وتلاوة القرآن في خيامهم وبرامج مسابقات حفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية العطرة بجانب محاضرة عن الاحتفال بميلاد المصطفى صلى الله عليه لجذب الزوار من خيام الطرق الصوفية التقليدية وطبيعيا تحدث اختلافات بينهما واشتباكات في مايعتبره اتباع تلك المنظمات والمجموعات ممارسات صوفية منافية لتعاليم الاسلام وغيرها من الاسباب.

في المقابل كذلك ظهرت طرق صوفية تختلف جذريا في طريقة الطقوس والاحتفاء بالمصطفى صلوات الله عليه وسلم فمنها من ادخل الغناء والفنون الحديثة ومشاركة النساء واخرى غيرت تماما تقاليد ملابس المتصوفة الى اخرها من الطقوس والتنوعات الجديدة التي قسمت اطراف الاحتفال بين مشجعين للتغيير من الطقوس التاريخية وبين مستنكرين لذلك.

ويمزح كبار السن في مدينتي العريقة ام درمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم ان الشيء الوحيد الذي لم يتغير تماما هي عروس المولد.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Share this post