القاهرة (وكالات) – قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان إن أحد المحتجين فارق الحياة اول امس الأربعاء في أثناء مسيرة صوب مطار العاصمة الخرطوم، في أحدث واقعة خلال الاحتجاجات المناهضة للجيش التي دخلت شهرها العاشر.
وأضافت اللجنة أن المحتج أصيب بعبوة غاز مسيل للدموع في الرأس وتعرض للدهس بإحدى عربات قوات الأمن، ليرتفع عدد القتلى منذ انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول إلى 117 قتيلا.
ووفق مراسل الأناضول وشهود عيان، خرج مئات المتظاهرين في الخرطوم ومدن أم درمان (غرب) وبحري (شمال)، ومدني (وسط) بدعوة من “لجان المقاومة” (ناشطين) تحت شعار “31 أغسطس باسم المفقودين وضحايا الإخفاء القسري” للمطالبة بالحكم المدني في السودان.
وأغلق المتظاهرون عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
كما أغلقت السلطات الأمنية جسر “المك نمر” الرابط بين الخرطوم ومدينة بحري، والشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي ومحيط القيادة العامة للجيش تفاديا لوصول المتظاهرين.
وشهد وسط الخرطوم انتشارا أمنيا مكثفا خاصة في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، ما أدى إلى تكدس السيارات والازدحام المروري.
وردّد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات مناوئة للحكم العسكري تطالب بعودة الحكم المدني.
ورفعوا لافتات عليها: “لا للحكم العسكري”، و”دولة مدنية كاملة”، و”الشعب أقوى والردة مستحيلة”، و”حرية، سلام، وعدالة”، و”نعم للحكم المدني الديمقراطي”.
ويشهد السودان اضطرابا سياسيا واقتصاديا منذ الانقلاب الذي أوقف عملية الانتقال نحو الديمقراطية. ورغم مشاركة القادة العسكريين والأحزاب السياسية المدنية والجماعات المسلحة وغيرهم في سلسلة من المناقشات، فإن أيا منها لم يكن مثمرا.
وترفض لجان المقاومة، التي تنظم الاحتجاجات، أي تفاوض أو تقاسم للسلطة مع الجيش.
وتكونت “لجان المقاومة” في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات داخل الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019.
وبوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.
وقال أحمد طه (22 عاما)، وهو طالب جامعي “سنظل في الشوارع حتى نهزم الانقلاب وننتصر في الحكم الديمقراطي المدني”.