مدن السودان تعلن رفضها (القاطع) للحكم العسكري والخرطوم تنعي سبعة من ثوارها في ‘مليونية الخلاص’ في جريمة اخرى للقوات الامنية

الخرطوم- اليراع الدولية- اعلام محلي ووكالات – قالت لجنة اطباء السودان المستقلة ومنظمة حاضرون الخيرية إن سبعة محتجين قتلوا بالرصاص في تظاهرات اليوم الخميس، الذي خرجت فيه حشود كبيرة إلى الشوارع، كما هو معلن مسبقًا من قبل لجان المقاومة والقوى الثورية رغم الوجود الأمني المكثف وانقطاع الاتصالات، للاحتجاج على القيادة العسكرية التي استولت على السلطة قبل ثمانية أشهر وتجديد مطالبها بالحكم المدني .

وظلت التظاهرات مستمرة بصورة شبه يومية تقريباً ضد العسكريين، لكن أمس الخميس شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر

وهتف المتظاهرون الخميس “الشعب يريد إسقاط البرهان”، و”لو مُتنا كلنّا ما يحكمنا العسكر”،حسب متابعات (اليراع الدولية)
وكما في كل مرّة يُدعى فيها للتظاهر، كان من الصعب جدًا الوصول إلى خدمة الإنترنت والاتصالات، وانتشرت قوات الأمن في شوارع الخرطوم وضواحيها.
وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في العاصمة الخرطوم وحولها من مدن، على الرغم من رفع حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب.
ودعا ناشطون مؤيدون للديمقراطية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى احتجاجات منذ مدة تحت وسم “مليونية 30 يونيو” و”مليونية الخلاص٠

وذكر شهود عيان أن قوات الأمن في وسط الخرطوم في بداية انطلاق التظاهرات أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في محاولتها منع الحشود الآخذة في الزيادة من السير نحو القصر الرئاسي.

وقدروا عدد الحشود في الخرطوم ومدينتيها التوأمتين أم درمان وبحري بعشرات الألوف، وهي الأكبر منذ أشهر. وفي أم درمان، أفاد شهود عيان بوقوع حوادث إطلاق للغاز المسيل للدموع وإطلاق للنار حيث منعت قوات الأمن المتظاهرين من العبور إلى الخرطوم.

كما خرجت تظاهرات كبيرة مماثلة في العديد من المدن السودانية في نفس التوقيت بالتزامن مع التظاهرات في العاصمة الخرطوم .

وتأتي الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لمظاهرات ضخمة خرجت خلال انتفاضة 2019 والتي أطاحت بالحكم الاستبدادي طويل الأمد لعمر البشير وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش.

وأطاح الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالحكومة الانتقالية في أكتوبر تشرين الأول في انقلاب أثار احتجاجات حاشدة تدعو الجيش للابتعاد عن السياسة.

وحمل البعض لافتات تطالب بالقصاص لمن قتلوا في الاحتجاجات السابقة فيما هتف آخرون “يا برهان ارجع ثكناتك يا برهان سلم شركاتك!” في إشارة إلى الأصول الاقتصادية للجيش السوداني.

وقبل ساعات من النشر مساء الخميس ، قال محتجون في بحري والخرطوم إنهم بدأوا اعتصاما للاحتجاج على قتلى اليوم، وهم ضمن أكبر عدد يسقط في يوم واحد حتى الآن.

ويوافق يوم 30 يونيو حزيران أيضا ذكرى تولي البشير السلطة في انقلاب عام 1989.

وقالت طالبة تبلغ من العمر 21 عاما في مظاهرة في بحري‭‭‭ ‬‬‬”إما أن نصل القصر الجمهوري ونعزل البرهان أو لن نرجع إلى منازلنا”.

وهذه هي المرة الأولى منذ أشهر التي تقطع فيها السلطات خدمات الإنترنت والهاتف لمواجهة الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر. وبعد سيطرة الجيش على السلطة كانت خدمة الإنترنت تقطع لفترات طويلة في محاولة فيما يبدو لتعطيل الحركة الاحتجاجية.

وقال عاملون بشركتين من القطاع الخاص تقدمان خدمة الإنترنت في السودان طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن السلطات أمرتهم بوقف الخدمة مرة أخرى يوم الخميس.

*إغلاق جسور

كما قطعت خدمات الهاتف وأغلقت قوات الأمن الجسور على نهر النيل بين الخرطوم وأم درمان وبحري وهي خطوة أخرى تتخذ في أيام الاحتجاجات الحاشدة لتقويض حركة المتظاهرين.

وفي الأيام القليلة الماضية كانت هناك احتجاجات يومية في الأحياء استعدادا لمظاهرات يوم الخميس.

وقال مسعفون مؤيدون للحركة الاحتجاجية إن قوات الأمن قتلت طفلا بالرصاص في بحري خلال احتجاجات الأحياء اليومية.

وبعد مقتل سبعة يوم الخميس، خمسة منهم في أم درمان وواحد في الخرطوم وطفل في بحري، يصل عدد القتلى بين صفوف المتظاهرين إلى 110 منذ الانقلاب.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن هناك أعدادا كبيرة من الجرحى والمصابين مع حدوث محاولات من قوات الأمن لاقتحام المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج.

ولم يرد تعليق بعد من السلطات السودانية.

وكان مبعوث الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، دعى السلطات هذا الأسبوع إلى الالتزام بتعهدها بحماية الحق في التجمع السلمي. وقال “لا تسامح مع العنف تجاه المتظاهرين”.

وقال قادة الجيش إنهم تدخلوا لحل الحكومة في أكتوبر تشرين الأول بسبب الجمود السياسي. لكن، نتيجة لذلك، توقف الدعم المالي الدولي المتفق عليه مع الحكومة الانتقالية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية.

وقال البرهان يوم الأربعاء إن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي يمكن أن تتسلم فيه حكومة منتخبة زمام إدارة البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق أو الانتخابات، وليس الاحتجاجات.

ولم تؤد جهود الوساطة التي قادتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حتى الآن إلى تقدم يذكر.

Share this post