الخرطوم- اليراع الدولية- صحف محلية ووكالات انباء- أعلنت لجنة ”أطباء السودان“ المركزية، ومنظمة حاضرون امس الأربعاء، عن مقتل متظاهر برصاص قوات الأمن، في مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم عشية استعدادات غير مسبوقة منذ اندلاع ثورة ديسمبر التي اطاحت بالرئيس السابق البشير لمظاهرات مزمع انطلاقها نحو القصر الرئاسي،اليوم الخميس؛ للمطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري الطبى اطاح بالحكومة الانتقالية واستعادة مسار الحكم الانتقالي عبر حكومة مدنية.
واستمرت الاستعدادات لهذا اليوم تتصاعد منذ اسابيع حيث دعت لجان المقاومة السودانية لمواكب مظاهرات شعبية وتحت شعار “الطريق إلى 30 يونيو”، في الخرطوم وعدد من مدن البلاد. وشهدت مظاهرات الامس خروج المئات إلى الشوارع في عدة أحياء بضواحي الخرطوم، ورفع كثيرون لافتات تحضّ المتظاهرين على النزول إلى الشوارع بأعداد كبيرة اليوم
. ومنذ مطلع هذا الأسبوع؛ كثفت القوات الأمنية انتشارها في الشوارع الرئيسية بالخرطوم وأم درمان وبحري، كما بدأت منذ الاسبوع الماضي حملات تفتيش للسيارات مع تحضيرات جدية لإغلاق الجسور الرئيسية التي تربط مدن العاصمة الثلاث.
ولتاريخ 30 يونيو/حزيران وقع خاص لدى السودانيين الذين اعتادوا أن تحيي ذكراه حكومة الرئيس المعزول عمر البشير سنويا منذ عام 1989 احتفاءً بوصولها للسلطة، مطيحة بحكومة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي. وفي عام 2019، بعد نحو 6 أسابيع من إزاحة البشير، تأزّمت الساحة السياسية مع تعثر الاتفاق بين اللجنة العسكرية وائتلاف الحرية والتغيير (قوى الثورة التي أطاحت بالبشير)، خاصة بعد المجزرة التي أحدثها فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، مما دفع القوى المدنية للخروج في 30 يونيو/حزيران للتنديد بالمجزرة.
ثوار الاقاليم يتدفقون على العاصمة للمشاركة في المليونية
في نفس السياق كشف عضو لجان المقاومة، عبدالباقي أبوهالة، لصحيفة (الجريدة) عن استقبال مدن العاصمة المثلثة عدد كبير من عضوية لجان المقاومة و الثُوار القادمين من ولايات السُّودان المختلفة للمشاركة في مليونية الـ(30) من يونيو (فجر الخلاص) .
وأشار ابو هالة في حديثه إلى أنه بالرغم من القيود الكبيرة المفروضة من قبل القوات الأمنية ونقاط الإرتكاز والتفتيش إلا ان ثوار الولايات الراغبين في المشاركة في المواكب بالعاصمة الخرطوم تمكنوا من الوصول والمكوث مع أقرباءهم وهناك مجموعات تم استقبالها في منازل عضوية لجان المقاومة بالخرطوم.
ولفت أبو هالة إلى خروج كافة الولايات اليوم مشددًا على أن قطع شبكة الانترنت أو اغلاق الكباري لن يؤثر على المليونية التي قال إنها ستكون حاسمة.
واستبقت تنسيقيات لجان المقاومة في مدن العاصمة الثلاث مليونية الـ30 من يونيو بتجهيز عدد من العيادات السرية لاسعاف المصابين وسط تخوف من استخدام القوات الامنية القمع المفرط ضد المتظاهرين وقال إبو هالة : إن اللجان أعدت عدد من العيادات الاسعافية لوجود معلومات لديهم بأن افراد من جهاز الامن سيكونون داخل المستشفيات .
و حددت تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم القصر الجمهوري نقطة نهائية لمليونية فجر الخلاص وقالت التنسيقيات ان التظاهرات اليوم ستكون نقطة إطلاق عهد جديد من البذل والتضحية وهبة قوية تسقط الانقلاب القابع على سدة الحكم بالتجبر والتسلط وسنخرج ولن نعود أو نتخاذل عن الواجب حتى سقوط الانقلاب وستكون هذه المواجهة مفتوحة معهم حتى النصر.
و كشفت لجان المقاومة عن عدد من نقاط التجمع لأحياء الحاج يوسف وشرق النيل على ان تلتحم جميع المواكب في صينية شرق النيل ومنها تتحرك نحو القصر عبر كوبري المنشية كما حددت نقاط اخرى لاحياء بحري التي بدورها ستتجه نحو كوبري المك نمر عبورا الى القصر .
وفي امدرمان ايضا وضعت تنسيقيات المقاومة عددا من النقاط والمسارات للمواكب، على أن تلتقي في شارع الشهيد عبدالعظيم (الاربعين) سابقا ، وتتجه إلى البرلمان ، ثم شرقا الى القصر ، أما في مدينة الخرطوم فقد حددت نقاط الالتقاء عند محطة ابو حمامة ومحطة باشدار بالديوم الشرقية ، وقالت اللجان إن بداية التجمعات ستكون الساعة التاسعة صباحا وتتحرك المواكب نحو النقطة النهائية نحو القصر الجمهوري في الساعة الحادية عشر صباحا .
وشددت اللجان على ضرورة تجنب الاحتكاك مع القوات النظامية والالتزام بمسارات الموكب والحفاظ على السلمية والتعاون مع اللجان الطبية ورصد المندسين واخطار لجان التأمين
وأول امس ألقى البرهان اليوم كلمة أمام القوات السودانية الخاصة في الخرطوم، وقال فيها إن القوات المسلحة لن تتهاون في واجب العمل على تحقيق واستدامة أمن واستقرار البلاد، وإنها تتطلع إلى اليوم الذي ترى فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منها عبء إدارة البلاد.
وأضاف البرهان أن “الطريق الوحيد لذلك إما بالتوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الانتخابات، وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب”.
وأكد ق أنه لا اعتراض على ممارسة الحق في التعبير من خلال التظاهر السلمي الذي يراعي المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ولا يؤذي مصالح المواطنين.
وتأتي تصريحات البرهان بعد ساعات من استدعاء الخارجية السودانية ممثل الأمم المتحدة بالبلاد فولكر بيرتس، على خلفية تصريحات له حول مظاهرات شعبية المرتقبة بعموم البلاد اليوم للمطالبة بالحكم المدني، معربةً عن الاستياء منها.
ودعا بيرتس يوم الثلاثاء سلطات السودان لضمان حماية الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، قائلا إنه لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين، وفق بيان للبعثة الأممية بالبلاد.
من جهة أخرى، قال بيان مشترك لسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والنرويج وسويسرا واليابان في الخرطوم في وقت سابق نشرته السفارة الأميركية عبر تويتر- إن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية تظهر أن الشعب السوداني يريد الانتقال الديمقراطي.
ودعا البيان كل الأطراف إلى العمل في إطار العملية السياسية، لإيجاد طريق نحو الانتقال الديمقراطي، مع تأكيد حق الشعب السوداني في التظاهر من دون خوف أو عنف.
كما حث البيان جميع الأطراف في السودان على ضبط النفس وحماية المدنيين.