تحت ضغوط ‘امريكية-سعودية ‘ الحرية والتغيير (تلتف بصورة غير رسمية ) على لاءات الشعب الثلاثة والمقاومة تعرب عن سخطها

اليراع الدولية- اعلام محلي-صحف ووكالات- في وقت اعتبرت فيه قوى «الحرية والتغيير» مقاطعة جميع أطراف المعارضة للمحادثات المباشرة التي أطلقتها الآلية الثلاثية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و«إيغاد» فرصة «لتوحيد قوى الثورة المناهضة للانقلاب» أعلنت بصورة مفاجئة في وقت متأخر امس التقائها بالمكون العسكري في لقاء «غير رسمي» برعاية أمريكية سعودية.

وقالت في بيانها أنه «بدعوةٍ من مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون الأفريقية، مولي في، وسفير المملكة العربية السعودية في السودان، عقد لقاء غير رسمي بين وفد من الحرية والتغيير والمكون العسكري».

من جانبها، ذكرت السفارة الأمريكية، في بيان، أن اللقاء جرى بغرض تبادل الأفكار حول “كيفية حلّ الأزمة السياسية والوصول لعملية سياسية تؤدّي إلى الانتقال الديمقراطي”. ورحّبت بـ”التزام الطرفين لوضع مصلحة بلادهما أولاً والحوار مع أصحاب المصلحة الآخرين”.وأكدت السفارة أن هذا الاجتماع “لا يشكل بديلا للآلية الثلاثية، ولكن يتطابق مع دعم كل المجهودات لبناء الثقة بين الأطراف”.

من جهتها نددت بعض قوى لجان المقاومة التي تقود التظاهرات ضد الانقلاب بخطوة أحزاب الحرية والتغيير المفاجئة ووضعت تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم هاشتاق في تغريدة لها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت خبر لقاء احزاب المعارضة مع الانقلابيين “بكم بكم الحرية والتغيير باعت الدم”. بينما ندد الكثيرون بالخطوة آلتي أعتبروها عدم اتساق مع مطالب ألشعب ولكن البعض اعتبرها خطوة ليس فيها تنازلات

وكانت لجان المقاومة قد أصدرت ميثاق اطلقت عليه ‘ميثاق سلطة ألشعب ‘ يتمثل في اللاءات الثلاثة بعدم التفاوض مع الانقلابيين وطالبت قوى الحرية والتغيير بنقد واضح لتجربتها السابقة في تمثيلهم .

وقالت “الحرية والتغيير” (الائتلاف الحاكم سابقا)، في بيان، إنها شاركت باجتماع عقد مساء الخميس بين “وفدي الحرية والتغيير وقادة السلطة الانقلابية من العسكريين، في منزلِ السفير السعودي في العاصمة الخرطوم”.وأفادت بأنها “طرحت ضرورة إنهاء “الانقلاب” وتسليم السلطة للشعب، خلال الاجتماع”.وأوضحت أن الاجتماع عقد بدعوةٍ من مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، مولي فيي، والسفير السعودي في السودان، علي بن حسن جعفر.وأضافت القوى أنها طرحت تسليم السلطة للشعب “عبر خارطة طريق واضحة وفي إطار عملية سياسية أطرافها هي قوى الثورة والتغيير من جانب، والذين قاموا بالانقلاب من جانب آخر.

وبوتيرة يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان “الاستثنائية”.

حيث تزامن ذلك مع قمع الأجهزة الأمنية، بالرصاص الحي والغاز المسيل الدموع، أمس الخميس، تظاهرات في الخرطوم، تطالب بإسقاط الانقلاب وتسليم السلطة للمدنيين.

وعلى أثر التظاهرات، أطلقت لجنة أطباء السودان المركزية، نداءات استغاثة، بعد سقوط عشرات المصابين في الاحتجاجات.
وقالت، في بيان، إن «تظاهرات مدينة الخرطوم المتجهة نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم تعرضت إلى قمع مفرط من قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في مواجهة المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط عدد من المصابين من بينهم إصابات خطرة وغير مستقرة».
ونددت باستخدام السلطات القوة المفرطة في قمع التظاهرات، محملة قادة الانقلاب مسؤولية سلامة المحتجين.
وبينما حاولت الأجهزة الأمنية تفريق تظاهرات مدينة الخرطوم، منذ انطلاقها من نقطة التجمع في تقاطع باشدار، وسط الخرطوم، استطاع المحتجون كسر الطوق الأمني والتوجه نحو القصر الرئاسي، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن باشدار.
وأخترق المتظاهرون، ركضا، سُحب الغاز المسيل للدموع هناك، وهم يرددون الهتافات المطالبة بإسقاط الانقلاب وتحقيق العدالة والأناشيد الوطنية، في حين ظلت تتعالى أصوات الدفوف والصرخات الحماسية للمحتجين.

وكالمعتاد تقدم التظاهرات فتيات وشبان، لا تتجاوز أعمار معظمهم 25 عاما، ينتمون لمجموعة «غاضبون بلا حدود» مرتدين الخوذات والنظارات الخاصة بالسباحة، ويحملون ألواحا من الخشب، ومقاطع من براميل المياه البلاستيكية، كدروع يحاولون حماية أنفسهم بها من الرصاص وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وبالقرب من موقف شروني القريب من القصر الرئاسي، هاجمت قوات الأمن المحتجين، بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية بكثافة، ولاحقتهم بالسيارات المدرعة، مما أسفر عن سقوط عشرات الإصابات، التي نقلت إلى مستشفى الجودة القريب من القصر الرئاسي، في وقت ظلت حشود المحتجين تحيط بالمستشفى.


ولم يختلف الحال كثيرا في مدينتي بحري وأمدرمان حيث لاحقت الأجهزة الأمنية التظاهرات غير المركزية هناك، وأعلنت لجان المقاومة عن حملات اعتقال واسعة للمحتجين.
ومع تواصل قمع الأجهزة الأمنية للتظاهرات خاصة في الخرطوم، خرجت تظاهرات في عدد من أحياء العاصمة، لتخفيف الضغط عن التظاهرات الرئيسية، بعد دعوات أطلقتها لجان المقاومة

وكانت الآلية الثلاثية المشتركة، المكونة من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان والاتحاد الأفريقي و«إيغاد» قد أطلقت، الأربعاء، أولى جلسات المحادثات غير المباشرة، وسط مقاطعة قوى المعارضة، حيث ضم الاجتماع المكون العسكري وبعض الحركات المسلحة والأحزاب الموالية للعسكر والنظام السابق.
وقال رئيس بعثة «يونيتامس» فولكر بيرتس، في بيان، عقب انتهاء اليوم الأول للمحادثات المباشرة، إن نجاح أي عملية سياسية مرهون بمشاركة الفاعلين السياسيين الذي امتنعوا عن المشاركة، مؤكدا أن الآلية الثلاثية ستواصل جهودها لإقناعهم بالانضمام للمحادثات.
وعلى الرغم من مضي نحو ثمانية أشهر على انقلاب العسكر في السودان وسقوط أكثر من 100 قتيل و6000 جريح، لا تزال تتصاعد التظاهرات المطالبة بإسقاط الانقلاب، وتسليم السلطة للمدنيين.

Share this post