تعلقت الأنظار امس نحو شرفة قصر باكينغهام مع إطلاق الملكة إليزابيث الثانية الاحتفالات في ذكرى مرور سبعين عاما على اعتلائها العرش وهي مدة قياسية في مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية.
وعلقت الأعلام والصور العملاقة في شوارع المملكة المتحدة برمتها فيما نصب عشاق العائلة الملكية الخيم في لندن ليكونوا في الصفوف الأمامية للاحتفالات باليوبيل البلاتيني لأشهر ملكة في العالم، التي باتت صحتها تتراجع وهي في سن السادسة والتسعين.
وفي بلد أمضى السنوات الأخيرة ممزقا بشأن بريكست وعانى في الصميم من جائحة كوفيد-19 وعمليات الحجر الصارمة ويواجه الآن ارتفاعا كبيرا في الأسعار، توفر هذه الأيام الأربعة متنفسا ضروريا.
وفي رسالة خطية، قالت الملكة والقائدة العليا ل15 بلدا من المملكة المتحدة إلى كندا مرورا بنيوزيلندا “آمل بأن تشكل الأيام المقبلة فرصة للتفكير في ما انجز خلال السنوات السبعين مع التطلع إلى المستقبل بثقة وحماسة”.
لم يسبق لأي عاهل بريطاني أن جلس على العرش لهذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك. فالأمير تشارلز وريث العرش يبلغ 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعيد الأربعين قريبا.
وانطقت الاحتفالات التي تخللتها عروض ومسيرات وحفلة موسيقية كبيرة، بعرض عسكري سنوي يعرف باسم “تروبينغ ذي كولور” بمشاركة الأمير تشارلز على صهوة حصان على غرار ما كانت تفعل والدته فيما ستحلق طائرات في الأجواء.
وخرجت الملكة إلى شرفة قصر باكينغهام، إحدى أشهر الشرفات في العالم حيث تحتفل العائلة الملكية بالأحداث المهمة منذ القرن التاسع عشر.
ووقف إلى جانبها الأفراد الرئيسيون النشطون في العائلة وأطفالهم. بينما غاب الأمير هاري وزوجته ميغن اللذان تابعا العرض من مبنى آخر. وغاب أيضا الأمير اندرو نجل الملكة الذي دفع ملايين الدولارات لحفظ شكوى ضده بارتكاب اعتداء جنسي.
وتثير صحة إليزابيث الثانية قلقا في الفترة الأخيرة. فقد ادخلت المستشفى في تشرين الأول/أكتوبر حيث أمضت ليلة وألغت كل مشاركتها تقريبا في مناسبات رسمية وحل مكانها الأمير تشارلز. وقد ألقى نيابة عنها للمرة الأولى خطاب افتتاح الدورة الجديدة البرلمان.
وتواجه الملكة صعوبة في المشي وتستعين بعصا.
وكانت الملكة المؤمنة جدا، تعهدت في سن الحادية والعشرين تكريس “حياتها كاملة” لخدمة البريطانيين ولا يبدر عنها أي مؤشر على أنها ستتخلى عن العرش قريبا. وقد شاركت في الفترة الأخيرة في مناسبات عدة بشكل مفاجئ ولا سيما معرض تشيلسي الشهير للزهور في لندن على عربة كهربائية.
وشهدت العائلة الملكية أزمات عدة فيما تواجه انتقادات متزايدة ولا سيما في المستعمرات السابقة بشأن الماضي الاستعبادي للإمبراطورية البريطانية. وبعد باربادوس العام الماضي، قالت جامايكا انها تريد قطع الروابط مع العرش البريطاني لتتحول إلى جمهورية.
في المملكة المتحدة لا تزال الملكة تتمتع بشعبية كبيرة مع نسبة تأييد تصل إلى 75 % على ما أفاد معهد يوغوف لاستطلاعات الرأي فيما الأمير تشارلز يحظى بتأييد 50 % من السكان.
وجاء في نتائج الاستطلاع أن 62 % يريد استمرار النظام الملكي إلا أن الرأي منقسم في صفوف فئة 18-24 عاما (33 % مؤيد و31 % معارض). ويرى 39 % من البريطانيين فقط أن العائلة الملكية ستستمر لمئة سنة إضافية.
في هذه المرحلة الانتقالية الزاخرة بالتساؤلات، توفر الاحتفالات بيوبيل الملكة وقتا مستقطعا يركز على شخصية الملكة. فبعد الظهور على شرفة قصر باكينغهام، شاركت الملكة في المساء في مراسم اضيئت خلالها لوحات ضوئية من قصر ويندسور غرب لندن حيث باتت تقيم.
وسيقام اليوم الجمعة قداس شكر في كاتدرائية القديس بولس في لندن بمشاركة كل أفراد العائلة بمن فيهم هاري وزوجته ميغن والأمير اندرو لكن اعلن قصر بكنجهام في وقت متأخر امس اعتذار الملكة عن حضوره وانها ستخضع للراحة اليوم .
والسبت من المتوقع ايضا ان تغيب الملكة عن سباقات دربي ابسوم للخيول على ما ذكرت الصحف رغم شغفها الكبير.
ويلي ذلك حفلة موسيقية كبيرة ستتابعها الملكة عبر التلفزيون، تقام في قصر باكينغهام بمشاركة 22 ألف شخص وفنانين من أمثال أليشا كيز وديانا روس.
والأحد سيسير عشرة آلاف شخص في شوارع لندن. وسيشارك ملايين البريطانيين في آلاف المآدب الاحتفالية في الأحياء واحتفالات في الشوارع تكريما للملكة التي تعالت على الازمات وعاصرت العهود المختلفة بقوة عزيمة لافتة.