الآلاف المتظاهرين يتدفقون غرب العاصمة الخرطوم في “ملحمة ثورية” كبيرة تلبية لنداء لجان مقاومة أم درمان

الخرطوم- اليراع الدولية- صحف ووكالات- خرج الآلاف من المتظاهرين، امس الاثنين، في مسيرات هادرة من كافة أنحاء العاصمة الخرطوم متجهين الى مدينة ام درمان غرب العاصمة تلبية لدعوة مساندة الثوار في هنالك ، بعد المواجهات الدامية التي حدثت السبت 21 مايو خلال موكب بالمدينة، حيث ارتقت فيه روح الشهيد الشاب محمد خالص، واصابة العشرات جراء القمع الوحشي لسلطات الأمن.

وكانت «لجان مقاومة أم درمان» قد أعلنت عن مظاهرة مليونية بشارع الشهيد عبد العظيم، تحت شعار «أم درمان لن تنكسر»، وللتأكيد على صمود المدينة، واستمرارها في الحراك الجماهيري الداعي للحكم المدني. واستخدمت قوات الأمن والشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الجموع الحاشدة، التي فرضت سيطرتها على شارع الأربعين، وأقامت المتاريس بالحجارة لحماية الموكب ومنع تقدم قوات الأمن


من جهتها، سيرت «لجان مقاومة بحري» موكباً كبيراً انطلق من منطقة «المؤسسة» عبر جسر «شمبات»، قاطعاً عشرات الكيلومترات إلى «شارع الشهيد عبد العظيم» للمشاركة في الميلونية، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع رفقائهم من ثوار ام درمان ضد أحداث العنف التي واجهها المتظاهرون في هنالك.
وردد المحتجون شعارات: «الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب… والعسكر للثكنات». كما رفعت هتافات بعودة مسار الانتقال الديمقراطي عبر حكومة يقودها المدنيون. أما في شرق الخرطوم فقد تجمع الآلاف في موكب حاشد انطلق من الأحياء إلى شارع المشتل

وفضلا عن التظاهرات في مدينة أمدرمان، شهدت عدد من أحياء مدينة الخرطوم تظاهرات غير مركزية، كان أبرزها في حي بري شرقي الخرطوم، القريب من المقر الرئيسي للقيادة العامة للجيش السوداني.
وحاصرت قوات الأمن، موكبا بريا من اتجاهات مختلفة وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة على المحتجين، بينما انتشرت سيارات مدرعة وباصات مزودة بأقفاص مخصصة للاعتقالات في محيط المنطقة، حسب شهود عيان.

ولم تنتظر سلطات الأمن، كثيراً بعد تجمع المتظاهرين، وحاولت تفريقهم عبر إطلاق قنابل الغاز والقنابل الصوتية بكثافة. وجرت عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة بالمنطقة.

.
ونددت لجان المقاومة بالقمع المفرط لتظاهرات الأمس، وسقوط عشرات المصابين وحالات الاختناق.
ومنذ صباح الأمس، وقبل ساعات من الموعد المحدد للتظاهرات، توجه المحتجون من مدينة الخرطوم إلى مدينة أمدرمان، في مجموعات صغيرة، تحسبا لإغلاق الطرق والجسور.
وفي مدينة بحري شمالي الخرطوم، تجمع الآلاف، قبل أن يتوجهوا سيرا على الأقدام عبر جسر شمبات إلى مدينة أمدرمان، حيث استقبلهم المتظاهرون هناك بالهتاف وطرق الطبول.
وعلى الرغم من إطلاق القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة على المتظاهرين، والذي ارتفعت وتيرته بالتزامن مع وصول المواكب القادمة من بحري، وسقوط عشرات المصابين وحالات الاختناق تواصلت التظاهرات ما بين كر وفر حتى المساء

.
واتهمت «لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)» أجهزة الأمن السودانية باستخدام القوة المميتة ضد المواكب السلمية، بما ذلك استخدام «الخراطيش»

حيث اعلنت الجنة في وقت متاخر مساءً امس ، إصابة 48 شخصا في مظاهرات الإثنين، التي جاءت تحت مسمى “مليونية 23 مايو”، للمطالبة بحل الأزمة السياسية بالبلاد.

وأوضحت اللجنة أن “من بينها إصابة بالخرطوش، وحالتي إصابة برصاص مطاطي، وحالات إصابة في الرأس بعبوات الغاز المسيل للدموع، وإصابة في العين بعبوة غاز مسيل للدموع، وإصابتين بالقنابل الصوتية من بينهم إصابة في الوجه، و(25) حالة إصابة متفرقة بالجسم بعبوات الغاز المسيل للدموع”.

ونوهت اللجنة إلى أنه “توجد إصابات في الميدان تم علاجها من قبل فرق الإسعافات الميدانية وهي غير مشمولة في الحصر”.

ولفتت إلى أنه “يجري التحقق من أي إصابات أخرى وقعت في الأقاليم وسيتم نشر تحديث بها حال التأكد”.

وكانت اللجنة كذلك قد رصدت اللجنة في تقريرها عن أحداث أم درمان الأحد الماضي إصابة نحو77 شخصاً؛ بينها 3 بالرصاص الحي، و53 بطلق ناري متناثر من سلاح «الخرطوش»، وإصابات عديدة بعبوات الغاز المسيل للدموع وأجسام صلبة.

وعلى خلفية استمرار قمع الأجهزة الأمنية للاحتجاجات السلمية الرافضة للانقلاب، عقدت الآلية الثلاثية المشتركة المكونة من بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان (يونيتامس) والاتحاد الافريقي والإيغاد اجتماعا الأحد. وأعربت في بيان عن قلقها البالغ إزاء استمرار استخدام القوة المفرطة في الرد على الاحتجاجات، مشيرة إلى مناشدتها السلطات وقف العنف وإطلاق سراح جميع المعتقلين، بمن فيهم أعضاء لجان المقاومة، ووقف جميع الاعتقالات ورفع حالة الطوارئ.
وطالبت، بإجراء تحقيقات موثوقة في جميع حوادث العنف، مؤكدة أن تهيئة الظروف المواتية تعد أمرا بالغ الأهمية لإنجاح العملية السياسية، التي تقوم بتيسيرها وينبغي أن تتم على وجه السرعة. كما نددت قوى «الحرية والتغيير» بالعنف المتصاعد خلال الفترة الماضية وفي معتبرة مؤشرا لفقدان قادة الانقلاب للإرادة السياسية وعدم رغبتهم في مناخ ديمقراطي أو حل سياسي.
وشددت على أنه لا يمكن الشروع في أي عملية سياسية منتجة في ظل حالة الطوارئ والعنف المفرط والقتل المستمر في مواجهة الحركة الجماهيرية واستمرار الاعتقالات السياسية والقرارات الارتدادية التي تتخذها السلطة الانقلابية لصالح نظام الرئيس المخلوع عمر البشير».
وفي الأثناء، تتواصل الاعتقالات، وبعد ساعات قليلة من اعتقال القيادية في الحزب الشيوعي السوداني آمال الزين، التي أفرج عنها لاحقا، إذ اعتقلت السلطات الناشط في العمل الإنساني والمدير التنفيذي لمنظمة «حاضرين» الناشطة في علاج مصابي الثورة السودانية، ناظم سراج

ويقبع العشرات من المعتقلين السياسيين في سجون السلطات السودانية في أوضاع صحية وإنسانية متردية.
ونددت تنسيقيات لجان المقاومة، بالاعتقال والاخفاء القسري للمحتجين والناشطين السياسيين، وحملت السلطات كامل المسؤولية عن صحة وسلامة المعتقلين والمعتقلات.
وأدانت لجان مقاومة حلفاية الملوك، في مدينة بحري شمالي الخرطوم، اعتقال ناظم سراج، مشددة على أن من تعتقله سلطة الانقلاب يحرره إسقاطها. ودعت المحتجين لاتخاذ الحيطة والحذر وتأمين أنفسهم من أعمال الاعتقال.
ومنذ انقلاب الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل نحو 96 متظاهر وتجاوز عدد المصابين 6000، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين.

Share this post