القوات الامنية السودانية ترتكب جريمة قتل متعمد جديدة …استخدمت فيها الاسلحة النارية و العنف المفرط في ام درمان امس

الخرطوم- اليراع الدولية-صحف محلية-وكالات- في مواجهات بين المتظاهرين السلميين الذين ينادون بعودة الحكم المدني والديمقراطية في السودان وانهاء الانقلاب العسكري والقوات الامنية المتعددة في السودان التي استخدمت مرة اخرى عنف مفرط اتجاه المتظاهرين والسلاح الناري والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية متسببة في قتل متظاهر واصابة العشرات بالرصاص الحي ، خلال احتجاجات في مدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم، امس السبت.

ولقى المتظاهر الشهيد مصرعه بعد ما اتضح انه تم قنصه بسلاح الخرطوش ، عندما احتشد المتظاهرين في شوارع مدينة أم درمان غرب العاصمة، احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان: “ارتقت قبل قليل روح شهيــد لم يتم التأكد من بياناته بعـد بمواكب مدينة أمدرمان، إثر إصابته بطلق ناري متناثر بالصدر .. مرجّح أنه بسلاح خرطوش”.

وأضافت اللجنة أن “يوجد إصابات أخرى بين الثوار، يجري حصرها الآن، نتيجة القمع المفرط الذي تواجه به قوات الانقلاب الثوار”، خلال تظاهرات السبت.

وقالت اللجنة إن بذلك “يرتفع العدد الكلي لشهداء شعبنا الذين أحصيناهم إلى 96 شهيدا” منذ بدء الاحتجاجات، التي تخرج بانتظام ضد الانقلاب العسكري الذي نفّذه البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر.

نُظمت التظاهرات غداة إفراج السلطات السودانية عن اثنين من قادة الحزب الشيوعي المناهض للانقلاب بعد يوم من اعتقالهما، بحسب الحزب.

وكانت أجهزة الأمن السودانية أوقفت الخميس خلال احتجاجات في العاصمة الخرطوم السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب وعضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب صالح محمود.

وقال الحزب إنهما أوقفا عقب عودتهما من دولة جنوب السودان، بعد لقائهما زعيم المتمردين عبد الواحد نور، الذي رفض التوقيع على اتفاق سلام تاريخي عام 2020 مع الحكومة السودانية.

تعهد البرهان في وقت سابق بالإفراج عن معتقلين سياسيين لتمهيد الطريق لإجراء حوار بين الفصائل السودانية.

وعلى الرغم من عدم وجود إعلان مسبق، فقد نظمت لجان المقاومة في أم درمان ومدن أخرى مسيرات متفرقة للمطالبة بالحكم المدني وتحقيق العدالة.

ووفقا لشهود عيان، فقد انتشرت القوات الأمنية بكثافة في الشوارع الرئيسة في وسط أم درمان واستخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين.

يأتي هذا فيما تسعى الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد لجمع الأطراف السودانية على طاولة الحوار للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وسط اتهامات وجهتها الخارجية السودانية، الخميس، للبعثة الأممية بالتدخل في الشأن الداخلي.

وتسعى الأمم المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، لتسهيل المحادثات بين الأطراف السودانيين لحل الأزمة.

ونفت البعثة الاتهامات السودانية، معتبرة في تصريحات لموقع أنها تعمل وفقا للمهام الموكلة لها من قبل مجلس الأمن الدولي.

وتشهد المدن السودانية، منذ نحو 7 اشهر، احتجاجات متواصلة ضد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، والتي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ إسقاط نظام عمر البشير في أبريل 2019.

ويعيش السودان أوضاعا أمنية معقدة في ظل استمرا الاحتجاجات وتجدد الاشتباكات القبلية في دارفور وشرق السودان.

وتأثر اقتصاد البلاد سلبا بالأوضاع الحالية وباستمرار تعليق المساعدات الدولية، التي تقول مؤسسات التمويل الدولية والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إن استئنافها مربوط بعودة المسار الانتقالي.

منذ (25) أكتوبر الماضي قتل عدد كبير من المتظاهرين خلال مشاركتهم في الاحتجاجات المطالبة بإلغاء الشراكة مع المكون العسكري، وأصيب الآلاف على نحو متفاوت بالرصاص الحي جراء استخدام العنف المفرط في تفريق المتظاهرين. وقال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إنه مستعد لتحمل كامل المسؤولية عن القتلى حال ثبت انه من أصدر الأوامر بقتل وملاحقة المتظاهرين، وأضاف قائلاً: (أبحث بنفسي في وسائل التواصل الاجتماعي عن المتسبب في قتل المتظاهرين)، كما تحدث عن شكوك حول جهات تنفذ عمليات القتل. ونفذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة منذ الانقلاب وسط كوادر لجان المقاومة وأعضاء لجنة إزالة التمكين، كما تم اعتقال أعضاء في مجلس السيادة السابق على رأسهم محمد الفكي.
إحصاءات مخيفة
وبحسب الإحصائية الرسمية الصادرة عن لجنة الأطباء المركزية التي تحصلت عليها (الإنتباهة) فإن عدد الوفيات الكلي منذ قرارات الجيش الاخيرة بلغ (95) شهيداً، (83) منهم بالرصاص الحي (32) إصابة في الرأس و (8) إصابات في العنق و (32) إصابة في الصدر و (6) في البطن واثنتان في الحوض و (3) في الفخذ، بينما بلغ عدد الإصابات التي تم رصدها أكثر من (5) آلاف إصابة، منها أكثر من (619) حالة إصابة بالغاز المسيل للدموع و (891) إصابة في الرأس و (81) إصابة في العين ومئات الإصابات في الصدر، وأكثر من (593) إصابة متفرقة في الجسم طبقاً لآخر إحصائية تم تحديثها في الثامن من مايو الجاري.

Share this post