اليراع-الخرطوم- فيما يمكن أن يكون مجرد إيجاز صحفي ساخر منذ فترة عهد السودان المهدي قبل قرون، قدمت أمس مجموعة سياسية من علماء الرهبنة مبادرة جديدة أطلقت عليها ب (مبادرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)، مؤتمرا صحفيا رسميا في العاصمة الخرطوم للإعلان عن مبادراتها التي تكفلوا بها وسلموها إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقيادي. قائد الانقلاب الحالي الذي حل الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون ودفع البلاد في وقت لاحق إلى أزمة سياسية واقتصادية.
ووفقا لأبو بكر عبده الله، المتحدث باسم المبادرة، فقد قاموا باستكشاف البلاد والتشاور مع الآلاف من علماء الدين وزعماء الصوفية حول الاضطرابات الحالية في البلاد والأزمة السياسية والاقتصادية بحثا عن حل (دائم) واختاروا 75 منهم بعناية فائقة لتقديمها إلى البرهان لاختيار وتشكيل حكومة منهم.
وأوضح أبو بكر أنهم “قدموا لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قائمة تضم 75 شيخا (من اولياء الله الصالحين) لاختيار من بينهم مجلس تشريعي للبلاد للقيام بمهام حل أزمة البلاد “بشكل جذري مرة واحدة وإلى الأبد”.
وأضاف أن “الذين تم اختيارهم من شيوخ الصوفية هم رجال دين صالحون ومصلحون ، وفقا لرأي الناس ، “لديهم نفوس نظيفة ليس لديهم طموحات في هذا العالم ، لذلك فهم أكثر الناس تأهيلا لحل أزمة البلاد”.
واشار الى أن ان هنالك أسابيع مقترحة لتقوم فيها البلاد ب “الصلاة باسم النبي (صلى الله عليه وسلم) من قبل الأمة بأكملها مطروحة على الطاولة “.
وقد بثت قنوات تلفزيونية المؤتمر الصحفي على المستوى الوطني، ولكن وفقا للعديد من الخبراء السياسيين السودانيين بما في ذلك رئيس التحرير لدينا، فإن هذا النوع من المبادرات شائع جدا في السودان خلال عصور الديكتاتورية وخاصة في فترة الأزمات، مشيرا أيضا إلى أن لها جذورا في تاريخ السودان حيث كان شيوخ الصوفية يتمتعون بسلطة ونفوذ كبيرين داخل مجتمعاتهم المحلية وتم حشدهم من قبل المهدي خلال الثورة في البلاد لطرد الاحتلال التركي، لكن سلطتهم تراجعت على مر السنين ، منذ ذلك الحين ، ولكن في وقت لاحق تم استخدامها من قبل السياسيين والانظمة الديكتاتورية لكسب دعم المناطق الريفية والمهمشة أو لتشتيت رأي الأمة في سلوكهم في الحكومة ،
مشيراً ايضا على نطاق واسع إلى استخدامها خلال أزمة الرئيس النميري الاقتصادية في 1982-83 حيث استضاف هؤلاء الشيوخ في تجمعه أمام الصحافة على شاشات التلفزيون لإظهار دعم البلاد له، واستخدم الديكتاتور البشير في وقت لاحق نفس الأساليب أيضا بانتظام في مبادرات مماثلة أمام وسائل الإعلام الوطنية وزار مدارسهم الدينية لتنظيم احتجاج فخم لإظهار دعمهم لنظامه،
وقادة الانقلاب الحاليون لا يختلفون عنهم حيث ان كل من الجنرال عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي منذ وصولهم إلى السلطة عملوا الى احياء سلطة هؤلاء القادة الصوفيون وقدموهم مرة أخرى في وسائل الإعلام كأصحاب مصلحة لخلق قاعدة دعم للانقلاب الذي يفتقر إلى أي دعم داخل البلاد في الوقت الحالي.
“وكان وزير المالية الحالي دكتور جبريل الذي عرف بانتمائه للحركة الاسلامية قد المح في احدى الحوارات الصحفية عند سؤاله حول توقف المعونات الدولية لهم بسبب الانقلاب الى ما في معناه ” انه يجب الاعتماد على الله أولا ( دعم السماء اولا)