نداءات دولية عاجل للتصدي لاتساع رقعة انعدام الأمن الغذائي

لندن – رويترز: قالت وكالة إنسانية دولية أن الصراعات والطقس القاسي والصدمات الاقتصادية أدت إلى زيادة عدد من يواجهون أزمات غذائية بمقدار الخُمس إلى 193 مليونا العام الماضي، وأن التوقعات ستتفاقم ما لم تُتَّخَذ «إجراءات عاجلة على نطاق واسع».
وذكرت «الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية»، التي أنشأتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في تقريرها السنوي الأخير أن انعدام الأمن الغذائي تضاعف تقريباً في السنوات الست الماضية منذ عام 2016 عندما بدأت في رصده.
وذكر التقرير أن «التوقعات المستقبلية ليست جيدة. إذا لم يتم عمل المزيد لدعم المجتمعات الريفية، فإن نطاق الدمار المتمثل في الجوع وفقدان سبل العيش سيكون مُرَوِّعاً». وأضاف «هناك حاجة إلى تحرك إنساني عاجل على نطاق واسع لمنع حدوث ذلك».
ويُعَرَّف «انعدام الأمن الغذائي الحاد» على أنه أي نقص في الغذاء يهدد الأرواح أو سبل العيش أو كليهما. وعني احتياج الذين يعيشون في دول تعانيه إلى مساعدة عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
ويشمل تصنيف «انعدام الأمن الغذائي الحاد» المستويات 3 و4 و5 من مقياس الأمن الغذائي الدولي: «أزمة» و»طوارئ» و»كارثة».
واستشرافا للمستقبل، جاء في التقرير أن غزو روسيا لأوكرانيا -وهما منتجان رئيسيان للغذاء- يُشكِّل مخاطر جسيمة على الأمن الغذائي العالمي، لا سيما في البلدان التي تعاني من أزمة غذاء، بما في ذلك أفغانستان وإثيوبيا وهايتي والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن.
وفي عام 2021، حصل الصومال على أكثر من 90 في المئة من احتياجاته من القمح من روسيا وأوكرانيا، وحصلت جمهورية الكونغو الديمقراطية على 80 في المئة، بينما استوردت مدغشقر 70 في المئة من المواد الغذائية الأساسية من البلدين.
وذكر التقرير أن «البلدان التي تتعامل بالفعل مع مستويات عالية من الجوع الحاد معرضة بشكل خاص للتأثر بمخاطر الحرب بسبب اعتمادها الكبير على واردات الغذاء وضعفها أمام صدمات أسعار الغذاء العالمية».
وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» أن الحرب في أوكرانيا «أبرزت بالفعل الطبيعة المتشابكة وهشاشة النظم الغذائية» محذرة من أن «الآفاق المستقبلية ليست جيدة».
وتضيف «إذا لم يتم بذل المزيد لدعم المناطق الريفية، فإن حجم الضرر المرتبط بالجوع وتدهور مستويات المعيشة سيكون هائلاً. هناك حاجة إلى عمل إنساني عاجل على نطاق واسع».
وتوضح أن الزيادة المسجلة في عام 2021 تنبع من «مجموعة ثلاثية سامة من النزاعات والظواهر المناخية الشديدة والصدمات الاقتصادية».
ووفقا لبيانات «فاو» ستكون هناك حاجة إلى 1.5 مليار دولار من المساعدات المالية للتحرك الآن من أجل الاستفادة من موسم البذر لزيادة الإنتاج في المناطق المعرضة للخطر.

Share this post