نيويورك-اليراع -(الأناضول)-دعت مفوضة أممية، امس الأربعاء، الخرطوم إلى “التحرك العاجل لمنع اندلاع المزيد من أعمال العنف القبلي في ولاية غرب دارفور”، غربي السودان.
جاء ذلك في بيان صادر، الأربعاء، عن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت،
واندلع اقتتال قبلي في عدة مناطق بالولاية، على مدار الأيام الماضية، أسفر عن مقتل 176 شخصًا، وإصابة 220 آخرين، بحسب ما ذكرته، اليوم، لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية).
وتعليقًا على تطورات الأحداث قالت باشيليت في بيانها “لقد روعتني التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 159 شخصا في (محلية) كرينك(تابعة لدارفور)، يومي 22 و24 نيسان/أبريل، وجرح 107 ونزوح الآلاف من منازلهم، كما تعرضت خمس قرى على الأقل في المنطقة للهجوم”.
وأعربت المفوضة الأممية عن “القلق من تكرار حوادث العنف القبلي الخطيرة في المنطقة، والتي تحصد أعدادا كبيرة من الأرواح”.
و حثت “السلطات السودانية على معالجة الأسباب الكامنة وراء العنف في هذه المنطقة والوفاء بمسؤوليتها بشأن حماية السكان”.
وأوضح البيان أن “أكثر من ألف من المسلحين التابعين لقبيلة الرزيقات العربية هاجموا بلدة كرينك السبت الماضي، بعد مقتل رجلين من الرزيقات على يد مجهولين”.
وبحسب بيانات المفوضية الأممية، قتل في هذا الهجوم ما لا يقل عن ثمانية رجال من قبيلة المساليت الإفريقية، وأصيب 17 آخرين، بينهم امرأة وثلاثة أطفال، بينما قتل 7 رجال آخرين من العرب.
وانتشرت قوات الأمن في كرينك السبت الماضي، لكنها تراجعت في مواجهة هجوم واسع النطاق شنه مسلحون من قبيلة الرزيقات اليوم التالي، سيطروا خلاله على المدينة لعدة ساعات، ونهبوا وأحرقوا مئات المحلات والمنازل وفتحوا النار على المباني العامة التي لجأ إليها الكثيرون، بما في ذلك مستشفى ومركز شرطة.
وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة مشاورات مغلقة، بناء على طلب من 6 دول أعضاء بالمجلس لمناقشة الوضع في إقليم دارفور.
والدول الست التي دعت لعقد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن هي : الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيرلندا والنرويج و ألبانيا.
وقال نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة السفير، جيمس كاريوكي، للصحفيين عقب انتهاء الجلسة “لقد تمت إحاطتها علما باستجابة السلطات السودانية.. لكننا نخشى من أن تؤدي أعمال العنف تلك إلى عكس المكاسب التي تحققت عبر سنوات من الاستثمار في تحقيق السلام في دارفور”.
وأضاف: “أدت أعمال العنف تلك إلي إعاقة تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين بالمنطقة فضلا عن أنها أسفرت عن تشريد أكثر من 62 ألف شخص غربي الإقليم”.
وتشهد مناطق عديدة في دارفور من حين إلى آخر اشتباكات دموية بين القبائل العربية والإفريقية، ضمن صراعات على الأرض والموارد والمياه ومسارات الرعي.