الخرطوم-اليراع-(رويترز) – خرج المحتجون المطالبين بزوال النظام الانقلابي وعودة الحكم المدني إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في أنحاء البلاد يوم الخميس وسط تنامي الغضب من الانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر تشرين الأول والارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء والوقود والخبز منذ ذلك الحين.
وتم تعليق مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية من الدول الغربية ومؤسسات تمويل دولية بعد الانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر تشرين الأول. ولم يعين القادة العسكريون بعد رئيسا للوزراء للتعامل مع أزمات البلاد.
وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز إن ما يقرب من نصف سكان السودان يعانون من جوع شديد وهو ضعف تقدير العام الماضي. وتشهد بعض أسعار الأغذية والسلع الأخرى الحيوية في بعض الأحيان ارتفاعا على مدار اليوم الواحد.
واكتسبت حركة الاحتجاج زخما جديدا مع شعور المواطنين بوطأة الارتفاع الحاد والسريع في أسعار الطاقة والغذاء بينما فقدت العملة المحلية ربع قيمتها.
وقالت الطبيبة آلاء أحمد (24 عاما) وهي تشارك في مسيرة احتجاجية في الخرطوم “الظروف المعيشية لا تحتمل، لدرجة الجوع وعدم القدرة على تحمل تكلفة العلاج أو التعليم لذلك يجب أن نطيح بهذا النظام”.
وقال المتظاهر عادل عثمان (55 عاما) “الوضع الاقتصادي كارثي. الجيش أفقر السودان… سنبقى في الشوارع للإطاحة بهم”.
ومظاهرات يوم الخميس هي الثالثة والأكبر هذا الأسبوع في العاصمة. ووردت أنباء عن خروج مسيرات أيضا في بورتسودان والقضارف وعطبرة ونيالا ومناطق أخرى وفقا للقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن التحقق منها.
ووصلت مسيرات المحتجين في الخرطوم حتى مسافة 400 متر من القصر الرئاسي متحدية إطلاقا كثيفا للغاز المسيل للدموع. وذكر مراسل من رويترز أن قافلة من الجنود الذين يلوحون بالعصي شوهدت متجهة لمسار الاحتجاجات.
ويقول الجيش إن الانقلاب كان خطوة تصحيحية ضرورية بعد اقتتال سياسي داخلي وتعهد بتسليم السلطة لحكومة تحظى بإجماع أو تأتي بانتخابات. لكن المحتجين يريدون خروجا فوريا للجيش من المشهد السياسي.